تُطلَق على الدورة الشهرية مُفردات "مُضحكة مُبكية" من قبيل "خالة وردة" و"عمتي الحمراء" و"الجيش الأحمر"، لتستر على ما يُعتبر "عيباً" و"عاراً" برأي فئات في المجتمعات المحافظة.
هذا "العار الاجتماعي" والمحظورات المُرافقة للدورة الشهرية يُضعفان من ثقة المرأة ويجعلانها تتبع ثقافة الصمت عند تعاملها مع أوجاعها شهرياً في بعض المُجتمعات، ما دفع الأمم المتحدة لتخصيص يوم 28 مايو يوماً للنظافة في فترة الحيض لرفع الوصم عن المرأة ولتوعية الفتيات والنساء بأهمية التعامل مع النظافة الشخصية خلال هذه الفترة.
تُشير منظمة العفو الدولية في تقرير حديثٍ لها إلى أن الحيض بالنسبة لبعض الفتيات هو أن "يختفين في حظائر الماشية أو يمنعن من دخول بيوتهن"، في الوقت الذي تُكافح فيه بعض النساء لتوفير ثمن الفوط الصحية، ويُقبض على أُخريات ويتم استجوابهن حول أنشطتهن السلمية التي يقمن بها من أجل "إزالة وصمة العار".
ومن هؤلاء النساء ثلاث ناشطات في مجال حقوق الإنسان كسرن حاجز المحرمات وتحدثن مع منظمة العفو الدولية عن حملاتهنّ، هُنّ جانار سيكرباييفا من كازاخستان، وهيزل ميد من المملكة المتحدة، وساميكشيا كويرالا من نيبال.
قامت بـ "أعمال شغب صغرى"
اتُهمت جانار سيكرباييفا، 36 عاماً، وهي ناشطة كازاخستانية من مجتمع الميم ومؤسسة لمبادرة فامينيتا، وهي مبادرة لتعزيز الحقوق النسوية وحماية حقوق المثليات وثنائيات الجنس وأحرار الجنس بالقيام بـ "أعمال شغب صغرى" لانضمامها إلى مجموعة من المحتجات السلميات في مدينة ألماتي للمشاركة في جلسة تصوير تهدف إلى كسر المحرمات التي تتمحور حول الدورة الشهرية.
"تلك الفترة من الشهر"
"أخفوني في غرفة مظلمة في بيت أحد الأقارب، بعيداً عن البيت خمسة أيام. وبعد خروجي، لم يسمح لي بلمس أفراد العائلة الذكور طوال 11 يوماً، أو بدخول المطبخ لمدة 19 يوماً"..ما العيب في الدورة الشهرية؟
تُطلَق على الدورة الشهرية تسميات غريبة مثل "خالة وردة" و"عمتي الحمراء" و"الجيش الأحمر"، للتستر على ما يُعتبر "عيباً" و"عاراً" برأي فئات في المجتمعات المحافظة.
أخفوني بسبب الدورة الشهرية
عربياً.. كل امرأة تُعاني وحدها
وأشارت الطبيبة إلى أنه مُنع فريق عملها مرة من قبل رجال إحدى المناطق من توزيع رزم مساعدة تحوي فوطاً صحية عندما علموا أن فيها "أشياء تتعلق بالدورة الشهرية".
ولا يقتصر الخجل على المناطق الريفية، إذ تقول كارول عوض، مسؤولة المياه والصرف الصحي في مكتب فلسطين لمنظمة اليونيسف، إنها تساءلت مرة عن سبب عدم استخدام مجموعة طالبات في بعض المدارس المختلطة لدورات المياه رغم تجهيزها بكل المستلزمات، فقيل لها إنهن يخجلن من الذهاب للحمام على نحو متكرر "كي لا يشعر أحد أن لديهن الدورة الشهرية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...