شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"الهبيدة” مقاومة ألكترونية تقارع الاحتلال الإسرائيلي وتكشف تضليل المدافعين عنه

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 13 مايو 201905:50 م

استهدف فريق "الهبد الإلكتروني" الفلسطيني، مساء الأحد، صفحة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على فيسبوك بعشرات التعليقات الرافضة لقراراته الأخيرة بشأن القضية الفلسطينية، وهذا ما سلط الضوء على لون جديد من المقاومة الفلسطينية يتجسّد في مبادرة شبابية رقمية تدعى "جيش الهبد الإلكتروني".

والهبد لغوياً يعني الضرب بقوة شديدة مؤثرة، لكن يقصد بالهبد الألكتروني "التفنيد القوي للأكاذيب ودحضها بما لا يدع مجالاً للشك".

حراك رقمي واعي

و"الهبيدة" هم مجموعة من الصحافيين والمثقفين وكتاب الرأي والمؤثرين، وظيفتهم متابعة المنشورات المضللة حول القضية الفلسطينية والرد عليها ودحض زيفها للرأي العام الدولي باستخدام 25 لغة. أما القائمون على الحملة فهم، أحمد جودة وأمين عابد وحسن الداوودي ومحمود نشوان والناشط في أوروبا علي شعث.

شارك في حملة "الهبد الإلكتروني" ضد حساب الرئيس ترامب على فيسبوك نشطاء على مواقع التواصل وقيادات فصائل فلسطينية وفنانون، أكدوا رفض سياسة الرئيس الأمريكي، الذي اضطر للتعقيب على هجوم التعليقات بأنه "غير جيد على الإطلاق".

?s=21

وانطلقت حملة "جيش الهبد الألكتروني" بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، واستشهاد 27 فلسطينياً وإصابة 154، بملاحقة المنشورات المضللة وتفنيدها ودحض أسانيدها لضرب الرواية الإسرائيلية وتبيان الحقيقة للمجتمع الدولي.

يستخدم فريق الهبد الألكتروني 25 لغةً في توصيل رسائله، وهو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ الرواية الفلسطينية، إذ تعتمد الخارجية الفلسطينية 9 لغاتٍ فقط في نقل الرواية الفلسطينية.

وأوضح محمود نشوان، عضو جيش الهبيدة الإلكتروني، لموقع "فلسطين أون لاين"، أن أعضاء الفريق من داخل فلسطين وخارجها، هم من المؤمنين بقضيتها العادلة، مشيراً إلى أن أعداد الفريق الذي تكون قبل نحو شهرين في ازدياد ملحوظ دعماً للفكرة وإيماناً بها.

بداية عفوية

ويؤكد حسن الداوودي، الباحث في الدبلوماسية الرقمية وأحد قادة جيش الهبد، أن فكرة "الهبيدة" بدأت "عفوية"، حين تمكن نشطاء فلسطينيون من إجبار قناة "ناشونال جيوغرافيك" أبو ظبي على حذف منشور عن حيوان يعيش في صحراء فلسطينية بالخليل، كانت الصفحة وضعت اسمها الإسرائيلي.

وبعد تصحيح القناة وكتابتها "شكراً على الملاحظة والتصحيح" انطلقت فكرة تعميم "هبد" وملاحقة المنشورات الكاذبة والمضللة المتعلقة بالقضية الفلسطينية محلياً وعالمياً، بحسب الداوودي.

ويشرح الناشط الفلسطيني الشاب وأحد القائمين على الحملة أمين عابد، لموقع "شبابيك" المعني بقضايا اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً "انطلقنا بمصطلح اهبد بعد قمع حركة حماس لحراك بدنا نعيش، ومنعنا من الجهر بآرائنا".

ويضيف: "تعودت الشعوب المقموعة اللجوء للنكتة السياسية في التعبير عن آرائها السياسية، فكانت حملة أهبد لقياس مدى تفاعل الشارع معنا ومع القائمين على الحراك. وجاءت على سبيل النكتة بدايةً ثم ما لبثت أن تطورت إلى الانقضاض على الإعلام الأصفر (الكاذب)".

اهبد 194

وقبل الهجوم على ترامب، تمكنت حملة "#اهبد194"، بالإنجليزيّة "#Ihbid194"، التي أطلقها شباب محاصرون في غزة، من توسيع هامش حضورها الإعلامي في فترة قياسية ونقل الرواية الفلسطينية إلى مدى أبعد والتأسيس لإعلام "مختلف" يقارع إعلام الاحتلال وأذرعه ويعوض بعض الغياب عن التأثير في الرأي العام العالمي.

ويوضح أمين عابد أن اختيار وسم #اهبد194 جاء نسبةً إلى القرار الأممي 194 الذي ينص على "حق عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين"، ونسبةً أيضاً لرقم فلسطين في الأمم المتحدة الذي حصلت عليه عام 2012.

ويشدد حسن الداودي، في حديثه مع "شبابيك"، على أن "وجود رواية فلسطينية مضادة تغزو المنصات الإسرائيلية والعالمية سيجعل المتعاطفين مع تلك المنصات في شكٍ دائم وحالة بحث متواصل عن حقيقة ما ينشره الاحتلال، وهذا ما قد يؤدي لاحقاً لتأييد الحق الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهيونية"، مشيراً إلى الأهمية المتنامية للسوشيال ميديا.

“الهبيدة" مجموعة شباب تضم مثقفين وكتاباً وصحفيين ومؤثرين يردون على المنشورات المضللة للرأي العام الدولي بشأن قضية فلسطين. يستخدم “الهبيدة” 25 لغة ومن بين أهدافهم منشورات دونالد ترامب. تعرفوا على الهبيدة في هذا التقرير.

يستعد “الهبيدة” ليوم "الهبد الأكبر” وهي حملة في ذكرى النكبة تستهدف كشف المنشورات المضللة للرأي العام العالمي المشوهة لقضية فلسطين. لون جديد من المقاومة الفلسطينية يجسده "جيش الهبد الإلكتروني”، تعرفوا عليه معنا.

نجاحات 

أما إيمان محمد، عضو حملة الهبد الإلكتروني، فتلفت إلى أن من الصفحات التي قاموا "بهبدها"، صفحة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف"، الذي كان يطالب بوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وصفحة رئيس البرازيل وابنه، وإيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتضيف لموقع فلسطين أون لاين: "استهدفنا حساب الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، وصفحة الموظف في وزارة خارجية الاحتلال نفتالي حنانيا، أحد أكبر مصدري الروايات الكاذبة، هذا ما دفع الأخير لحذف منشورين كاذبين".

وتابعت: "هاجمنا صفحة لغوغل وضعت علم إسرائيل محتفلةً بذكرى قيام دولة الاحتلال، ونجح الفريق خلال ساعة واحدة بإجبار الصفحة على إزالة العلم"، مضيفةً " هاجمنا صفحة حفل مسابقة اليوروفيجن الغنائية، ونجح الفريق في دفع الكثيرين لإلغاء حجوزاتهم وعدم الذهاب لحضور الحفل الذي يقام في تل أبيب".

يوم الهبد الأكبر

وبيّنت إيمان أن فريقها "يعمل على مدار الساعة للتجهيز ليوم ذكرى نكبة فلسطين"، إذ سيسعى إلى إيصال صوت الفلسطينيين للعالم من أجل توضيح المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون منذ71 عاماً.

وتوافق ذكرى النكبة الفلسطينية 15 مايو/أيار الجاري. وتحل الذكرى الـ71 للنكبة هذا العام في ظل مخاوف فلسطينية متزايدة بشأن خطة السلام التي تعدها الولايات المتحدة وتستعد لإطلاقها بعد انتهاء شهر رمضان وتحديداً في يونيو/حزيران المقبل تحت اسم "صفقة القرن".

ويشير الداوودي إلى أن حملة #يوم_الهبد_الأكبر ستحشد طاقات كبيرة من فرق إعداد ومترجمين ومصممين لتكون جاهزة لبث الرواية الفلسطينية والتصدي لرواية الاحتلال، في حين يتطلع "على المدى البعيد، وكمتخصص في الدبلوماسية الرقمية، إلى أن تلتفت الخارجية الفلسطينية لهذه الحملة وتستثمرها باستحداث دائرة دبلوماسية رقمية تدخل التصنيف العالمي بقوة لتنافس في بث الرواية الصحيحة ولا تترك الساحة خالية لرواية التضليل الصهيونية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image