أظهر تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الخميس أن مهربي الآثار يستخدمون موقع فيسبوك لبيع الآثار المنهوبة من العراق وسوريا وشرائها، كما يتفقون في مجموعات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي حول كيفية البحث عن الآثار القديمة في المقابر غير المكتشفة وبطريقة غير قانونية.
ونقل تقرير بي بي سي عن عالم الآثار السوري عمرو العظم، الذي يعمل حالياً في جامعة شاوني ستيت بولاية أوهايو الأميركية بعد مغاردته سوريا، قوله إن لوحات تاريخية من الفسيفساء الرومانية لا تزال داخل سوريا معروضة للبيع عبر مجموعات خاصة على موقع فيسبوك.
وبحسب ما نشرته بي بي سي، فقد قضى العظم نحو عامين متجولاً بين مجموعات كثيرة على فيسبوك، تضم آلاف الأعضاء الذين يتبادلون الأفكار حول كيفية التنقيب في المواقع الأثرية، ويحذر بعضهم بعضاً من خطر انهيار المقابر أثناء عمليات التنقيب والاختناق فيها.
واعتبر العظم أن بيع وشراء الآثار المنهوبة جريمة يشترك في تنفيذها موقع فيسبوك، مؤكداً أن ما يحدث للآثار العراقية والسورية "سرقة عابرة للحدود تحت أنظار مسؤولي فيسبوك، وهم يسمحون بها"، بحسب قوله.
كما نقل التقرير عن الباحثة كايتي بول قولها إن فيسبوك ساهم في توسع شبكات تجارة الآثار في العالم، مضيفةً أنه صار بإمكان أي كان مشاركة صورة قطعة أثرية على فيسبوك، والتواصل مع من يرغبون في شرائها، إذا لم يكن يعرف مهرباً.
وأشارت بي بي سي إلى أنها تمتلك أدلة على أن الآثار لا تزال تهرّب من العراق وسوريا إلى تركيا، على الرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذتها الشرطة التركية، وتراجع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا.
مهربو الآثار يستخدمون موقع فيسبوك لبيع وشراء الآثار المنهوبة من العراق وسوريا بحسب تحقيق لبي بي سي. كيف تورط فيسبوك في هذه الجريمة العابرة للقارات؟
كيف رد فيسبوك؟
بعد تقرير بي بي سي، الذي نشر الخميس 2 مايو، بساعات قليلة، أعلن موقع فيسبوك أنه أزال 49 مجموعة من موقعه، كان يتناقش فيها الأعضاء بيعَ الآثار المنهوبة من سوريا والعراق، لكنه لم يوضح لماذا ترك هذه المجموعات في السابق من دون أن يتخذ موقفاً بشأنها.
وقال موقع فيسبوك في بيان رسمي إنه لا يسمح بتنسيق هذه العمليات غير القانونية على صفحاته، وإنه أزال 49 مجموعة بعد تحقيقات بي بي سي، إلا أن العظم قال إن العديد من المجموعات التي يراقبها لا تزال قائمة برغم بيان فيسبوك.
وكشفت بي بي سي عن أنها أنجزت هذا التقرير بمساعدة أبي موسى، الذي وصفته بأنه عالم آثار سوري هرب من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش قبل أربع سنوات، مضيفةً أن أبا موسى، وهذا ليس اسمه الحقيقي، يحضر الاجتماعات التي يعقدها الوسطاء لبيع الآثار المسروقة.
وقال أبو موسى إنه يعرف أن هذا العمل خطير وصعب، وإنه يعمل مع أشخاص يشبهون شبكة المافيا، خاتماً: "أرى تاريخي وثقافتي يدمران أمام عينيّ".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...