شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
وصفة إيرانية للانتحار: كُتب نيتشه، وسيانور يَصلُك إلى البيت

وصفة إيرانية للانتحار: كُتب نيتشه، وسيانور يَصلُك إلى البيت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 21 مايو 201904:00 م

اعتقلت الشرطة الإيرانية مواطنًا بتهمة تشجيع الناس وتحريضهم على الانتحار وإنهاء حياتهم، وذلك عبر قناة على موقع التواصل الاجتماعي "تلغرام" ذات الشعبية الواسعة في إيران.

أعلن ذلك"علي رضا لطفي" رئيس شرطة التحقيقات في طهران، الذي قال إن شرطة العاصمة بالتعاون مع شرطة مكافحة جرائم الإنترنت تمكّنت من اعتقال شخص في طهران كان يقوم بتعلیم وتشجيع الناس على الانتحار عبر قناة على التلغرام.

كتب نيتشه غيّرت حياتي، وبعد قراءة بعض كتبه أخذتُ أحبّ أن أموت.

وأضاف أنه قبل أيام شهدت منطقة "سعادت آباد" في غرب طهران حادثاً غامضاً لانتحار شابّ في الثلاثين من عمره، وعثرت الشرطة على ورقة ذكر فيها الشخص المتوفى تحذير لعدم لمس بقايا مسحوق السيانيد جنبه.

وعندما بدأت الشرطة التحقيق حول الحادث، وصلت إلى علاقة بين المنتحر وشابّ ذي 31 عاماً يدعى "حميد". فعثرت الشرطة على "حميد" واعتقلتْه، وضبطت في بيته علباً من مسحوق السيانيد الذي يستخدم للانتحار، وكمّيات من الحبوب المهدئة والمنومة، وكتباّ في الطبّ النفسي. وتبين أن مسحوق السيانيد كان قد أرسل من "حميد" إلى الشخص المنتحر في غرب طهران.

وأعلن المسؤول الإيراني أن "حميد" اعترف في التحقيقات أنه كان يعلّم ويشجع الناس على الانتحار، ويقوم ببيع مسحوق السيانور في كميات بقيمة مليون تومان (حوالى مئة دولار)، وكان يقوم بإرسالها إلى الراغبين بالانتحار في مناطق مختلفة في طهران، وإلى مدن أخرى في البلاد.

عثرت الشرطة على "حميد"، وضبطت في بيته علباً من مسحوق السيانيد الذي يستخدم للانتحار، وكتباّ في الطبّ النفسي. وتبين أن مسحوق السيانيد كان قد أرسل من "حميد" إلى الشخص المنتحر في غرب طهران.

وقال "حميد" في اعترافاته: تعرفتُ قبل عام على شخص يدعى "بِهنام" يدير قناة في التلغرام، كان أعضاؤها يدعمون الانتحار. وعندما أصبحتُ عضواً في هذه القناة، قدّم لي مدير القناة كتاباً باللغة الإنكليزية عنوانه (حبوب الاسترخاء). درستُ ذلك الكتاب بالكامل، وتعرّفت على أساليب مختلفة للانتحار. وبعد التعرّف على "بهنام" وقراءة الكتاب قمت بالانتحار، وبعد الانتحار دخلت في الغيبوبة وصحوت بعد 6 أيام. بعد هذه الحكاية قمتُ بفتح قناة على التلغرام تحت عنوان "الخلاص من النفس"، وكنتُ أقوم فيها بتعليم أعضاء القناة كيفية الانتحار بمسحوق السيانيد، وأعلنتُ أنه باستطاعتي إرسال علبٍ من هذا المسحوق لهم بقيمة مليون تومان لكلّ علبة."

وفي ردّ على سؤال حول السبب الذي دفعه إلى فتح هذه القناة قال حميد: "منذ الطفولة كنتُ اقراء كثيراً حتى تعرّفت على أعمال بعض الكتاب الإيرانيين وأعمال "نيتشه". كتب نيتشه غيّرت حياتي، وبعد قراءة بعض كتبه أخذتُ أحبّ أن أموت. لسوء الحظّ لم يقم شخص في ذلك الوقت بإرشادي بخصوص الكتب التي ينبغي أن أقرأها. وكلّما واصلتُ القراءة، كلّما تدفقّت في رأسي أفكار سلبية. جعلتني كتب نيتشه أن أؤمن بالعبث، حيث انتحرتُ مرارًا وتكرارًا وفي آخر مرة دخلت الغيبوبة لـ6 أيام. بعد ذلك قمت بفتح قناة على التغرام لتعليم وتشجيع الناس على الانتحار، وقمتُ في هذه الفترة ببيع مسحوق السيانيد لـ4 أو 5 أشخاص، لا أعلم بأنهم استخدموا المسحوق أو لا."

قمتُ بفتح قناة على التلغرام تحت عنوان "الخلاص من النفس"، وكنتُ أقوم فيها بتعليم أعضاء القناة كيفية الانتحار بمسحوق السيانيد، وأعلنتُ أنه باستطاعتي إرسال علبٍ من هذا المسحوق لهم بقيمة مليون تومان لكلّ علبة.

وتابع حميد: "أردت الذهاب إلى مركز مهتمّ بالانتحار في سويسرا لإنهاء حياتي هناك، ولكن لم تكن لديّ أموال، لذلك قررتُ بيع مسحوق السيانيد لأعضاء مجموعة، كي أحصل على تكلفة سفري إلى سويسرا.

عيادة الانتحار في سويسرا

تتواجد عيادات خاصة في سويسرا لمساعدة الناس على الانتحار عبر ما يسمى بـ" القتل أو الموت الرحيم"، ومن أشهر هذه العيادات هی "ديغناتاس" التي تقع في مدينة زيوريخ السويسرية.

وتسمح قوانين سويسرا بـ"الموت الرحيم"، ولذلك يأتون الأجانب الى هذا البلد للإنتحار، ويطلق على هذه الحالة "سياحة الانتحار"، والتي لها منتقدون ومعارضون كثرٌ سواء في أوروبا أو خارجها.

معدل الانتحار في إيران

أعلن نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الاجتماعية في اغسطس 2018 أن معدل حالات الانتحار في البلاد في السنوات الأخيرة لم ينخفض، بل كان صعوديًا إلى حد ما، وعلى مدى السنوات الخمسة الأخيرة، ارتفع معدل الانتحار من 4.4 إلى 6.2. ويتراوح عدد حالات الانتحار في إيران من 5 إلى 6 أشخاص في كلّ 100 ألف شخص، حسب قوله.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image