وُصف بالفيلم الـ "إباحي"، وقال نُقّاد إن 60% من مشاهده عبارة عن مُؤخرات نساء، مُرجّحين مُنذ اللقطات الأولى أن يكون عنوانه الأكبر: "الأرداف". "ماذا يفعل فيلم 'بورنو' في مهرجان كان السينمائي"؟ تساءل مُشاهد فرنسي ساخط وهو يغادر قاعة العرض دون أن يكمل مشاهدة الفيلم.
نتحدّث عن فيلم "مكتوب حبي: إنترمتزو" للمخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش (59 سنة) المُقيم في فرنسا مُنذ طفولته والذي عرض الخميس ضمن الدورة الـ 72 من فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي. الفيلم حمل عدداً غير مسبوق من المشاهد الجنسية "الساخنة" بحسب وصف الجمهور، بل وصفه البعض بأنه فيلم بورنوغرافي كان الأجدر عدم عرضه في "كان". الفيلم كان محوره جمال المرأة ومنُحنيات جسدها، خاصة أردافها ومؤخرتها، عرضت كما لو كانت سلعة جنسيّة لإرضاء الشهوات بحسب بعض من حضر العرض "المفاجئ".
يتمحور الفيلم، وهو تكملة الجزء الأول من "Mektoub, My Love: Canto Uno" الذي يمتد إلى ثلاث ساعات و28 دقيقة حول جسد المرأة. هكذا يمكن اختصاره، وهذا ما دفع أفواجاً من الحضور لمُغادرة قاعة العرض في كان السينمائي قبل انتهاء الفيلم بسبب مشهد جنسي دام 13 دقيقة، فيما رد البعض المُغادرة إلى "الملل الذي أصابهم، جراء غياب الخيوط الأولى لقصة الفيلم رغم مرور أكثر من نصف مدته"، إذ وجد المشاهد نفسه أمام مشاهد متكررة لأجساد نساء في أماكن مختلفة، تماماً مثلما جرى في الجزء الأوّل.
ويظهر الفيلم في البداية مُصوراً يتفنن في التقاط صور لجسد امرأة عارية، ثم ينتقل المخرج عبد اللطيف كشيش الحائز السعفة الذهبية قبل ست سنوات عن فيلم "حياة أديل" (2013)، إلى شاطئ سات جنوبي فرنسا لتركز الكاميرا أيضاً على جسد المرأة بشكل كبير أثناء تعرف شابين كانا رفقة مجموعة من الفتيات على فتاة باريسية، تقضي عطلتها بصحبة أسرتها في المنطقة.
نرى في الفيلم تناقضات تعيشها الفتاة الباريسية المُقبلة على الزواج من جندي في مهمة بالعراق، وهي حامل من شخص آخر لا ينوي الزواح بها، فيما يظل يواصل مطاردتها طلباً للمتعة الجنسية، كما هو شأن صديق آخر رضخت لرغبته في الأخير بعد إلحاح طويل منه، في مشهد جنسي دام 13 دقيقة في حمام ملهى ليلي.
شكّل فيلم المُخرج الفرنسي التونسي مادّة دسمة للنُقّاد وكان السؤال الأكثر رواجاً: "كيف تم قبوله في كان؟"
وُصف بالفيلم الـ "إباحي"، وقال نُقّاد إن 60% من مشاهده عبارة عن مُؤخرات نساء... فيلم للمخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش يُربك مهرجان "كان" السينمائي
مشهد جنسي لمدة 13 دقيقة في فيلم "مكتوب حبي: إنترمتزو" للمخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش يدفع أفواجاً من الحضور لمُغادرة قاعة العرض في مهرجان "كان" السينمائي
فيلم إباحي
يقول الناقد السينمائي ديفيد إيهرلِك في تقرير كتبه في IndieWire "لا أمل لتوزيع الفيلم في الولايات المُتحدة ليحضره الجمهور سوى عبر مواقع إباحية Pornhubs" مُعرباً عن دهشته من "مشهد الجنس الفموي" الذي جمع امرأة فاتنة برجلٍ في حمام ملهى ليلي ودامت مدته 13 دقيقة.
ويُضيف إيهرِلك أن أبطال الفيلم "يفكرون بهرموناتهم لا بعقولهم" وأن لغة الحوار بينهم هي الإيحاءات الجنسية.
ويُشير إلى أن نهاية الفيلم كانت غامضة أيضاً، وهذا ما يعني أنه قد يكون هُناك جزء ثالث عام 2021 ولكنه تساءل: "من سيُساهم في إنتاجه مالياً بعد النقد الذي طال الجزء الثاني؟"
وأكّد الناقد السينمائي بسُخريةٍ: "لم يُعجب أي مخرج بأي شيء، مثلما يُعجب عبد اللطيف كشيش بالمؤخرات"، مُقدماً لمحة سريعة عن الفيلم: "تشاهدون لقطات لمؤخرة ما لعشر دقائق، ثم تشاهدون شيئاً آخر لثانية واحدة، ثم تعودون إلى نفس المؤخرة لعشر دقائق أُخرى".
وقالت الصحافية آنا بوردجيس إنها عددت المشاهد التي تظهر فيها مؤخرات النساء في الفيلم، مُشيرةً إلى أنها وصلت إلى 178 مشهداً. وأضافت: "إذا جرى حذفها أظن أن مدة الفيلم ليست أطول من 20 دقيقة".
الجسد "يهزّه" من الداخل
في المؤتمر الصحافي الذي عُقد صباح الجمعة، بدا المخرج متوتراً، خاصةً عندما سألته صحفية عن قضية قالت إنه يواجه فيها تهمة الاعتداء الجنسي، فاتهمها بالاستفزاز.
وعلّق على مُغادرة عدد كبير من المشاهدين قاعة العرض خاصةً بعد المشهد الجنسي الذي استمر أكثر من عشر دقائق: "ليس الجميع منفتحاً على هذه التجربة الجديدة".
وأكّد "لا يشاركني الجميع بالطريقة التي أنظر بها إلى الآخرين، ولا يزعجني ذلك"، مُشيراً إلى أنه سيكون أمراً مؤسفاً "إن شاهد الجميع الفيلم بنفس الطريقة".
وأضاف كشيش أنه حاول إظهار ما "يهزّه من الداخل"، أي البطون والأرداف والأجساد، مُشيراً إلى أن هذا ما يعتبره "سحراً"، فأراد نقل سحر قوّة الأجساد من خلال مُلاحقة عدسة الكاميرا لها، قائلاً إن هدف الفيلم هو "الاحتفال بالحياة، والحب، والموسيقى، والجسد، وتجريب محاولات أخرى للحكي السينمائي".
في السياق ذاته، قال الناقد الفنّي فيليب روير إن كشيش نجح في نقل جنون الملهى الليلي وما يدور فيه من جنون لتلبية الرغبات الجنسية، مُشيداً بأداء أبطال العمل الذين سلّموا أنفسهم للمُخرج ليَنقل الصورة التي يُريدها.
وبدأ كشيش مسيرته الفنية ممثلاً مسرحياً وسينمائيا، قبل أن يخوض تجربة الإخراج السينمائي. ويحمل في رصيده الإخراجي ستة أفلام هي "خطأ فولتار" (2000) و"المراوغة (2004) و"كسكسي بالبوري " (2007)، و"فينوس السوداء" (2010) و"حياة أديل" (2013) و"مكتوب حبي" بجزأيه (2017 و2019).
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...