"الصحافة لم تكن في سابق عهدها أكثر خطورة مما هي عليه اليوم. لا ينبغي لمن يحمل قلماً في يده أن يشعر بحبلٍ يطوق رقبته"، هكذا خاطبت مُحامية حقوق الإنسان البريطانية اللبنانية أمل كلوني العالم الجمعة عند إعلان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت تعيينها سفيرة بريطانيا لحُرية الإعلام ضمن حملته للدفاع عن الصحفيين من الهجمات والقيود في شتّى أنحاء العالم.
وتترأس المحامية الدولية كلوني لجنة قانونية ستعد مقترحات لمواجهة القوانين التي تعوق الصحفيين قائلة إنها "تتشرف” باضطلاعها بهذا الدور.
"لا ينبغي لمن يحمل قلماً في يده أن يشعر بحبلٍ يطوق رقبته"
وقالت كلوني خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية في فرنسا، الجمعة، إنها رأت عن قرب من خلال عملها في المحاماة كيف يتم استهداف الصحفيين وسجنهم في محاولة لإسكاتهم وتقييد الصحافة الحُرة.
أضافت "هُناك من مات من الصحفيين لا لأنه لقي حتفه في مناطق النزاع، بل لأنه استهدف واغتيل بسبب عمله"، مُشيرة إلى أنها تهدف إلى جمع مبادرات قانونية جديدة تُساعد على ضمان استجابة دولية أكثر فاعلية للهجمات على الحُريات الإعلامية.
وستدرس اللجنة القانونية التي تترأسها كلوني المُبادرات القانونية والسياسية التي يمكن للدول اعتمادها، إلى جانب تقديم نصائح للحكومات التي ترغب في تعزيز الآليات القانونية لتحسين حرية وسائل الإعلام فيها، ودعم إلغاء القوانين القديمة والتثبت من تطبيق القوانين الجديدة والتشجيع على القيام بـ "أفضل الممارسات" لحماية وسائل الإعلام الحُرّة، بحسب الغارديان البريطانية.
وتقترح اللجنة أيضاً فرض عقوبات على الأنظمة التي تُسيء للصحفيين، وإنشاء هيئة خاصة لتُحقق في الجرائم التي تُرتكب بحقهم.
ولفتت كلوني إلى أن المُقترحات التي ستدرسها اللجنة تتضمن إصلاحات لقوانين وسائل إعلام وطنية لا تمتثل للمعايير الدولية، وهي سارية في 71 دولة، على حد قولها، مُضيفة أن العديد من القوانين تحتاج إلى إصلاح من ضمنها قوانين "استعمارية بريطانية".
وتؤكد كلوني أن استهداف الصحفيين يُقلل من شأن الديمقراطية و"يعوق قدرتنا على مُساءلة أصحاب السلطة، سامحاً بانتهاك حقوق الإنسان في الظلام"، مُشيرة إلى أن دولة واحدة من كل عشر دول تتمتع بحرية الصحافة.
وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت يُعيّن مُحامية حقوق الإنسان أمل كلوني سفيرة بريطانيا لحُرية الإعلام ويصف الإعلام الحر بأنه "الخيط الرفيع الذي يميز الدولة الحرة عن الدولة القمعية".
"لا ينبغي لمن يحمل قلماً في يده أن يشعر بحبلٍ يطوق رقبته"..أمل كلوني سفيرة حرية الإعلام في العالم
وقال وزير الخارجية البريطاني في الاجتماع نفسه إن الدول الديمقراطية بحاجة لجعل قتل الصحفيين واحتجازهم بسبب أعمالهم "أمراً محرماً دولياً على أعلى المستويات"، لافتاً إلى أن العنف ضد الصحفيين وصل إلى مستويات خطرة، "لا يمكننا غض النظر عنها".
وأضاف في حواره مع صحيفة ذا سن البريطانية "سنعمل معاً لضمان الحفاظ على الحماية القانونية للصحفيين، ونشر قوانين عالمية ضد خطاب الكراهية والأخبار الزائفة"، مؤكداً: "سأبذل قصارى جهدي لمساعدة الصحفيين على تأدية عملهم بأمان".
"الإعلام الحر هو الخيط الرفيع الذي يميز الدولة الحرة عن الدولة القمعية"
ووصف هانت الإعلام الحر بأنه "الخيط الرفيع الذي يميز الدولة الحرة عن الدولة القمعية".
ويأتي تعيين كلوني في إطار حملة أطلقها هانت لجعل مسألة حرية الصحافة إحدى أولويات عمله في منصب وزير خارجية بريطانيا، مُعلناً خططه لعقد مؤتمر دولي حول حرية الإعلام تستضيف لندن النسخة الأولى منه في يوليو المقبل.
كلوني وترامب
في العام الماضي، انضمت أمل كلوني إلى فريق قانوني يمثل اثنين من صحفيي رويترز وا لون (32 عاماً) وكياو سوي أو (28 عاماً) حُكم عليهما بالسجن سبعة أعوام في ميانمار لانتهاك قانون إفشاء الأسرار الرسمية للدولة بكشفهما عن تفاصيل تتعلّق بقتل أفراد من أقلية الروهينجا المسلمة.
ودعت كلوني زعيمة ميانمار سو كي للعفو عن الصحفيين العاملين في رويترز قائلةً لها في رسالة "سنوات طويلة حاربتِ لتتحرري من السجن ذاته الذي يقبعان فيه. الآن تملكين السلطة لرفع هذا الظلم إذا رغبت في ذلك".
وفي ديسمبر 2018، أي بعد شهرين من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، قالت أمل إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو الذي أعطى الضوء الأخضر لقتل خاشقجي عن طريق الحملة التي يشنها ضد الإعلام وتحرض على الصحفيين، وهو تصريح أثار ضجة آنذاك.
ولفتت كلوني إلى أن وصف ترامب للصحافة بأنها "عدوة الشعب" شجع مثل هذه الأنظمة على ارتكاب الجرائم.
وتمسك ترامب في نوفمبر الماضي بحليفته السعودية واصفاً إياها بـ"الشريكة القوية" رغم إقراره أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد يكون على علمٍ بمخطط قتل خاشقجي".
وتقول منظمة مراسلون بلا حدود إن نحو 60 صحفياً قتلوا في عام 2018، واستهدف أكثر من نصفهم عن عمد في حين أثار قتل خاشقجي تنديداً دولياً.
تزوجت كلوني الممثل الأمريكي الفائز بالأوسكار جورج كلوني عام 2014، وهي أستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا منذ عام 2015. وفي عام 2016 أسست وزوجها مؤسسة كلوني للعدالة التي ترمي إلى تعزيز العدالة في قاعات المحاكم وخارجها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 5 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين