شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
لماذا تخلت الإكوادور عن مؤسس

لماذا تخلت الإكوادور عن مؤسس "ويكيليكس" بعد سبع سنوات من احتمائه بها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 13 أبريل 201902:16 م

بعد ساعات قليلة من طرد جوليان أسانج من ملجئه الدبلوماسي في السفارة الإكوادورية في لندن، بررت الإكوادور تخليها عن مؤسس "ويكيليكس" بقائمة من التجاوزات المزعومة التي قام بها جعلتها تنهي إقامته بعد سبع سنوات من احتمائه بسفارتها وحصوله على لجوء منها.

وأُخرج أسانج من سفارة الإكوادور بالقوة صباح الخميس محاطاً بستة رجال شرطة بريطانيين بلباس مدني نقلوه عنوة إلى سيارة مصفحة، فيما كان يقاوم بشدة ويجر رجليه محاولاً الانفلات منهم، كان يقاوم حتى لا يصعد السيارة كذلك. ولأول مرة منذ سبع سنوات، اكتشف العالم وجه أسانج الذي غاب عن الأنظار منذ وقت طويل بعد أن ظهر بضع مرات يلوح بيده من نافذة السفارة السنوات الماضية، قد غطى الشيب شعره ولحيته وبدا التقدم في السن بيّناً على تقاسيم وجهه.

واتهم وزير الخارجية الإكوادوري خوسيه فالنسيا ووزيرة الداخلية ماريا باولا رومو مؤسس "ويكليكس" بركوب الدراجات البخارية حول ممرات السفارة المزدحمة، وإهانة الموظفين، إلى جانب تشويهه جدران السفارة بالبراز، بحسب زعمهما، لكن هل هذه فعلاً الأسباب الحقيقية التي جعلت الإكوادور تتخلى عن أسانج؟ قد تكون الحقيقة أكثر تعقيداً.

حين أزعج أسانج رئيس الإكوادور

يظهر تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية اليوم السبت أنه في الأشهر الأخيرة بدأ مؤسس "ويكيليكس" مضايقة السلطات الإكوادورية بطرق مختلفة، إذ رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الإكوادورية، متهماً إياها بانتهاك حقوقه من خلال فرض قواعد إقامة جديدة صارمة للعيش داخل السفارة، لكن رفض قاض إكوادوري الدعوى في أكتوبر الماضي.

أغضب أسانج الإكوادور حين أعلن دعمه لحركة الاستقلال الكاتالونية، وسبق أن طلبت منه الخارجية الإكوادورية الامتناع عن الإدلاء بتصريحات قد تضر بعلاقات الإكوادور مع البلدان الأخرى، بما في ذلك إسبانيا.

كما بدأ موقع "ويكيليكس" مؤخراً حملة ضد الرئيس الإكوادوري لينين مورينو شخصياً، ففي يوم 25 مارس، نشر الموقع تغريدة حول تحقيق فساد يواجهه مورينو، والتغريدة مرتبطة بموقع إنترنت مجهول يستضيف مجموعة كبيرة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة والرسائل النصية وغيرها من الوثائق المتعلقة بحياة مورينو الخاصة.

ونفى الرئيس الإكوادوري صحة ما جاء في هذا الموقع، لكنه اتهم "ويكليكس" بشكل واضح بأن لها علاقة بهذا الموقع المجهول.

وقبل أيام من تسليم أسانج لبريطانيا قالت وزارة العلاقات الخارجية الإكوادورية إنها ترفض "الأخبار المزيفة التي انتشرت في الأيام القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي نشر الكثير منها بواسطة منظمة مرتبطة بالسيد جوليان أسانج"، بحسب بيان رسمي.

لماذا تخلت الإكوادور عن جوليان أسانج وسلمته للشرطة البريطانية بعد سبع سنوات من لجوئه إلى سفارتها بلندن. ما أبرز الوثائق التي كشفتها ويكيليكس وجعلت أسانج عدو واشنطن الأول؟

خيانة..تجسس

وتدهورت العلاقات بين أسانج والإكوادور بشكل كبير الأربعاء الماضي، عندما دعت ويكيليكس إلى مؤتمر صحافي وادعت أنها اكتشفت عملية تجسس ضد أسانج تمت داخل السفارة.

وفي حديث للصحفيين في لندن، قالت كريستين هرافنسون، رئيسة تحرير "ويكيليكس"، إن الإكوادور سجلت تسجيلات صوتية ومرئية لأسانج وتحركاته في السفارة، بما في ذلك فحص طبي واجتماعات مع ممثلين قانونيين.

وأسانج هو أسترالي ولكنه مُنح الجنسية الإكوادورية في العام 2017، لكن بعد أقل من 24 ساعة من مؤتمر "ويكيليكس" الصحافي، تم إلغاء الجنسية الإكوادورية لأسانج، وإلغاء لجوئه، وقد دعا مسؤولو السفارة شرطة لندن إلى إبعاده قسراً عن السفارة.

وبعد ساعات من القبض على أسانج، ألقت شرطة الإكوادور القبض على "متعاون وثيق" معه في مطار كيتو الإكوادوري، بينما كان يستعد للسفر إلى اليابان.

وقالت وزيرة الداخلية الإكوادورية ماريا باولا رومو لشبكة سي إن إن إن الشخص قيد الاعتقال هي أولا بيني، وهي مطورة برامج سويدية قالت إنها زارت السفارة الإكوادورية في لندن عدة مرات.

وقالت رومو في مؤتمر صحافي الخميس إن بيني وأسانج و"ويكيليكس" يحاولون زعزعة استقرار حكومة الرئيس الإكوادوري مورينو، متهمة بيني بالعمل مع ريكاردو باتينو، الذي كان وزيراً للخارجية أثناء حكومة الرئيس السابق رافائيل كوريا، الذي منح حق اللجوء إلى أسانج.

وصرح كوريا لشبكة سي إن إن أن قرار خليفته إلغاء لجوء أسانج كان "أكبر خيانة ربما في تاريخ أمريكا اللاتينية".

أهم ما كشفته ويكيليكس

يتخوف أسانج الذي عاش 2448 يوماً في السفارة الإكوادورية، من أن يتم تسليمه للولايات المتحدة، بسبب الأسرار العديدة التي كشفها موقعه عن السياسات الأمريكية.

وفي يوليو من العام 2010 ، اشتركت وسائل إعلام دولية مهمة منها التايمز والغارديان في نشر عشرات الآلاف من الوثائق التي قدمها لها موقع "ويكيليكس"، وتضمنت هذه المواد كذلك لقطات فيديو من عام 2007 لطائرة حربية من طراز أباتشي تابعة للجيش الأمريكي تقوم بهجوم في بغداد أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، بينهم مدنيان عراقيان كانا يعملان مع رويترز.

كشفت الوثائق الحربية التي حصلت عليها ويكيليكس ونشرتها قتل الجيش الأمريكي مئات المدنيين دون الإبلاغ عن ذلك أثناء حرب أفغانستان. مثلما كشفت وثائق تتعلق عن حرب العراق تؤكد مقتل 66 ألف مدني وهو رقم يفوق بكثير الرقم الذي أشارت إليه تقارير أخرى كما كشف التسريبات عن تعذيب السجناء على أيدي القوات العراقية.

ويكيليكس نشرت كذلك 250 ألف رسالة من دبلوماسيين أمريكيين تثبت أن واشنطن أرادت الحصول على معلومات شخصية وحيوية عن مسؤولين مهمين في الأمم المتحدة من بينها بصمات الأعين، وعينات الحمض النووي، وبصمات الأصابع كذلك.

التسريبات التي اطلع عليها العالم أجمع ودون مقابل شملت الكشف عن 573 ألف رسالة تم اعتراضها من أجهزة نداء أثناء الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001.

وأثناء الحملة الانتخابية في أمريكا عام 2016، نشرت ويكيليكس تسريبات لوثائق سرية تتمثل في آلاف الرسائل الإلكترونية التي أرسلت أو استقبلت على حساب مخترق لجون بوديستا، مدير حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

وتتهم أمريكا أسانج بالتآمر بهدف ارتكاب "قرصنة معلوماتية"، وهي جريمة يصل حكمها إلى خمس سنوات، بحسب ما كشفت عنه وزارة العدل الأميركية يوم الخميس.

وأسانج متهم كذلك بمساعدة الخبيرة السابقة في الاستخبارات الأميركية تشلسي مانينغ في الحصول على كلمة مرور لآلاف الوثائق السرية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة إنه على السلطات القضائية توفير محاكمة عادلة لأسانج المحتجز في بريطانيا في الوقت الراهن والذي تطالب الولايات المتحدة بتسلمه.

وقالت جنيفر روبنسون محامية أسانج إن موكلها "سيطعن ويقاوم" طلب الولايات المتحدة تسليمه، معتبرة أن توقيفه "يشكل سابقة خطيرة للمنظمات الإعلامية والصحفيين" في العالم.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard