فيما احتشد الآلاف أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، أكد تجمّع المهنيين السودانيين، المحرك للتظاهرات الشعبية، اليوم الجمعة، أنه سيعلن الأحد المقبل تشكيل "مجلس سيادي مدني" يحل محل المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ إطاحة الرئيس عمر البشير 11 أبريل/نيسان الجاري.
أضاف التجمع المعارض، في بيان، أنه سيتم الإعلان عن "الأسماء المختارة لتولي المجلس السيادي المدني الذي سيضطلع بالمهمات السيادية في الدولة" خلال مؤتمر صحافي يعقده الأحد، الساعة الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش، السابعة بالتوقيت المحلي، خارج مقر القيادة العامة للجيش (وسط العاصمة الخرطوم) حيث يعتصم المتظاهرون منذ السادس من أبريل/نيسان الجاري.
تمسك بسلطة مدنية
ودعا التجمعُ الدبلوماسيين الأجانب لحضور المؤتمر الصحافي، في ما يبدو أنه محاولة لكسب التأييد والاعتراف بالشرعية من الدول الأجنبية. في المقابل لم يبد المجلس العسكري أي استعداد لنقل السلطة، مشيراً ، بشكل متكرر، إلى أنه سيسلمها في فترة أقصاها عامين، معتبراً أن الكرة بملعب المعارضة التي يطالبها بالتفاهم حول أسماء أفراد الحكومة الجديدة.
وبدأ تدفق آلاف المتظاهرين باتجاه مقر القيادة العامة للجيش السوداني منذ مساء الخميس، وتضاعفت الأعداد صباح الجمعة. وهتف المحتجون "الحرية والثورة خيار الشعب" و"سلطة مدنية.. سلطة مدنية"، في إشارة إلى تمسكهم بنقل السلطة لحكومة مدنية.
واندلعت التظاهرات الشعبية في السودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، احتجاجاً على ندرة السلع الأساسية وارتفاع تكاليف المعيشة، وسرعان ما تطور إلى مطالبة بإسقاط نظام البشير. وبعد 16 أسبوعاً من الاحتجاجات، اضطر الجيش السوداني للانقلاب على البشير انتصاراً للمطالب الشعبية.
ورفض المتظاهرون تولي مجلس عسكري مكون من قادة ينتمون لنظام البشير مقاليد الحكم ولو لفترة انتقالية مطالبين بنقل السلطة لحكومة مدنية تماماً وهو ما يضغط تجمع المهنيين السودانيين من أجله.
أكد تجمع المهنيين السودانيين عزمه الإعلان عن تشكيل "مجلس مدني سيادي" يحل محل المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ إطاحة البشير.
إقالة مسؤول بارز بسبب قطر
وأعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين كباشي، في ساعة متقدمة من مساء الخميس، إقالة وكيل وزارة الخارجية السودانية من منصبه، بسبب بيان للوزارة كشف عن تحضيرات لزيارة وفد من قطر. ويمتلك الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري، علاقات وطيدة مع السعودية والإمارات المقاطعتين لقطر.
وشدد كباشي على أن البيان صدر من دون تشاور مع المجلس العسكري.
واشنطن تتدخل
من جهتها، دعت الخارجية الأمريكية، الخميس في بيان، الجيش السوداني للتنحي جانباً وإفساح المجال أمام انتقال سلمي للسلطة بقيادة مدنية.
وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أورتاغوس أن المحادثات الخاصة برفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب ستبقى متوقفة إلى حين انتقال السلطة، مشيرةً إلى أن "إرادة الشعب السوداني واضحة، وهي حكومة انتقالية جامعة تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون".
أضاف مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية أن ماكيلا جيمس نائب مساعد وزير الخارجية ستعقد محادثات في الخرطوم في مطلع الأسبوع لتقييم الوضع على الأرض، واصفاً الوضع في السودان بأنه "مائع للغاية"، ومشدداً على ضرورة تفادي "مستنقع المشاورات التي لا نهاية لها" بشأن من ينبغي أن يقود سلطة مدنية انتقالية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...