هدد وزير التعليم الإيراني الثلاثاء بإرسال 14 مليون تلميذ للمشاركة في الحرب في حال اندلعت في الخليج وسط تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن على خلفية تهديدات إيرانية بغلق مضيق هرمز واتهام واشنطن لها باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
وأعلن وزير التعليم الإيراني محمد بطحائي في خطاب له أن هناك 14 مليون تلميذ في المدارس الإيرانية، قائلاً إنهم على استعداد للتضحية بأرواحهم ساعة الحاجة مثلما حدث في "فترة الدفاع المقدس" على حد قوله، في إشارة إلى الحرب بين إيران والعراق.
وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني متزامنة مع التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد تخريب أربع سفن قبالة ميناء الفجيرة في الإمارات الأحد واستهداف الحوثيين الثلاثاء بسبع طائرات مسيرة محطة ضخ نفط سعودية. ورغم عدم تقديم أدلة على ضلوع طهران في تخريب السفن الأربع من بينها سفينتين سعوديتين إلا أن المحققين الأمريكيين يتهمون إيران بالوقوف خلفها.
أطفال إيران وقود الحرب
كانت إيران قد أرسلت عشرات الآلاف من الأطفال للمشاركة في الحرب ضد العراق، خلال ثمانينيات القرن الماضي، وتمثل دورهم في السير وسط الألغام لفتح الطريق أمام الجنود للتقدم، بحسب روايات عديدة.
وتسببت تصريحات الوزير الإيراني بجدل واسع في إيران وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعل الجمعية الإيرانية لحماية حقوق الطفل تصدر بياناً تدين فيه تصريحات الوزير.
وقالت الجمعية "الوزير لا يستطيع، نيابة عن الطلاب، الإعلان عن استعداده للحرب"، مضيفة أن وزير التعليم يضخ أفكاراً خارج نظام التعليم الإيراني.
" عليك إرسال ابنك للجيش"
وانتقد بعض المستخدمين الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي ما سموه تاريخ النظام الطويل في إرسال الأطفال وطلاب المدارس إلى ساحات الحرب كما حدث في الجبهات أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
وطالب مستخدمون آخرون الوزير الإيراني وباقي المسؤولين في بلادهم بضرورة إرسال أبنائهم إلى ساحات الحرب والمواجهة بدلاً من إرسال أبناء الآخرين، على حد قولهم.
وعلى موقع تويتر نشر مستخدم إيراني صورة الوزير بطحائي قائلاً له: "إذن، عليك إرسال ابنك للجيش".
ويقول مغرد آخر إن النظام في بلاده، لا يشعر بأي خجل في الاعتراف بوجود أطفال مجندين، ولا يخجل من الإفصاح عن نيته بخصوص استخدامهم في الحروب.
كما عبرت مستخدمة عن غضبها من تصريح الوزير الإيراني قائلة: "هل هذا هو الوزير المسؤول عن تربية الجيل القادم من الإيرانيين؟".
الأطفال وقود الحرب..وزير التعليم الإيراني يهدد بإرسال 14 مليون تلميذ للمشاركة في الحرب في حال اندلعت في الخليج. كيف تفاعل المستخدمون الإيرانيون مع هذا التصريح؟
جيوش من الأطفال
وفي وقت سابق، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية الحرس الثوري الإيراني بإرسال أطفال لاجئين أفغان للقتال في سوريا.
وقالت المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها في تقريرها إنه يتم في بعض الأحيان إرسال الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً إلى سوريا كجزء من "لواء فاطميون" الذي أنشأته إيران.
ويعتبر القانون الدولي أن الزج بالأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً في الصراعات العسكرية "جريمة حرب"، كما تحظر اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، تجنيد الأطفال تحت 15 عاماً أو إرسالهم للمشاركة في الحروب.
أما بشأن احتمالات المواجهة الإيرانية الأمريكية في الخليج، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تصريحات من موسكو الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تسعى لخوض حرب مع إيران، مضيفاً أن بلاده تنتظر من إيران أن تتصرف كدولة طبيعية.
كما قال القائد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: لن تكون هناك حرب مع الولايات المتحدة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...