لا يزال نزيف الدم مستمراً في سوريا، ولكن شهر سبتمبر 2018 كان الشهر الذي شهد أقل حصيلة شهرية للضحايا المدنيين على الإطلاق، منذ اندلاع الثورة السورية، حسبما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان.
فخلال هذا الشهر، قُتل 1059 شخصاً، منهم 139 مدنياً، بينهم 38 طفلاً وطفلة، و20 امرأة فوق سن الـ18، وتوزّعت المسؤوليات عن مقتلهم على النظام السوري، الغارات الروسية، الفصائل الإسلامية والمقاتلة، حرس الحدود التركي، داعش، فيما قضى 39 منهم في "ظروف مجهولة".
يأتي ذلك بعد حملة التوسع في استعادة النظام السوري للأراضي التي كانت خارجة عن سيطرته، بدعم روسي، وخاصةً الغوطة الشرقية ودرعا، وبعد شبه انتهاء حرب قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، بدعم أمريكي، في الرقة ودير الزور، وبعد التوصل إلى اتفاق تهدئة في محافظة إدلب بين الروس والأتراك والإيرانيين.
ولكنّ حوالي ثماني سنوات من الحرب خلّفت عدداً هائلاً من القتلى، تتضارب نتائج الإحصاءات التي تحاول تقدير عددهم.
أكثر من نصف مليون قتيل
منذ 15 آذار 2011، تاريخ اندلاع الثورة السورية، وحتى 13 سبتمبر 2018، قُتل حوالي 522 ألف شخص على الأراضي السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، هذا بالإضافة إلى إصابة أكثر من مليوني مواطن بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، وتشريد نحو 12 مليوناً، وتدمير واسع في البنى التحتية والمستشفيات والمدارس والأملاك الخاصة والعامة. ويتضمن هذا الرقم 364،792 شخصاً وثّق المرصد مقتلهم، بالإضافة إلى: ـ نحو 45 ألفاً قُتلوا تحت التعذيب في معتقلات النظام وحصل المرصد على معلومات عن مقتلهم؛ ـ أكثر من 5200 مختطف من مدنيين ومقاتلين في سجون تنظيم داعش لم يُكشَف مصيرهم بعد؛ ـ أكثر من 4700 أسير ومفقود من قوات النظام والمسلحين الموالين له، وما يزيد عن 2000 مختطف لدى الفصائل المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم داعش وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، اختُطفوا بتهمة موالاة النظام ولا يُعرف مصيرهم. ـ 100 ألف شخص، يقدّر المرصد أنه يجب إضافتهم على الأعداد التي تمكن من توثيقها، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كافة الأطراف المتقاتلة، ووجود معلومات عن قتلى مدنيين لم يتمكن من التوثق من مقتلهم، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سورية.توزّع قتلى الحرب السورية
يوضح الجدول التالي، استناداً إلى أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان، كيف يتوزّع القتلى الذين أمكنه توثيق مقتلهم.المسؤولون عن مقتل المدنيين في سوريا
جميع المتواجدين على الأراضي السورية والمتدخلين في الحرب الدائرة هناك شاركوا في إسالة دم المدنيين السوريين، ويوضح الجدول التالي توزّع المسؤوليات:جردة حساب للتحالف الدولي
في 23 سبتمبر 2014، بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تدخله في سوريا، وبعد أن كانت القوات المدعومة منه تسيطر على 12624 كيلومتراً مربعاً، أي 6.8% من الأراضي السورية، صارت قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على 52528 كيلومتراً مربعاً، أي 28.2% من جغرافيا سوريا، فيما تسيطر فصائل معارضة أخرى مدعومة منه أيضاً على 3543 كيلومتراً مربعاً بنسبة 1.9% من مساحة سوريا.حوالي ثماني سنوات من الحرب في سوريا خلّفت عدداً هائلاً من القتلى، تتضارب الإحصاءات التي تحاول تقدير عددهم... كم عدد المدنيين بينهم؟ كم عدد المقاتلين؟ مَن قتلهم؟
منذ 15 آذار 2011، تاريخ اندلاع الثورة السورية، وحتى 13 سبتمبر 2018، قُتل حوالي 522 ألف شخص على الأراضي السورية... كم عدد المدنيين بينهم؟ كم عدد المقاتلين؟ مَن قتلهم؟وأسفرت أعمال التحالف الدولي في سوريا عن مقتل 11846 شخصاً وإصابة الآلاف بجروح، بعضهم تعرّض لإعاقات دائمة وبتر أطراف، عدا تدمير مباني وممتلكات ومرافق عامة. ويوضح الجدول التالي توزّع القتلى الذين سقطوا بسبب غارات التحالف: هذا ويعتقد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنَّ الخسائر البشرية في صفوف داعش وفصائل إسلامية أخرى أكبر من العدد الذي تمكن من توثيقه. ولا ينكر التحالف الدولي أن أعماله العسكرية في سوريا أسقطت مدنيين ولكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعترف فقط بسقوط 1114 مدنياً في سوريا والعراق، منذ أغسطس 2014. ويُذكر أن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وثقت مقتل 2832 مدنياً سورياً، على يد التحالف.
جردة حساب للروس
بدأ التدخل الروسي في الحرب السورية في 30 سبتمبر 2015. قبله، كانت قوات النظام السوري وحلفاؤها يسيطرون فقط على 8% من الأراضي السورية، بحسب موقع روسيا اليوم، فيما يسيطرون الآن على 75% منها. وادعى رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف، أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا أسفرت عن مقتل حوالي 85 ألف "إرهابي"، فيما قُتل 112 روسياً فقط. ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقدّم أرقاماً مختلفة: من الأرقام المعروضة أعلاه، يمكن أن نستخلص أن النظام السوري وحلفاؤه، ومنهم الروس، مسؤولون عن مقتل أكثر من 180 ألف مدني (الأرقام الموثقة + الـ45 ألف قتيل في السجون + 40 ألفاً على الأقل من الـ100 ألف حالة قتل غير الموثقة) بينما يحل في المرتبة الثانية كل من الفصائل المعارضة وداعش، وكل من الطرفين مسؤول عن قتل نحو 10 آلاف مدني.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 17 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين