شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الإمام البريطاني محمد محمود يحارب الإسلاموفوبيا بفيضٍ من الغفران

الإمام البريطاني محمد محمود يحارب الإسلاموفوبيا بفيضٍ من الغفران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 2 أبريل 201903:16 م

"أنا لستُ بطلاً"، بكثير من التواضع صرح الإمام البريطاني محمد محمود لوسائل الإعلام الدولية واصفاً حمايته ليميني متطرف دهس بسيارته عشرات المصلين في مسجد “فينسبري بارك” في لندن عام 2017 بأنه تصرف “طبيعي" من مواطن مسلم يؤمن بالتسامح وبأن الغضب ليس الحل الأمثل للتعامل وقت الكوارث والأزمات.

عادت الأضواء لتسلط على “البطل” مجدداً بعد أن كرمته بريطانيا قبل أيام بتقليده وسام الامبراطورية البريطانية لحمايته المتطرف دارين أوزبورن، الذي نفذ هجوماً إرهابياً في العام 2017، وحينذاك حماه الإمام من الحشود الغاضبة التي كانت تحاول استهدافه حتى وصلت الشرطة. وحصل الإمام محمود على تكريم ملكي، الخميس، إذ منحه الأمير ويليام دوق كامبريدج وسام الامبراطورية في قصر باكنجهام.

يرتدي الإمام محمود جلباباً أبيض على الدوام، ولا تغيب عنه الابتسامة، ويحافظ على أن تكون لحيته مهذبة وقلما يظهر في الإعلام منذ عمله البطولي قبل عامين.

الإمام البريطاني محمد محمود يُقلد وسام الامبراطورية البريطانية بعد أن أنقذ منفذ عملية دهس إرهابية قام بها كاره للمسلمين في لندن. تعرفوا على “البطل” الذي حارب الإسلاموفوبيا بفيض من المحبة والغفران.

في يونيو 2017، دهس أوزبورن عدداً من المصلين بسيارته كانوا خارجين من الصلاة في مسجد بمنطقة فينسبري بارك شمال لندن، وهذا ما أدى لمقتل شخص وإصابة 9، لكن الإمام محمد محمود، تحرك لحماية المتطرف من الغاضبين طالباً منهم احترام القانون وعدم تعريض المهاجم لأذى حتى تحضر الشرطة.

إشادات واسعة بتصرف الإمام في بريطانيا، ووصفته وسائل الإعلام البريطانية بـ"البطل"، لكن محمود أكد في حواراته مع وسائل الإعلام أنه كان يقوم بواجبه حتى لا تحدث كارثة، وحتى لا يظن البريطانيون أن المسلمين متطرفون.

قمت بواجبي فقط

يعلم الإمام محمود أن الكثيرين في بلاده باتوا يصفونه بالبطل، لكنه يقول بتواضع إنه رحب بالتكريم رغم أنه يشعر أن ما قام به أمر عادي، مضيفاً أن "الأبطال هم أولئك الذين يتخطون واجباتهم، في حين أن ما فعلته في ذلك اليوم، مع مجموعة من المصلين الآخرين في مسجدنا، لم يكن أمراً غير عادي".

تابع: "كان من واجبي تخفيف حدة الأزمة وتهدئة الناس ومساعدة الجميع على العودة إلى رشدهم، وهذا لحسن الحظ ما حدث يومذاك".

وأدى هجوم المسجد يوم 19 يونيو 2017 إلى مقتل مكرم علي البالغ من العمر 51 عاماً وإصابة تسعة، وحينذاك منع الإمام محمود الحشود الغاضبة من إيذاء أوزبورن بوثوقه أمامه رافضاً أن يقترب منه أحد حتى وصلت الشرطة البريطانية.

وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع المهاجم أوزبورن وهو محمي من قبل الإمام الذي أخذ يدفع الجماهير إلى الخلف مطالباً إياهم بالهدوء، وبالابتعاد عن المهاجم.

واعتبر الإمام أن ما قام به كان يهدف لمنع أي "رد فعل جبان على الهجوم الجبان"، بحسب قوله.

وفي فبراير 2018، حكم على أوزبورن بالسجن مدى الحياة، بعد إدانته بالقتل ومحاولة القتل.

وقال الإمام محمود إن ما قام به هو فعل طبيعي من شخص مسلم، يحترم النظام في بلده، ويؤمن بالقانون، متعجباً أن بعض الناس يتصورون أن المسلم يجب أن يكون همجياً ومتطرفاً، مؤكداً أن المواطن البريطاني المسلم مثله مثل أي بريطاني آخر، ضد العنف، ولا يعالج الخطأ بالخطأ.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image