التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 14 أبريل، في القاهرة بخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الذي وصل العاصمة المصرية في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً.
وبحسب ما قاله المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي فإن الزيارة التي تمت بمقر قصر الاتحادية بالقاهرة هدفت إلى بحث مستجدات الأوضاع في ليبيا، دون تقديم تفاصيل أكثر.
يرى مراقبون أن اللقاء الذي جمع السيسي وحفتر الأحد شهد مناقشة تحرك قوات مصرية إلى طرابلس، لكن القاهرة وبنغازي تتكتمان حتى اللحظة عما حدث في اللقاء.
من جانبه أكد السيسي على دعم مصر جهود "مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية".
وفي ختام اللقاء ذكر بيان للرئاسة المصرية، أن القاهرة تدعم جهود مكافحة الإرهاب "بما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات".
وزيارة حفتر للقاهرة هي أول زيارة خارجية له منذ أن بدأت قوات "الجيش الوطني الليبي" هجوماً برياً على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دولياً قبل إحدى عشر يوماً.
وللنظام المصري علاقات قوية بحفتر الذي تسيطر قواته على شرق ليبيا وعلى مناطق الجنوب قبل أن تتقدم إلى طرابلس في الرابع من أبريل الجاري في تصعيد خطير للصراع في الدولة المقسمة بالفعل.
ولم تفصح السلطات المصرية عما دار في الاجتماع الذي جمع السيسي بحفتر، لكن مراقبين يرجحون مناقشة كيفية دعم القاهرة تحرك قوات حفتر في طرابلس التي تعد أحدث التطورات وربما تكون أهمها في دائرة الصراع والفوضى التي تشهدها ليبيا منذ سقوط القذافي في العام 2011.
ونقلت وسائل إعلام عن الباحث في الشأن الليبي محمد حسن عامر قوله إن زيارة حفتر للقاهرة ترتبط بشكل وثيق بالعمليات العسكرية في طرابلس بعد إحدى عشر يومياً من انطلاقها بهدف التقييم وإعادة النظر والتفكير في حسابات هذه المعركة.
ونشرت الرئاسة المصرية صوراً للاجتماع ظهر فيها إلى جانب السيسي وحفتر رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.
وفي فبراير من العام الماضي قال حفتر خلال مقابلة مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إن مواقفه تتشابه ومواقف السيسي، مضيفاً أن وضع مصر عندما وصل السيسي إلى السلطة مشابه لوضع ليبيا اليوم، حسب قوله، متابعاً أن: "عدونا الكبير، الإخوان المسلمون، يهددون بلداننا وجيراننا الأفارقة والأوروبيين على حد سواء".
وفي وقت سابق دعت الخارجية المصرية الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وإنجاح مهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا والتي ترمي إلى إجراء الانتخابات العامة وإقناع الأطراف الليبية بقبول نتائجها، مشددة على أن "الحل في ليبيا سياسي وليس عسكرياً".
وتسبب هجوم قوات شرق ليبيا على طرابلس في تقويض جهود الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار وطني بين حكومتي شرق وغرب ليبيا من أجل الاتفاق على إجراء انتخابات وإنهاء الصراع.
وكان غسان سلامة، المبعوث الأممي لليبيا، قد أعلن تأجيل المؤتمر الوطني الليبي بشأن الانتخابات والذي كان مقرراً عقده منتصف الشهر الجاري بسبب التطورات الميدانية في طرابلس.
تأتي زيارة حفتر متزامنة مع إعلان منظمة الصحة العالمية يوم الأحد مقتل نحو 121 شخصاً وإصابة 561 آخرين منذ بدء هجوم قوات حفتر على طرابلس.
وأدان مكتب المنظمة في ليبيا في تغريدة على تويتر ما قال إنه الهجمات المتكررة على طواقم العلاج وسيارات الإسعاف في طرابلس.
كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن نزوح 13500 شخص، من بينهم 900 شخص استقبلهم في مراكز إيواء.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...