شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
التوكتوك قد يختفي قريباً من شوارع مصر.. ما مصير الملايين من سائقيه؟

التوكتوك قد يختفي قريباً من شوارع مصر.. ما مصير الملايين من سائقيه؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 1 أبريل 201905:33 م

التوكتوك عربة نقل خفيفة من ثلاث عجلات تنتشر في الهند بشكل أخص إلى جانب دول آسيوية أخرى وتعتبر وسيلة مواصلات مهمة في مصر، خصوصاً في مناطقها الشعبية. وفر التوكتوك فرص عمل لملايين المصريين من أعمار مختلفة، لكنه كان سبب انتشار فوضى حركة المرور في الشوارع، بحسب كثيرين، وهو ما جعل الحكومة تعلن أنها تخطط لحظر التوكتوك في أماكن عديدة لأنه بات "يشوه منظر المدن" بحسب تعبير مجلس الوزراء.

وقبل نحو أسبوعين، بحث مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه مع المحافظين، فتح الباب لترخيص سيارات "ميني فان" من نوع سوزوكي، وهي مركبات أكبر قليلاً من التكتوك يمكنها حمل 7 ركاب، لتكون بديلاً من التوكتوك.

وبحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية، اعتبر مدبولي أن التوكتوك لم يعد مناسباً للسير في شوارع عدة لمناطق، خصوصاً الجديدة، واتهمها بأنها تسبب فوضى كبيرة، ولم يناقش رئيس الوزراء مع المحافظين مصير أعداد كبيرة من الشباب المصري يعملون سائقي هذه المركبة التي يتجاوز عددها الـ 5 ملايين بحسب تصريح سابق لنقيب سائقي التكتوك في مصر.

تمثل التوكتوك تلك العربة الخفيفة من ثلاث عجلات وسيلة نقل الملايين في مصر، لكنها قد تختفي قريباً بقرار حكومي. ما مصير الأسر التي تعيش من هذه العربة؟

اعتبر حسام عبد النبي، الشهير بين أصدقائه بحسام توكتوك، والذي قرر ترك العمل كمحاسب في إحدى الشركات لقلة الراتب، مفضلاً شراء توكتوك، أن خطة الحكومة "كارثة حقيقية" على حد قوله.

"اشتريت التوكتوك قبل سنتين ودفعت 40 ألف جنيه ثمناُ له، هي كل ما أملك من عملي 5 سنوات كاملة، تركت العمل في الشركات لأني تعرضت لإهانات كثيرة من أصحاب العمل الذين يعتبرون الموظفين عبيداً لهم، كما أن الراتب الذي كنت أحصل عليه لم يكن يكفي لأن أعيش حياة كريمة" يقول حسام لرصيف22.

التكتوك صار مشروع عبد النبي ومصدر رزقه الوحيد، لكنه يتهم حكومة بلاده بأنها لا تفكر في مصلحة الشباب وتهتم بمصلحتها، متسائلاً: لماذا سمحت الحكومة ببيع التكتوك وتداوله في مصر إذا كانت ستقرر في يوم من الأيام حظره؟ طالباً أن يعرف كيف سيعوض مئات الآلاف من الشباب عن المبالغ الكبيرة التي دفعوها ثمن هذه المركبة، وهل الدولة المصرية ستوفر لهم فرص عمل بديلة أم لا.

"أنا أعمل في مهنة شريفة، أتعب طوال اليوم لأحصل على رزقي، ما الذي يضايق الحكومة المصرية في ذلك؟ لماذا قررت أن تضايقنا وتنهي المشروع الذي نعتمده ليجعل حياتنا أفضل؟" يسأل الشاب بحزن ثم يبتعد بمركبته ويختفي في أحد شوارع محافظة الجيزة.

على المتضررين الحصول على قرض

نقلت وسائل إعلام مصرية عن خالد قاسم، مساعد وزير التنمية المحلية المصري، قوله إن الهدف من حظر التوكتوك هو تقليل حدة الزحام والقضاء على العشوائية التي تشوه منظر المدن المخططة حديثاً.

وأضاف قاسم أنه سيُحظر وجود التوكتوك في المدن والمناطق الجديدة الواقعة بعيداً عن القرى والنجوع والعشوائيات. واعتبر أن البديل الذي حددته الحكومة لنقل المواطنين هو سيارات الميني فان التي تتسع لـ 7 ركاب.

وبلهجة حازمة قال إنه بعد صدور القرار رسمياً لن يتم السماح بأي توكتوك في المدن، خاصة في العاصمة، مهدداً: "أي توكتوك هنلاقيه في المدينة هيتشال ويتصادر".

وفي ما يتعلق بمصير سائقي التوكتوك قال قاسم: "بإمكان المتضررين الذين يعملون في نطاق المدن والمناطق المخططة، الحصول على قرض من وزارة التنمية المحلية لفتح استثمار جديد خاص بهم".

لكن سائق التوكتوك ميلاد حنا يرفض الحصول على قرض، ويقول إن لديه مشروعاً خاصاً هو التوكتوك الذي اشتراه قبل ثلاثة أعوام، مستغرباً أن تفرض عليه الحكومة الحصول على قرض قد لا يتمكن من دفع أقساطه، ما قد يعرضه للسجن على حد قوله.

يعترف حنا أن بعض سائقي التوكتوك غير مؤهلين للقيادة، وهذا ما جعلهم ينشرون الفوضى في الشوارع، وبعضهم أطفال صغار، لكنه يرى أن الحل في ترخيص التوكتوك وليس في حظره، لأنه مركبة صغيرة مناسبة للسير في الشوارع المزدحمة في المدن على حد وصفه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image