شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
5 أمور لا تعرفونها عن مقهى الفيشاوي في القاهرة

5 أمور لا تعرفونها عن مقهى الفيشاوي في القاهرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 26 مارس 201905:00 م

هنا مقهى الفيشاوي العريق، أو "قهوة الفيشاوي" كما يطلق عليها المصريون، المكان الذي نسج فيه الأديب المصري نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة "بين القصرين” و"قصر الشوق” و “السكرية" لكن هذا ليس كل شيء عن المقهى. فهناك خمس معلومات قد لا تعرفونها عن المكان الذي جلس فيه المفكر جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي، وهنا كذلك جلست كوكب الشرق أم كلثوم وغيرها من الشخصيات التي صنعت تاريخ مصر الحديث.

البداية طاولة خشبية

قد لا تعرفون أن بداية المقهى كانت مجرد طاولة خشبية رخيصة دُشنت في زقاق (حارة ضيقة جداً) بمنطقة خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة القديمة، نصب هذه الطاولة الحاج فهمى على الفيشاوي قبل أكثر من مئتي عام، حيث أراد من خلالها أن يصنع بعض المشروبات لرواد الخان، ثم بدأ يضع بعض المقاعد ليجلس الناس عليها.

كان للفيشاوي طموح كبير، فلم يكتف بالطاولة الخشبية الصغيرة، واستطاع أن يشتري بعض المتاجر المجاورة، وكان حلمه أن يصنع مقهى ضخماً مكوناً من ثلاث حجرات، وكانت فكرته الأساسية أن يشبه المقهى المنزل العادي، كي يشعر الناس فيه بالراحة.

مقهى مكون من ثلاث غرف

المقهى أقرب لمنزل مكون من ثلاث غرف، والفكرة أن يشعر الزائر أنه في بيته وليس في مقهى مثل باقي المقاهي، وكانت هناك فكرة مختلفة تعبّر عنها كل غرفة من غرف المقهى، فالغرفة الأولى يطلق عليها غرفة الباسفور، وهي مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس، وتحوي أدوات مصنوعة من الفضة والكريستال والصينى، وهذه الغرفة كانت مخصصة بشكل أساسي للملك فاروق، وضيوفه فى شهر رمضان.

أما الغرفة الثانية فيطلق عليها التحفة، والسبب أن صاحب المقهى أراد أن تكون فعلاً أقرب لتحفة فنية منها لمساحة في مقهى، فجعل جدرانها مزينة بالصدف والخشب المزركش والعاج والأرابيسك، أما أرائكها فهي مبطنة باللون الأخضر، وهذه الغرفة خاصة بالفنانين.

في مقهى الفيشاوي نسج نجيب محفوظ ثلاثيته، وجلس المفكران جلال الدين الأفغاني ومحمد عبده لرسم التجديد في الفقه الإسلامي، هنا راجعت أم كلثوم مسودة قصيدة كذلك. لكن ليس هذا كل شيء، تعرفوا إلى أسرار الفيشاوي التي لا تزال تصنع الدهشة.

لكن أغرب غرفة في هذا المقهى هي غرفة القافية، وهي أقرب للعبة ساخرة، يطرح فيها فرد سؤالاً على شخص آخر، فيرد عليه بكلمة "اشمعنى" فيرد عليه صاحب السؤال بإجابة كوميدية، وبعدها يطرح الشخص الثاني سؤالاً فيرد عليه الأول بنفس الكلمة "اشمعنى" وهكذا يستمر الشخصان في المنازلة الكلامية حتى يسكت أحدهما الآخر.

وكان هدف هذه اللعبة الساخرة إظهار أي منهما يتميز أكثر بخفة الظل وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والسخرية، وكانت لعبة القافية تدار كل خميس من شهر رمضان.

ممنوع دخول غرفة القافية

يمكن للجميع زيارة المقهى، لكن ممنوع دخول غرفة القافية، التي تعد أكبر غرف المقهى، لأنها تحوي بعض الكنوز الأثرية، مثل مرآة تاريخية فريدة من نوعها وساعة حائط كبيرة، يرجع تاريخها إلى العصر التركي، وراديو أثري يقال إنه أول راديو عرض للبيع في مصر. تحوي الغرفة أيضاً نجفة ضخمة تعتلي الحجرة يرجع تاريخها إلى عام 1800م.

كان يجلس في هذه الغرفة الأديب نجيب محفوظ والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وفي العصر الحديث فتحت الغرفة أبوابها لشخصيات مهمة مثل السياسي المصري عمرو موسى، والعالم المصري الراحل أحمد زويل.

لا منافس للفيشاوي في القاهرة

رغم أن منطقة خان الخليلي باتت مليئة بعدد ضخم من المقاهي، ذات المستويات المختلفة، ومنها مقاهي تطل مباشرة على مسجد الإمام الحسين، لم ينجح أي مقهى في القاهرة في منافسة الفيشاوي، حتى يمكن أن تجدوا أغلب المقاهي الأخرى في المنطقة خاوية على عروشها، وعمالها يسعون لإقناع الزبائن بالجلوس بشتى الطرق، بينما لن تجدوا مقعداً خالياً في الفيشاوي، وفي كل مرة ستضطرون للانتظار حتى تخلو طاولة فيه.

هل نقول لكم سراً؟ لا تذهبوا في المساء، فالزحام شديد، أفضل وقت للجلوس في المقهى والتمتع بمشروب الشاي الشهير فيها هو الفجر.

مؤسس المقهى مات حزناً

اهتم الحاج فهمي الفيشاوي بمقهاه، وأحبه من قلبه، لكن بحسب شهادة ورثته فقد مات بأزمة قلبية حادة، عقب صدور قرار من الحكومة المصرية بإزالة جزء من المقهى، وبررت الحكومة قرارها آنذاك برغبتها في تحديد منطقة معالم الحسين القديمة، ورغم أن العديد من الصحف المصرية طالبت الحكومة بعدم الاقتراب من المقهى بسبب أهميته الثقافية، إلا أن الحكومة لم تلتفت لتلك الدعوات وأزالت جزءاً كبيراً من المقهى لتصبح مساحته مئة وخمسين متراً بعد أن كانت أربعمئة، فتوفي الفيشاوي الكبير بعد حالة حزن مر بها عقب هذا القرار.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard