"شعرت لجين بغثيان عندما سمعت ردود النيابة العامة على المتهمات إذ أنكرت التعذيب". هذا ما قاله وليد، شقيق الناشطة السعودية لجين الهذلول عقب انتهاء جلسة مُحاكمتها الثالثة مع ناشطات سعوديات أخريات في المحكمة الجزائية في الرياض اليوم الأربعاء من دون صدور قرار بالإفراج عنهن أو الاعتراف بتعذيبهن والتحرش بهن في السجون.
وبعدما كان الإفراج المؤقت عن بعض الناشطات مُتوقعاً في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع الحالي أو اليوم الأربعاء كحد أقصى، بحسب مصادر مطلعة، قال وليد الهذلول: "الغريب أن قرار الخروج بكفالة لا يزال تحت الدراسة. لم يُقبل ولم يُرفض. ونحن في انتظار أن تنتهي هذه الدراسة ".
"شعرت لجين بغثيان عندما سمعت ردود النيابة العامة على المتهمات إذ أنكرت التعذيب".
وقال حساب "مُعتقلي الرأي" على تويتر المعني بمتابعة أخبار المعتقلين في السعودية إن الجلسة الثالثة اليوم اقتصرت على تسلّم بقية "ردود المعتقلات" على الاتهامات الزائفة الموجهة لهن، والرد على من تحدّثن خلال جلسة الأسبوع الماضي. ونفيت المحكمة أقوال الناشطات بتعرضهنّ للتعذيب والتحرش، مُعتبرةً أقوالهنّ مجرد كلام غير صحيح.
أضاف الحساب أنه تم توجيه الرد نفسه إلى لجين الهذلول رغم أنها لم تتكلم مطلقاً في الجلسة الماضية (وفق تأكيدات عائلتها)، مُشيراً إلى أن المحكمة حددت يوم الأربعاء 17 أبريل موعداً للجلسة الرابعة للمُعتقلات.
وكانت المحكمة قد أصدرت الخميس الماضي حكماً بالإفراج المؤقت عن المعتقلات رقية المحارب وعزيزة اليوسف وإيمان النفجان بشرط حضورهن الجلسات المقبلة، هؤلاء حضرن جلسة اليوم وكنّ في قاعة المحكمة الأربعاء، وفقاً لما أكدته رويترز.
ومُنع دبلوماسيون ووسائل إعلام أجنبية من حضور جلسات المُعتقلات اللواتي يواجهن اتهامات تتصل بعملهن في الدفاع عن حقوق الإنسان والتواصل مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب تماماً مثل الجلسة السابقة.
طمس الحقيقة
يقول وليد الهذلول إن خطاب لجين اليوم تضمّن معلومات خطيرة عن المحققين الذين كانوا أيضاً ضالعين في تحقيقات الريتز كارلتون، مُضيفاً في تغريدة "لا داعي للحديث عن أشخاص لا حول لهم ولا قوة"، كما أعلن أنه سينشر نسخة من خطاب لجين قريباً.
وأكد شقيق لجين أن "إنكار التعذيب لا يحل المشكلة بل يفاقمها"، مُشيراً إلى أن من المفارقات في المحاكمة ضغط "مقربين من الدولة" على أهله لإسكاته هو وشقيقته علياء.
ويضيف أن الأمور لما وصلت إلى ما هي عليه لو لم تُعتقل لجين من البداية، مُتسائلاً: "صمتنا شهوراً طويلة ولم نجد حلاً، فما الحل؟".
وتقول علياء: "كنا ساكتين وأفظع أنواع التعذيب حصل أثناء سكوتنا"، مؤكدة أنها ستصمت حين تعود لجين إلى أسرتها، وحين يُحاكم معذبوها ويتم تعويضها عما حصل.
وكانت علياء قد استعدت نفسياً للإفراج المؤقت عن لجين الأحد معلنة على تويتر: "أهم شيء إن الورود ما تذبل لما تطلع. سويت طلبية ورود، عشان نخلي البيت كله ورود".
انتهت مُحاكمة لجين الهذلول وأخواتها من دون صدور قرار بالإفراج عنهن أو الاعتراف بتعذيبهن والتحرش بهن في السجون ولكن السعودية تضغط على وليد وعلياء الهذلول..لماذا؟
مُحاكمة لجين الهذلول وأخواتها: ذبلت ورود علياء شقيقة لجين الهذلول، ولم تصدر المحكمة قراراً بالإفراج عن المُعتقلات أو الاعتراف بتعذيبهن والتحرش بهن في السجون.
يقول خبير حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فادي القاضي لرصيف22 إن مُحاكمة لجين الهذلول وأخواتها "لا تتسم بأي درجة من درجات الشفافية، لأن السرية هي مقتلُ الإجراءات القضائية الهادفة إلى تحقيق العدالة".
فوضى عبثية
يقول خبير حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فادي القاضي لرصيف22 إن ما يجري من زاوية تنظيمية هو "فوضى عبثية وليست إجراءات قضائية" مُشيراً إلى أن أبرز ما يؤيد كلامه تغيير طابع اختصاص المحكمة وتغيير أماكن انعقادها وعدم وضوح لائحة الاتهامات.
"ما يجري من زاوية تنظيمية هو فوضى عبثية وليست إجراءات قضائية"
يُضيف "من زاوية عدالة الإجراء الراهن، فهو بالأساس لا يتسم بأي درجة من درجات الشفافية والإفصاح، لأن السرية هي مقتلُ الإجراءات القضائية الهادفة إلى تحقيق العدالة".
وأشار إلى عدم وجود سبب واضح لتأخير انعقاد الجلسات، مُرجحاً أن يكون هُناك "ارتباك" في التعامل مع ما تثيره قضايا الناشطات المعتقلات على المستوى الإعلامي، وهو ما ينعكس بالضرورة على هذه "المحاكمات".
ولا يتوقع فادي القاضي أن تتخذ السلطات التي تحاكم الناشطات حالياً أي إجراء لمُحاسبة المسؤولين عن تعذيبهن لأنها لم تعترف بوقوع التعذيب من الأساس.
ونقل حساب "سعوديات معتقلات" على تويتر، وهو يتابع عن قرب حالات المعتقلات السعوديات، مساء الثلاثاءً أنباء تُشير إلى أن أحد أسباب تأّخر الإفراج عن السيدات المعتقلات هو إخضاع السلطات لهن لمراجعة طبية ورعاية صحية عالية المستوى، بهدف إخفاء علامات التعذيب والإهمال الطبي الذي تعرضن له طوال فترة بقائهنّ في السجون.
واعتبر حساب "مُعتقلي الرأي" على تويتر أن "محاولة السلطات لفت أنظار الرأي العام بشغله بمسألة الإفراج المؤقت ونسب الفضل فيه إلى جهود المحكمة هي استمرار للانتهاك الحقوقي ضد الناشطات"، قائلاً إن المَخرَج الوحيد هو الإفراج الفوري عن المُعقلات.
وروت عشر معتقلات الأسبوع الماضي تفاصيل تعذيبهن والتحرش الجنسي بهن من قبل محققين ملثمين خلال الأشهر الماضية، بعدما سمح لهن بالتحدث، لأول مرة عبر ميكرفونات، وهن جالسات قرب ذويهن.
وكشف حساب "معتقلات سعوديات" أن إيمان النفجان أعلنت أمام القاضي أنها حاولت الانتحار بعدما تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي، لافتةً إلى أن محققين لامسوا مناطق حساسة من جسمها وضربها بعضهم بعصي لإجبارها على الاعتراف.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...