يقدم الفيلم الإسرائيلي "عاهرة مثلي أنا"، رؤية مغايرة لما هو مألوف لفتاة الليل أو بائعة الهوى، إذ يركز على "الجانب النظيف" في النساء، مؤكداً أنهن لا يختلفن كثيراً عن سائر النساء.
وفي عرضها للفيلم الذي انضم للمسابقة الرسمية لمهرجان تل أبيب الدولي للأفلام الوثائقية لهذا العام، أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الجميع، لاسيما الرجال في إسرائيل، ينبغي أن يشاهدوا الفيلم الصادم، مطالبةً بعرضه على نطاق واسع في المجتمع الإسرائيلي.
لقطات إنسانية مؤثرة
يروي الفيلم قصة شيلي التي كانت في الثانية والعشرين من عمرها عندما اختطفها تجار جنس من المجر وأرسلوها إلى إسرائيل للعمل عاهرة قبل 20 عاماً. تركت شيلي في المجر ابنتها (4 سنوات) وأمها التي تخلى عنها والد شيلي بعدما أصبحت حاملاً بها في عمر الثامنة عشرة.
عاشت شيلي جحيماً ونقلت من بيت دعارة لآخر. لاحقاً أصبحت مدمنة على المخدرات ومتشردةً في الشارع.
يقدم الفيلم الإسرائيلي "عاهرة مثلي أنا"، رؤية مغايرة لما هو مألوف لفتاة الليل أو بائعة الهوى، ويروي قصة إنسانية مؤلمة بطلتها فتاة اختطفت من المجر وأجبرت على العمل في الدعارة في تل أبيب.
يُظهر الفيلم محور تشابه يراه قوياً بين شيلي (العاهرة) وبقية النساء وهو "عدم القدرة على قول لا" لا سيما عندما يحتجن إلى "الحب أو الحماية"..
ورغم كل ما عاشته، يركز الفيلم على أن شيلي بقيت تتمتع بشجاعة غير عادية، وحافظت على الصدق والنزاهة والذكاء والرزانة والعاطفة الجياشة داخلها. ويتضح من أحداث الفيلم أن شيلي تدرك الفرق الكبير بين ما هي عليه وبين ما تحاول أن تبدو عليه في حياتها القاسية.
وفي واحدة من اللحظات المؤثرة من الفيلم، تصف شيلي كيف صُدم أحد زبائنها عندما اكتشف كم هي "ذكية وحساسة"، وليست كما كان يتوقع من إحدى العاملات في مجال الجنس، موضحاً أنها "ليست من النوع الذي يفضله".
ومن المشاهد المؤثرة أيضاً، عندما عايرها صديق مفترض بمساعدته لها من أجل التخلص من محنة وسوء معاملة كانت تتعرض لهما كما لو كانت كلبه المفضل. كذلك كان مؤلماً حديثها عن استغرابها عندما خرجت في موعد غرامي ولم تتقاضَ أجراً، معتبرةً أن "الإحساس كان واحداً".
محاولة للتصالح مع الذات
مع تقدم أحداث القصة، تعيّن شيلي محققاً خاصاً للحصول على دليل على أنها ضحية الإتجار بالجنس، لتقديمه إلى وزارة الداخلية الإسرائيلية بغية الحصول على تأشيرة وتصريح عمل. اضطرها ذلك للعودة إلى ماضيها المؤلم كي تتمكن من إنهاء هذا الفصل من حياتها.
ويبدو أن السبب الحقيقي لم يكن الحصول على تصريح عمل بل رغبتها في أن "تغفر لنفسها" بتوضيح أنها كانت ضحيةً ولم تختر هذا المصير، لذا تبدأ بالتحرك والبحث عن الحقيقة. تلتقي عملاءها السابقين رغبةً منها في الخروج من هاوية الدعارة التي تغوص بها رغم محاولات البعض ثنيها عن ذلك خوفاً من أن تعرض نفسها للخطر.
وفي النهاية، يمكن القول إن الفيلم لا يقدم فقط توضيحاً ثاقب البصيرة لما قد تكون عليه حياة بائعة الهوى، بل يبيّن بشكل لا يدع مجالاً للشك أنها مثل الكثيرات من النساء إن لم يكن جميعهن.
ومحور هذا التشابه الذي يكشفه الفيلم، بين شيلي والنسوة الأخريات، هو "العجز عن قول لا"، لا سيما عندما تكون بحاجة ماسة إلى الحب أو إلى الحماية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 21 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...