تفتتح السعودية مساء الثلاثاء، المتحف العلمي للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ومن المنتظر أن تطلق منصة إلكترونية لعرض تراثه وآثاره، فيما تحتجز السلطات وتحاكم عدداً من المشايخ والدعاة والرموز والمثقفين بسبب آرائهم الحقوقية ودعواتهم للإصلاح.
وفي احتفال بمقر مؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين الخيرية، يجرى الاحتفاء بالشيخ الراحل بعد اكتمال توثيق تراثه ونشره برعاية السلطات السعودية.
من هو ابن عثيمين؟
ولد العلامة محمد ابن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن آل عثيمين، في 9 مارس/آذار 1929 في مدينة عنيزة بالقصيم (وسط السعودية). وهو عالم وفقيه وأحد أبرز مراجع الفقه الحنبلي من الوهبة من بني تميم. بدأ دراسته الدينية في سن مبكرة، وحفظ القرآن كاملاً قبل أن يتجاوز الرابعة عشرة من عمره. تتلمذ على يد العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في الجامع الكبير بعنيزة دارساً الفقه والتوحيد والنحو والتفسير.
أكمل دراسته في المعهد العلمي بالرياض عام 1953، قبل أن يعود إلى عنيزة عام 1955 ويتابع دراسته في كلية الشريعة حيث نال الشهادة الجامعية في الشريعة.
بعد تخرجه من المعهد، عُيّن ابن عثيمين مدرِّساً فيه من 1955 حتى 1978. تولى إمامة الجامع الكبير في عنيزة، والتدريس في المكتبة التابعة له بعد وفاة شيخه السعدي، وظل إماماً وخطيباً ومدرساً حتى وفاته.
انضم إلى كلية الشريعة وأصول الدين التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم وعمل أستاذاً فيها حتى وفاته، ودرّس أيضاً في المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال مواسم الحج وشهر رمضان والإجازات الصيفية منذ عام 1982.
أصبح ابن عثيمين عضواً في هيئة كبار العلماء السعودية من عام 1987 حتى وفاته، بالإضافة إلى عضويته في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال عامي 1978و1980.
آثاره الباقية
ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1985، ونال عضوية لجنة التوعية في موسم الحج منذ عام 1972 حتى وفاته.
صدرت له العشرات من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والمقالات، وسُجّلت محاضراته وخطبه ولقاءاته وبرامجه الإذاعية ودروسه في تفسير القرآن الكريم وشرحه للأحاديث النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.
وأورد الموقع الرسمي المعتمد للشيخ 212 مؤلفاً له بالعربية، أحدها ترجم إلى الإنجليزية، تنوعت بين التفسير والسنة النبوية والحديث والعقيدة والفقه والأصول وغيرها. ونال بن عثيمين جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1994.
تُوفي بن عثيمين، الذي تعده السعودية أحد رموزها الدينية الكبيرة، في مدينة جدّة عصر يوم الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2001، وشيّعته أعداد غفيرة من المواطنين والمسؤولين السعوديين.
تدشن السعودية المتحف العلمي للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وتطلق منصة إلكترونية لعرض تراثه وآثاره، فيما تواصل السلطات احتجاز عدد من الدعاة والمشايخ والمثقفين.
مشايخ خلف القضبان
يأتي تكريم ابن عثيمين والاحتفاء بآثاره، تزامناً مع احتجاز السلطات السعودية العديد من المشايخ والدعاة بسبب مواقفهم وآرائهم الداعية للإصلاح والحريات والحقوق. وفي حملة تستهدف المشايخ والمفكرين في سبتمبر/أيلول عام 2017، اعتقلت السلطات السعودية الشيخ سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري.
وفي يوليو/ تموز 2018، اعتقل الداعية البارز سفر الحوالي وثلاثة من أبنائه بسبب كتاب للداعية ينتقد أسرة آل سعود الحاكمة. و من المشايخ المعتقلين أيضاً الشيخ إبراهيم هائل اليماني عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة السعودية، والشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام والقاضي بالمحكمة الجزئية في مكة، والشيخ عبد العزيز الفوزان أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وتطالب النيابة بتنفيذ حكم الإعدام على بعض هؤلاء المشايخ في غمرة أنباء متكررة عن سوء حالتهم الصحية وشائعات عن وفاة بعضهم، آخرها اليوم الثلاثاء عن وفاة الشيخ الحوالي.
لم تتعقب السلطات السعودية المشايخ فحسب، بل أيضاً المثقفين والرموز التي سبق أن احتفت هي بإنجازاتهم وفي مقدّمهم الطبيبة عبير النمنكاني المكرمة دولياً ومحلياً لأبحاثها في مجال طب الأسنان. وقد اعتقلت الطبيبة قبل أكثر من خمسة أشهر بسبب آرائها.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...