بحسب المعتقدات اليهودية، فإن يوم السبت أو "الشابات" في اللغة العبرية، من الأيام المقدسة، وفق ما ذُكر في التوراة عن قداسة ذلك اليوم، لكن أخيراً أصبحت قضية العمل يوم السبت، وهو يوم الراحة اليهودي ، موضوعاً ساخناً في مفاوضات الائتلاف الإسرائيلية، خصوصاً مع النتائج التي حققتها الأحزاب المتشددة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
أسباب عدة لتقديس اليهود يوم السبت، على رأسها الوصية الرابعة من الوصايا العشر التي دعت إلى تقديس هذا اليوم واتخاذه يوماً للراحة والعبادة وعدم ممارسة أي عمل فيه، إذ يؤمن اليهود أن الله خلق الكون في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة هاآرتس العبرية، اليوم الأربعاء 15 مايو، فقد سلم حزب التوراة اليهودية الموحدة، وهو حزب ديني يميني متشدد، قائمة مطالب إلى حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتعلق معظمها بوقف الانتهاكات التي تتم في إسرائيل يوم السبت، ومنها قيام بعض الكيانات بالعمل في هذا اليوم.
وطالب حزب التوراة اليهودية الموحدة بفرض ضرائب باهظة على أي كيانات أو مؤسسات إسرائيلية تنتهك قدسية هذا اليوم، إلى جانب تعيين كيان قانوني لتنفيذ قوانين يوم السبت، والسماح بالعمل فيه فقط للعمال غير اليهود، وتعيين أحد أعضاء الكنيست في الحزب كنائب للوزير لإصدار تصاريح عمل لهذا اليوم المقدس.
وفي الفترة الأخيرة، واجه مصنع فينيسيا للزجاج، تهديدات بالغلق وبتسريح عماله البالغ عددهم 240 بسبب مقاطعة المتشددين لمنتجات هذا المصنع، لأن فرن المصنع يعمل سبعة أيام في الأسبوع، بذريعة أن المصنع لا يمكنه إغلاق فرنه في أي يوم، وهو يعمل بموجب ترخيص استثنائي يوم السبت.
وتقول هاآرتس إن التهديد الذي يتعرض له المصنع بسبب مقاطعة منتجاته، يمكن أن تتعرض لها مصانع أخرى في إسرائيل، مضيفة، أنه صار من الواضح أن أي نشاط اقتصادي يوم السبت، مهما كان ضرورياً، أصبح غير آمن.
وتعمل بعض أكبر المصانع وأهمها في إسرائيل يوم السبت، بما في ذلك المصانع التابعة لشركات عالمية كبرى، والتي من الواضح أنها لن تتردد في مغادرة إسرائيل إذا كانت عملياتها الصناعية في الدولة العبرية مهددة.
أحزاب دينية متشددة تطالب بمنع العمل تماماً يوم السبت ( الشابات) داخل إسرائيل، وتقارير تتوقع خسائر للدولة العبرية بمليارات الدولارات سنوياً في حال حدوث ذلك. تعرفوا على معركة العمل في “شابات” في إسرائيل.
600 ألف إسرائيلي يعملون السبت
يقول تقرير هاآرتس إنه على عكس الانطباع الذي أوجده القانون اليهودي الذي يسمح لبعض الأسواق الصغيرة بالعمل يوم السبت، فإن النشاط الاقتصادي لإسرائيل في هذا اليوم أكبر من مجرد حفنة من محالّ السوبر ماركت التي تعمل على مدار 24 ساعة وبعض مراكز التسوق، لأن العمليات الاقتصادية التي تقوم بها إسرائيل يوم السبت هائلة، وهي ضرورية للناتج الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي، ويضيف التقرير أن أي تهديد للنشاط الاقتصادي يوم السبت من المحتمل أن يكلف البلد عشرات المليارات من الشيكل.
وتقول الصحيفة إنه لا توجد حتى الآن دراسة منظمة توضح بالتفصيل مقدار العمل الذي يقوم به الإسرائيليون يوم السبت داخل إسرائيل، لكنها ترجّح أن النسبة كبيرة، وقد يصل منع العمل تماماً في هذا اليوم إلى خسارة أكثر من 40 مليار شيكل (11.2 مليار دولار) سنوياً.
وكان تقرير صادر عن معهد إسرائيل للديمقراطية قد كشف عن أن هناك 600 ألف إسرائيلي يعملون يوم السبت منهم نحو 400 ألف يهودي، أي ما يعادل 13٪ من القوى العاملة اليهودية في إسرائيل، كما أن الأشخاص الذين يعملون يوم السبت ينتمون إلى جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.
وخلص تقرير هاآرتس إلى أنه في حالة نجاح الأحزاب المتشددة في إسرائيل في وقف العمل يوم "الشابات" أو حتى تقليله، فإن ذلك سيؤذي الاقتصاد الإسرائيلي بدرجة كبيرة جداً
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...