نذرت آغنس نفسها للرهبنة وأصبحت الأم تريزا، إلّا أنها قرّرت خَلْع زي الرهبنة التقليدي ولِبْس الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق، نظراً لإقامتها في مدينة كالكوتا الهنديّة.
اهتمّت الأم تيريزا بالأطفال المشرّدين والعجزة، ومع اتساع نطاق عملها أسّست جمعية أخوة المحبّة عام 1963 الخاصة بالرهبان، وعندما بلغت الخامسة والسبعين من عمرها، ذهبت إلى إثيوبيا لمساعدة المنكوبين هناك وإغاثتهم بعد أن تفشّت المجاعة في بلادهم وتشرّد إثرها الآلاف.
فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب
تلقّت تريزا عدّة جوائز تقديريّة خلال حياتها، منها جائزة "رامون ماجسايساى" للسلام والتفاهم الدولي سنة 1962، وجائزة نوبل للسلام سنة 1979. وفي سنة 2016 رفع البابا فرنسيس الأم تيريزا إلى مرتبة القدّيسين في احتفالٍ أُقيم بالفاتيكان، تقديراً لمساعداتها الإنسانيّة وتضحياتها.
هذا ما نعرفه عن هذه الراهبة، التي ولفترةٍ طويلةٍ، كانت الوجه الإنساني للكنيسة الكاثوليكيّة.
الفقر لا الفقراء
في الحقيقة، لم تكن الأم تيريزا تحبّ الفقراء، فقد كتب المؤلف كريستوفر هيتشنز في كتابه "وضعية المبشّر: الأم تيريزا بين النظرية والتطبيق"، بأن الأم تريزا كانت تحبّ الفقر، فقد صرّحت أن المعاناة هديّة من عند الله، وكانت ترفض إعطاء المسكّنات للمرضى الذين على شفير الموت.
قضت تيريزا حياتها تعارض الحلّ الوحيد للقضاء على الفقر، ألا وهو تمكين المرأة وتحريرها من قيود المجتمع، ومن دورها كمخلوقٍ هدفه التناسل فقط، فقد كانت تعتبر أن استخدام وسائل منع الحمل يُعتبر جريمةً مثله مثل الإجهاض، ما أدّى إلى استمرار الجهل والفقر في المدينة التي عاشت فيها.
فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب، كما لم يراعوا الأساليب المتبعة في العناية الطبيّة والمعايير الصحيّة السليمة، فكانوا يستخدمون الحقن عدّة مرات وبدون تعقيم، والمثبت أن عدد الذين تمّت العناية بهم أقلّ بكثير مما أظهره الإعلام.
الدعم المالي من أسوأ أغنياء العالم
أمّا الحقيقة التي يجهلها أغلب المؤمنين بقداسة تيريزا، وفقًا للكتاب، هي أنّها كانت تتلقّى الدعم المالي من أسوأ أغنياء العالم، كعائلة دوفالييه الحاكمة في هاييتي، المعروفة ببطشها وفسادها، وشارلز كيتنغ رئيس شركة لينكولن سايفنغز الّذي يُعتبر أحد أكبر النصّابين في مجال الاستثمارات الماليّة، وقد تمّت محاكمته بسبب جرائمه، وقد عمدت تيريزا إلى إرسال رسالةٍ الى المحكمة، راجيةً من القاضي أن يرأف به لكونه يتبرّع للمؤسسات الخيريّة. أين ذهبت كل هذه الأموال؟ أين ملايين الدولارات الّتي كان بإمكانها القضاء على الفقر الذي ادّعت محاربته؟
كانت الأم تيريزا تعشق المشاهير، فقد كانت على علاقة جيّدة مع الليدي ديانا وغيرها ممن زارها والتقط الصور معها، كما أنها وضعت اسمها على العديد من المراكز المنتشرة في العالم، أين التواضع في كلّ هذا؟ أين هو العمل الحقيقي الّذي يُساهم في إحياء المجتمعات الميّتة ومساعدة النساء على امتلاك القدرة على التحكم بأجسادهنّ، كي يستطعن كسر دائرة الفقر والجهل؟
قضت تيريزا حياتها تعارض الحلّ الوحيد للقضاء على الفقر، ألا وهو تمكين المرأة وتحريرها من قيود المجتمع، ومن دورها كمخلوقٍ هدفه التناسل فقط، فقد كانت تعتبر أن استخدام وسائل منع الحمل يُعتبر جريمةً مثله مثل الإجهاض.
أمّا الحقيقة التي يجهلها أغلب المؤمنين بقداسة تيريزا، وفقًا للكتاب، هي أنّها كانت تتلقّى الدعم المالي من أسوأ أغنياء العالم، كعائلة دوفالييه الحاكمة في هاييتي، المعروفة ببطشها وفسادها.
استغلّت الكنيسة الكاثوليكية هوس الإعلام بالراهبة تيريزا لتحسين صورتها المشوّهة في العالم، فنسي الناس قضايا التحرّش والسرقة واستغلال السلطة من قبل العديد من رجال الدين.
تحسين صورة الكنيسة الكاثوليكيّة
أمّا هيتشنز في كتابهThe Missionary Position: Mother Teresa in Theory and Practice فقد أورد أيضًا العديد من الحقائق الّتي كنّا نجهلها عن هذه الراهبة:
أولاً، كانت تشجّع على تعميد المرضى المحتضرين سرّاً دون علمهم، وذلك باعتراف عددٍ من الراهبات اللواتي عملن معها.
ثانياً، كانت تدّعي أن مرض الجذام هو هبة جميلة من عند الله، ويجب استخدام هذه الهبة لتعلّم كيفية محبّة المنبوذين.
ثالثاً، كانت تتلقّى رعايتها الصحيّة الشخصيّة من أرقى عيادات كاليفورنيا وليس في عيادات منظّمتها.
هل هذه تصرّفات قديسة؟
استغلّت الكنيسة الكاثوليكية هوس الإعلام بالراهبة تيريزا لتحسين صورتها المشوّهة في العالم، فنسي الناس قضايا التحرّش والسرقة واستغلال السلطة من قبل العديد من رجال الدين، وركّزوا على الأم الفقيرة المتواضعة الّتي تساعد المحرومين.
فكانت الكنيسة الكاثوليكيّة المستفيد الأوحد من ظاهرة الأم تيريزا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...