شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ليبيا تسلّم مصر المطلوب رقم واحد: هشام عشماوي تزامناً مع تقرير هيومن رايتس

ليبيا تسلّم مصر المطلوب رقم واحد: هشام عشماوي تزامناً مع تقرير هيومن رايتس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 29 مايو 201901:20 م

تسلمت مصر من الجيش الوطني الليبي في ساعة متقدمة من ليل الثلاثاء المطلوب رقم واحد في القاهرة: المتشدد هشام عشماوي. خبر تسليم عشماوي المعتقل في درنة الليبية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تزامن مع صدور تقرير هيومن رايتس ووتش الثلاثاء يتهم الأمن والجيش المصري بارتكاب انتهاكات جسيمة يرقى بعضها إلى جرائم حرب ضد المدنيين في سيناء.

مساء الثلاثاء تداول الإعلام المصري العمومي والخاص بشكل مكثف أنباء وصول طائرة عسكرية من ليبيا إلى مطار القاهرة وعلى متنها عشماوي. التلفزيون المصري الرسمي وقناتان خاصتان نقلتا البث وظهر عشماوي مكبل اليدين ومعصوب العينين وسماعات عازلة للصوت على أذنيه، ونزل من الطائرة بصعوبة وبدا يعاني إصابة شديدة في قدمه اليسرى، قبل أن يختفي بداخل سيارة سوداء تحت حراسة عنصرين من القوات الخاصة.



من هو عشماوي؟

كان عشماوي ضابطاً سابقاً في الجيش المصري، تقول السلطات المصرية إنه تورط في 17 عملية إرهابية وقتل العشرات.

اعتقل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عشماوي في مدينة درنة الليبية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد مساعٍ عدة تولتها السلطات للقبض عليه.

وجاء تسليم عشماوي عقب زيارة خاطفة لوزير المخابرات المصري عباس كامل إلى ليبيا، التقى خلالها قائد قوات شرق ليبيا حفتر، الثلاثاء، قبل أن تعود طائرته وعلى متنها عشماوي.

وظهر المحامي والإعلامي المصري خالد أبو بكر معلقاً على لقطات إعادة عشماوي قائلاً "أنت في مصر يا هشام. الآن يمكننا الترحم على شهدائنا وعلى النائب العام. شكراً للقوات الخاصة والمخابرات المصرية".

وفي أول تعليق للرئيس عبد الفتاح السيسي على تسلم عشماوي، قدم التحية لـ"صقور مصر الذين يعملون على حفظ الوطن وسلامة أراضيه"، مشدداً على أن الحرب على الإرهاب لم تنتهِ ولن تنتهي، وفق ما كتبه على حسابه الرسمي على فيسبوك. 

التهديدات الإرهابية

تتمثل أهمية  تسليم عشماوي في أنه شكل تهديداً لمصر من حدودها الغربية، بتزعمه تنظيم "المرابطين"، وإلمامه بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرّبُ مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية، وفق ما تؤكده السلطات المصرية.

وتقول السلطات إن عشماوي يتزعم جماعة أنصار الإسلام التي أعلنت مسؤوليتها عن مكمن استهدف قوات الشرطة في منطقة صحراوية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017 وقُتل فيه 16 من ضباط الشرطة وعناصرها. وتتهم الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم عام 2013.

حكم على عشماوي غيابياً بالإعدام لإدانته بالتورط في هجمات عدة، بينها هجوم في 2014 أسفر عن مقتل 22 من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع ليبيا.

كما تتهمه القاهرة بأنه لعب دوراً مركزياً في تصدير العناصر من مصر للقتال مع "جبهة النصرة" في سوريا. ويعتبر محللون أن القبض عليه وإعادته إلى مصر "حياً" إنجازان كبيران للأمن المصري  بسبب "الأهمية البالغة" للضابط المتمرس السابق.

وتسلمت مصر، عدا عشماوي، المتشدد بهاء علي أبو المعاطي، الحارس الشخصي لعشماوي، الذي وصفته وسائل إعلام مقربة من النظام بأنه "أحد أخطر الإرهابيين في تنظيم المرابطين".

سلم الجيش الوطني الليبي مصر في الثلاثاء المطلوب رقم واحد في القاهرة: هشام عشماوي المتهم بالضلوع في 17 حادثاً إرهابياً. تسليم عشماوي تزامن مع صدور تقرير هيومن رايتس ووتش في اليوم ذاته يتهم الجيش المصري بارتكاب "جرائم حرب" في سيناء.

تقرير هيومن رايتس ووتش

تسليم عشماوي جاء بعد ساعات من صدور تقرير هيومن رايتس ووتش تتهم فيه قوات الأمن المصرية بارتكاب "انتهاكات جسيمة وواسعة وجرائم حرب ضد المدنيين في سيناء".

ووثّقت المنظمة في تقريرها الذي استغرق إعداده عامين جرائم تشمل الاعتقالات الجماعية التعسفية، والإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، وهجمات جوية وبرية قد تكون غير قانونية ضد المدنيين، مشيرةً إلى "عدم وجود تغطية إعلامية كافية لما يجري في سيناء".

واعتبر مراقبون أن التغطية الإعلامية المكثفة لاستلام عشماوي في اليوم ذاته من إعلان تقرير المنظمة الحقوقية الدولية، تصب في خانتين، الأولى إبراز "نجاحات" قوات الأمن المصرية، والثانية استثارة تعاطف المصريين باستذكار شهدائهم في سيناء، وتبيان وقوع حوادث إرهابية هناك فيما تتهم المنظمة الجيش المصري بارتكاب “جرائم حرب” لم تستثن المدنيين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image