شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الأهواز غاضبة من مساعدات الحشد الشعبي…

الأهواز غاضبة من مساعدات الحشد الشعبي…"يتصدقون علينا بأموالنا"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 16 أبريل 201906:16 م

"فلنساعد أنفسنا ولا نترك للغريب المجال ليطعن بنا، ألا نملك شعوراً بالمسؤولية؟ أنا عربي وأتحدث معهم بلغتهم ولكن الأمر مخزي لنا، ولكل إيرانيّ، هم يأتون هنا ويلتقطون صور السيلفي مع مساعداتهم”. بكثير من الحرقة والانفعال تحدث شاب أهوازي بفارسية بلكنة مميزة عن معاناته مع المساعدات العراقية التي وصلت مع الحشد الشعبي لا الهلال الأحمر العراقي، وانتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة. وقال عدد كبير من الإيرانيين إن هذا الأهوازي تحدث بلسانهم وعنهم.

مساعدات بسيطة تعكس بؤس الاقتصاد

خلفت السيول في إيران خراباً هائلاً، جارفة المنازل وتالفةً المزارع. تأخر الإعلام المحلي في إيران في نقل واقع مدن الشمال التي اجتاحتها السيول بادئ الأمر وبالتالي تأخرت عمليات الإغاثة فيما غمرت السيول قرى غرب البلاد كذلك ولاسيما في محافظتي لرستان وخوزستان. ومنذ اللحظات الأولى لبدء جمع المساعدات انتقدت عدة منصات في إيران ضعف إدارة الأزمة وعدم وجود ميزانية مخصصة للطوارئ.

لم يبخل الشعب الإيراني على المحافظات المنكوبة بنجدتها، إلا أن تدهور الوضع الاقتصادي المستمر منذ سنة كاملة ألقى بظلاله بشكل جدي على حجم المساعدات العينية التي نُقلت إلى المنكوبين. وسجلت مدينة بلدختر الإيرانية احتجاجاً علنياً على احتشام المساعدات التي وصلت السكان فقاموا بحرق كمية من الملابس المهترئة. وتفاقمت أزمة نقص المساعدات الإنسانية ما جعل الرئيس الإيراني حسن روحاني يطلب من المرشد الأعلى للثورة الاسلامية سحب أموال من صندوق التنمية الوطنية لإغاثة المنكوبين.

هبّت عدة دول من بينها عمان والكويت والصين وأرمينيا وتركيا وروسيا والعراق وعدة دول أروبية لمد المساعدة لإيران بعد كارثة السيول، وأخذت المساعدات طابعاً إنسانياً باستثناء مساعدات الحشد الشعبي العراقي. ما القصة؟

لِمَ كل هذا العداء للحشد الشعبي؟

هبت عدة دول من بينها عمان والكويت والصين وأرمينيا وتركيا وروسيا وعدة دول أوروبية والعراق لمد المساعدة لإيران لمواجهة الخسائر وأخذت المساعدات طابعاً إنسانياً كما جرت العادة في مثل هذه الكوارث الطبيعية باستثناء مساعدات الحشد الشعبي العراقي.

لكن وصلت الأحد 14 نيسان شاحنات عراقية محملةً بـ 400 طن من المساعدات الإنسانية لإغاثة منكوبي السيول في محافظة خوزستان الإيرانية وحملت الشاحنات أعلام العراق والحشد الشعبي العراقي الذي أوضح في بيان له إن "قوافل المساعدات هي دعم لوجستي لإغاثة المتضررين من السيول في محافظة خوزستان الإيرانية مبنية على مبدأ حسن الجوار”. لكن المساعدات أثارت ضجة كبيرة في خوزستان خاصة وإيران عامة، فالتشكيل العسكري العراقي ما كان له وجود لولا أموال إيران ورجالها العراقيين الذين أقاموا سنوات طويلة في طهران بعد الحرب الإيرانية العراقية وعادوا بعد سقوط بغداد ليعمل بعضهم لصالح إيران.

لم يكن لهذه المساعدات أصداء جيدة داخل العراق فالبعض اعتبر مساعدة مناطق السيول العراقية هي أولوية بغداد، فكانت تغريدة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المنتقدة لتقديم الحشد الشعبي المساعدة للإيرانيين نموذجاً لموقف الداخل العراقي من تصرفات الحشد الشعبي غير المتناسقة مع سياسات بغداد.

انقسم الإعلام الإيراني ومواقع التواصل سريعاً بين مرحب بالمساعدات ورافض لها. البعض حاول تضخيم الأمر لدرجة وصفه "بالاحتلال العراقي لخوزستان" داعياً في وسم #حشدالشعبی_را_بیرون_کنید لإخراج قافلات الحشد الشعبي، فيما استحضر البعض ذكريات الحرب العراقية الإيرانية وساحاتها الرئيسية في مناطق خوزستان متلاعباً بوتر قتلى الحرب فيما اعتبر بعض العنصريين أن رفض المساعدات من العرب أمر طبيعي، لكن هذه الرواية الأخيرة غير صحيحة لأن المساعدات الكويتية والعمانية لقيت ترحيباً واسعاًُ في إيران.

يقول الأهوازي محمد لرصيف 22 إن ما ظهر على مواقع التواصل يعكس بصدق رأي الشارع الأهوازي تجاه الحشد الشعبي وليس العراق، فالأموال التي تصرف على ميليشيات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق ومنها الحشد الشعبي وحركة النجباء، هي في الأصل من حق الشعب الإيراني عامة والخوزستاني خاصة فأرضه تهب النفط والقمح للدولة وتأخذ الفقر والبطالة في المقابل. يذكّر محمد بأن الخصال العربية المعروفة كعزة النفس والكرامة والغيرة واضحة في صفوف الشباب الأهوازي لذلك لا يمكن قبول المساعدات بالطريقة التي قدمها الحشد الشعبي فهو ليس منظمة إنسانية بل هو ميليشا دخلت المدن الأهوازية بـ “عراضة" أساءت للنوايا الإنسانية على حد وصفه. ما أثارته مساعدات الحشد الشعبي من استنكار عام في الشارع الإيراني يعكس الكثير من الملفات العالقة بين الشعبين الإيراني والعراقي نتيجة سياسات سلبية انتهجتها حكومتا البلدين بعد الحرب، لكن أسوء ما حدث هو صرف أموال الشعب الإيراني على تشكيلات عسكرية أفلست طهران ونشرت الحقد على طرفي شط العرب.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image