شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"مصيدة الموت"... التحالف الدولي قتل 1600 مدني في الرقة السورية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 26 أبريل 201902:11 م

أكدت "منظمة العفو الدولية" ومجموعة "إير وورز" لمراقبة الهجمات الجوية، الخميس، أن الهجمات التي قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد تنظيم "داعش" من معقله في مدينة الرقة السورية عام 2017، تسبّبت في مقتل أكثر من 1600 مدني.

وتأسست "إير وورز" عام 2014، ومقرها لندن، لمراقبة تأثير الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة على "داعش".

وتقول المنظمتان إنهما أجرتا أبحاثاً لمدة 18 شهراً بشأن القتلى المدنيين، بينها شهران على الأرض زارتا خلاله 200 موقع تعرضوا لهجمات وقابلتا 400 شاهد وناج.

"أكثر التحقيقات شمولاً وعمقاً"

أثناء تدشينهما مشروعاً جديداً للبيانات والمعطيات بشأن الهجمات، طالبت المنظمتان التحالف بالتوقف عن "إنكار" الدمار والخسائر التي ألحقها بالمدينة، حيث لم يعترف سوى بمسؤوليته عن قتل 159 مدنياً فقط، أي 10% مما أكده التقرير.

والمشروع الجديد للمنظمتين عبارة عن موقع إلكتروني تفاعلي لتوثيق الإصابات وسط المدنيين، تحت عنوان "لغة الخطاب تفندها الوقائع: كيف حولت (أكثر الحملات الجوية دقة في التاريخ) الرقة إلى أكثر المدن دماراً في التاريخ الحديث". وهو متوفر حالياً بالإنجليزية مع تنويه بتوفره بالعربية في وقت لاحق.

وتعتبر العفو الدولية، عبر موقعها الإلكتروني، أن الموقع حصيلة "أكثر التحقيقات شمولاً وعمقاً في مقتل المدنيين في الحروب الحديثة"، إذ يتضمن أبحاثاً استغرقت عامين.

ويسرد الرواية الصادمة لمقتل أكثر من 1600 مدني قضوا مباشرةً إثر آلاف الضربات الجوية، التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، وعشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي للقوات الأمريكية، في الحملة العسكرية للتحالف على الرقة من يونيو حتى أكتوبر عام 2017.

ولفتت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين في برنامج مواجهة الأزمات في "منظمة العفو الدولية"، إلى أن "العديد من عمليات القصف افتقرت إلى الدقة، بينما اتسمت عشرات الآلاف من عمليات القصف المدفعي بالعشوائية"، معتبرةً أنه ليس من الغريب قتلها وإصابتها مئات المدنيين في المدينة التي حوّلها "داعش" إلى "مصيدة للموت".

دمار كلي وخسائر لا تعوض

كشفت روفيرا أن " قوات التحالف دمرت الرقة كلياً، أكثر من 11 ألف مبنى، لكنها لا تستطيع محو الحقيقة. عليها مباشرةَ تحقيقٍ وافٍ في الأخطاء التي وقعت في الرقة، والتعلم من هذه الدروس للحيلولة دون التسبب مرة أخرى بمثل هذا الحجم من المعاناة الهائلة للمدنيين الذين تحاصرهم العمليات العسكرية في المستقبل".

هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بالإضافة إلى قناصي "داعش" حولت الرقة، في 2017، إلى "مصيدةٍ للموت"، حسب تقرير جديد لـ"منظمة العفو الدولية" و"مجموعة إير وورز"
قتل التحالف الدولي، بقيادة واشنطن ، 1600 مدني ودمّر 11 ألف مبنى في الرقة بين يونيو وأكتوبر عام 2017، ولم يعترف سوى بـ10 في المئة مما ارتكبه

وورد في شهادة آية محمد جاسم، إحدى الناجيات من الضربة الجوية في 25 سبتمبر 2017، "كانت الطائرات تقصف والصواريخ تتساقط طيلة 24 ساعة في اليوم... وانتشر قناصو داعش في كل مكان. لم يكن هناك مجال لأن تتنفس".

وتردف: "شاهدت ابني يموت ويحترق بين الأنقاض. فقدت جميع أحبائي. أبنائي الأربعة وزوجي ووالدتي وشقيقتي، كل عائلتي. ألم يكن الهدف هو تحرير المدنيين؟ كان من المفترض أن ينقذونا، أن ينقذوا أطفالنا".

وفي العام الماضي، أعلنت "العفو الدولية" عن وجود أدلة على أن ضربات التحالف الجوية والمدفعية في الرقة انتهكت القانون الدولي بتعريض حياة المدنيين للخطر، من دون أن تعطي تقديراً لحصيلة الضحايا.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image