شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
لا أستطيع اتخاذ أي قرار.. هل من مساعدة؟!

لا أستطيع اتخاذ أي قرار.. هل من مساعدة؟!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

رأي

الأحد 7 أبريل 201905:25 م

قرار؛ اختيار؛ هذا أم ذاك؛ Risk؛ أفعلها؛ لا أفعلها؛ أبقى كما أنا؛ أقوم بالأمر؛ خسارة؛ مكسب؛ هل سأنجح أم أفشل؟؛ صواب؛ خطأ؛ كل هذه الكلمات تدور برأسي دُفعة واحدة حال وقفت أمام أي خيار، و يزداد الأمر صعوبة كلما زادت أهمية الاختيار.

كافحتُ كثيراً مع ترددي حين طالعتُ menu المطعم لعدة دقائق، فكلّ صنف يغريني بطريقة مختلفة. ربما يتوجب عليّ أن أطلبهم جميعاً! هل هذا قرار سخيف ولا يستحق المداولة؟ يمكن؛ لكنني أراهن أنَّ جميعنا قد مرّ بمثل هذا الموقف، وإن لم يكن الطعام فشيء آخر. في مواقف الحياة اليومية نهدر قدراً هائلاً من الوقت والطاقة أمام مئات الخيارات. بعض القرارات بسيطة وبعضها أكثر تعقيداً.

"لديك دائماً خيارات"، ولكن في الأوقات الصعبة غالباً ما يتجمد الناس بسبب الخوف من اتخاذ قرار خاطئ.

التجمد بسبب الخوف من اتّخاذ قرار

من أهمّ الأقوال للأشخاص الذين يواجهون قراراً رئيسياً هو : "لديك دائماً خيارات"، ولكن في الأوقات الصعبة غالباً ما يتجمد الناس بسبب الخوف من اتخاذ قرار خاطئ بعدم اتخاذهم قراراً على الإطلاق والحياة تمرّ بهم. مثلاً :

الزيجات التي لم تحدث بسبب رجل خجول ذي أقدام باردة؛ الترقيات التي لم تحدث بسبب الخوف من طلبها؛ضياع منحة دراسية لأنّ شخصاً ما خائف من ملء الأوراق؛ الرحلات إلى الأماكن الغريبة لم تتمّ بسبب عدم جدولة ذلك؛ العلاقات التي فشلت لأن شخصاً ما لم يقرر العمل على المشكلات وسمح بانتهاء الأمر، والمغفرة التي لم تُمنح أبداً لأن شخصاً ما لم يتخطَّ أبداً الخوف من القول إنه آسف.

فوبيا اتّخاذ القرارات.

يعتمد الأشخاص -الذين يعانون من رهاب القرارات- بشكلٍ متكرّر على الآخرين، لاتخاذ قرارات بشأنهم.

في كتابه "Without Guilt and Justice" صاغ الفيلسوف برينتر وولتر كوفمان الشعور بفوبيا القرارات، وهو : خوف ضخم من اتّخاذ القرارات، وعلى الرغم من أن كوفمان ركز على التداعيات الفلسفية للأمر، إلا أن نظرية التطابق تنبثق من خوف كبير جداً من اتخاذ قرارات صعبة، وهو اضطراب حقيقي تماماً مثل أي فوبيا أخرى.

إذن يبدو الأمر وكأنه حالة مرضية، فهل صعوبة اتخاذ القرار تندرج تحت قائمة أنواع "الفوبيا"؟ موقع BUSTLE أفرد 5 علامات تُنذر بإصابته بـ Decidophobia أو فوبيا اتخاذ القرارات حين توجد على شخص ما، وهي :

1 - تغيير طريقك تجنباً لحيرة الاختيارات؛ فالخوف يسبب سلوكاً تجنبياً فعلياً، وهناك أشياء يرغب الشخص في فعلها ولكن يتجنبها بسبب الخوف، لدرجة أنه يمكن أن يغيّر مسار حياته كلّياً.

2 - الاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات؛ بعيداً عن فكرة الاستشارة، يعتمد الأشخاص -الذين يعانون من رهاب القرارات- بشكلٍ متكرّر على الآخرين، لاتخاذ قرارات بشأنهم.

3 - التوجيه النفسي؛ الاعتماد على التنجيم وحركة الأفلاك و أوراق التاروت في كل قرار يتعلق بالحياة.

4 - اتخاذ قرار يؤدي إلى قلق شديد؛ الخوف الشديد من اتخاذ القرارات ربما يؤدي إلى نوبة هلع كبيرة.

5 - التردد يتداخل مع مجريات الحياة؛ مثله مثل معظم الاضطرابات النفسية، فالرّهاب يسبب الضيق، والضيق يؤثر بشكل سلبي على الأمور الحياتية.

نصائح للتغلّب على مخاوف اتخاذ القرارات

يقدّم 14 خبيراً من أعضاء مجلس مُدرّبي فوربس Forbes Coaches Council أفضل النصائح للتغلّب على الخوف من اتخاذ القرارات، و للمساعدة على التقدّم في العمل والحياة. أبرزها:

تقول كريمة آرثر، إن الخوف هو قوّة كبيرة، ومع ذلك عند مواجهته يمكن أن يكون مؤشّراً قوياً بنفس القدر. فبدلاً من السّماح للخوف بشلِّ حركتنا، عليك أن تكسر القيود التي تربطك، وهذا يعني اتخاذ إجراء جريء ومحدّد.

"خذ خطوة واحدة في هذا الوقت"؛ التغيير يمكن أن يكون صعباً. لا يحب الجميع الخروج عن الروتين عن طريق اتخاذ القرارات، سواء كانت كبيرة أم صغيرة. فعليك أن تنظر إلى القرار، عند اتّخاذه، كتجربة تعليمية بغضّ النظر عمّا هو عليه؛ فكلّ خيار نجريه يعلِّمنا شيئاً. إذن لا نخفْ من النتيجة، فربما هذا القرار هو أفضل شيء فعلناه. إيرين كينيدي.

"الخوف هو قوّة كبيرة، ومع ذلك عند مواجهته يمكن أن يكون مؤشّراً قوياً بنفس القدر. فبدلاً من السّماح للخوف بشلِّ حركتنا، عليك أن تكسر القيود التي تربطك"

"كن فضولياً مع نفسك"؛ بحسب كريس سكرتشفيلد، علينا أن نسأل أنفسنا: "ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث إذا فعلت X؟"، "ما هي احتمالية حدوث ذلك؟" ثمّ: "ما هو الاحتمال الإيجابي الآخر؟"، وأخيرًا نشرح لأنفسنا : "إذا قررت X، ما هي الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها اليوم للتحرّك إلى الأمام؟". قرِّرْ اتّخاذ خطوة واحدة إلى الأمام في وقت واحد.

"تعلّم أن تثق بنفسك"؛ تسرد سوزان تايلور تمريناً بسيطاً يساعد على التخلص من حالة رهاب القرار، تقوم به بنفسها؛ نردّد لمدة سبعة أيام متتالية هذه العبارة بصوت مرتفع خمس مرّات على الأقل في اليوم: "لأنني أثق بنفسي!". في اليوم الثامن سنلاحِظ الاختلافات التي تطرأ علينا.

ينصح كيله ريمون بضرورة تحديد الأولويات والتي يجب ألا تكون أكثر من ثلاث، وإنشاء أهداف وخطة لتقدم أولوياتك للأمام. إذا كان القرار لا يتلاءم مع مجموعة الأولوية الخاصة بك، والخطة التي قمت بإنشائها، فإن الإجابة هي "لا" أو "ليس الآن".

"خذ الخطوة الصغيرة التالية"؛ أولاً، اكتبْ إيجابيات وسلبيات كلّ خيار. ثم حدّد المعلومات التي قد تساعد في جعل عملية اتخاذ القرار أكثر وضوحاً. ابدأْ في جمع المعلومات. اطلب المشورة من أصحاب المعرفة. ادرس الموضوع جيداً، ثم اتّخذ إجراءً مناسباً. ريبيكا بوسل.

وأخيراً… "فكِّرْ في المخاطر باعتبارها عملة ذات وجهين"؛ فالخطر هو عملة من جانبين. إذا كان الموظف خائفاً من مشاركة الأخبار السيئة مع رئيسه، فيدور برأسه سؤال واحد فقط: "ماذا سيحدث إذا قُلت لرئيسي؟"، وهو ينسى في هذه الحالة الجانب الآخر من العملة: "ماذا سيحدث إذا لم أخبر مديري؟". براد فيديرمان.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel


* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

Website by WhiteBeard
Popup Image