مراحل تشويه عديدة تعرض لها المسجد الأحمر في بلدة صفد الفلسطينية على أيدي الاحتلال الإسرائيلي بدءاً من العام 1948 وحتى يومنا هذا، لينتهي به الحال إلى "حانة وصالة أفراح".
تاريخ من التشويه
يقع المسجد الأحمر في بقعة ساحرة على قمة جبال صفد التي ترتفع على 484 متراً. في البدء كان مسجداً مملوكياً قبل أن يحُوّله الاحتلال إلى مدرسة دينية يهودية فور احتلال فلسطين عام 1948، ثم ملتقى للفنانين.
وفي فبراير/شباط عام 2006، استنكرت مؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات والأوقاف الإسلامية، وهي مؤسسة نشطة في أراضي 48 والقدس، تحويل إحدى غرف المسجد إلى مقر انتخابي لحزب "كديما" الإسرائيلي. وبينت المؤسسة، في بيان صحافي، نشرته آنذاك، أن القاعة الرئيسة في المسجد، تستعمل مرقصاً ليلياً وصالة للحفلات الماجنة أيضاً.
بعد ذلك، استُغل المسجد كمخزن ملابس، قبل أن تحوّله شركة استثمارية تابعة لبلدية صفد الإسرائيلية، قبل أيام، إلى ملهى ليلي وقاعة أفراح، ويتغير اسمه من المسجد الأحمر إلى الخان الأحمر. لجأ الناشط خير طبري، القائم على أعمال أوقاف طبريا، إلى القضاء في محاولة لاستعادة موقع المسجد القديم. وقدّم وثائقَ تُثبت ملكية الأوقاف للمسجد، بالإضافة إلى وثائق أخرى توضح النشاط الحالي والمغاير للمسجد. وناشد طبري الجمعيات الأهلية والسياسية دعمه عبر الضغط من أجل استعادة المسجد التاريخي.
حوّل الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأحمر في صفد الذي أسسه الظاهر بيبرس عام 1276، إلى مقر انتخابي ثم ملتقى للفنانين، ثم مخزن ملابس، وبات اليوم "حانة وصالة أفراح"، من دون مراعاة قدسيته الدينية أو قيمته التاريخية.
المسجد الأحمر ليس المسجد الوحيد في صفد الذي امتدت إليه يد الاحتلال بالتشويه وطمس الهوية، فهناك أيضاً مسجد السوق الذي حُوّل إلى معرض تماثيل وصور، ومسجد مقام يعقوب الذي حُوّل إلى كنيس يهودي، ومسجد عين الزيتونة الذي حُوّل إلى حظيرة أبقار.
قيمة حضارية وتاريخية ودينية
أمر الظاهر بيبرس، رابع سلاطين الدولة المملوكية التي حكمت مصر والشام، بإنشاء الجامع الأحمر عام 674 هجري، الموافق 1276ميلادياً. وكان الجامع أول دار علم في صفد، واكتسب اسمه من شكل حجارته الحمراء المصفوفة.
حوى المسجد عقداً كبيراً وثماني غرف وديوانين ومرافق خارجية، قبل أن تمحى معالمه الداخلية من قبل الاحتلال لاستغلاله كمتحف صور وملتقى للفنانين، فيما بقيت المعالم الخارجية ظاهرة للعيان كالمئذنة والقبة. لكن الأبنية الحديثة حاصرت المسجد لتخفي بعض تلك المعالم، وإن بقيت حجارته الحمراء ظاهرة بلونها الساطع.
وكانت صفد موطناً لأكثر من 12 ألف فلسطيني قبل أن تهجرهم الدولة العبرية بعد عام 1948.
تشويه ممنهج للمساجد
المسجد الأحمر ليس المسجد الوحيد في صفد الذي امتدت إليه يد الاحتلال بالتشويه وطمس الهوية، هناك أيضاً مسجد السوق الذي حُوّل إلى معرض تماثيل وصور، ومسجد القلعة الذي حُوّل إلى مكاتب إدارية لبلدية صفد وحزب الليكود، ومسجد مقام يعقوب الذي حُوّل إلى كنيس لليهود، ومسجد الشيخ نعمة الذي هدم ما عدا مئذنته، ومقام النبي يشع (مستودعات يشع) المهمل، ومسجد عين الزيتونة الذي حُوّل إلى حظيرة أبقار.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...