شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
محبة وتضامن في تأبين يليق بضحايا مذبحة كرايست شيرش

محبة وتضامن في تأبين يليق بضحايا مذبحة كرايست شيرش

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 22 مارس 201907:18 م

رفع الأذان في أرجاء نيوزيلندا، الجمعة، في إجراء استثنائي، أعقبه الوقوف دقيقتي صمت بعد مرور أسبوع على مقتل 50 مسلماً في مذبحة نفذها متطرف يؤمن بتفوق العرق الأبيض في مسجدين في مدينة كرايست شيرش قبل أسبوع.

ومع بث الأذان، وقف آلاف، بينهم رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، والناجون المصابون بالحادث، في حديقة قبالة المسجد الذي بدأت فيه المذبحة المروعة التي نفذها الأسترالي برينتون تارنت ( 28 عاماً).

تكريم ضحايا الحادث

وتفاعل النيوزيلنديون مع الاعتداء بالتعبير عن محبتهم وتضامنهم مع أعضاء الطائفة المسلمة الصغيرة بالبلاد. واحتضن الكثير منهم جيرانهم المسلمين في مشاهد مؤثرة في عدد من مدن البلد الواقع جنوب المحيط الهادئ.

وقالت أرديرن قبل خطبة الجمعة، وهي ترتدي حجاباً أسود: "نيوزيلندا تشاطركم الأحزان، نحن واحد". واستشهدت بحديث نبوي قائلةً "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وبعد ذلك أُلقيت خطبتا الجمعة باللغتين العربية والإنجليزية، بثهما التلفزيون الرسمي.

المحبة تنتصر على التطرف

ورفع مؤذن يعتمر غطاء رأس أبيض الأذان، فيما احتشد الآلاف في حديقة "هاغلي" أمام مسجد النور، منصتين لكلمات"الله أكبر" التي دوت في المكان. أعقب ذلك دقيقتا صمت في أنحاء البلاد، مع تنظيم تجمعات عامة في مدن أوكلاند وويلنغتون ومدن أخرى.

من جهته، دان إمام مسجد النور جمال فوده الذي وقف خلف منصة في الحديقة "الأيديولوجية الشريرة لتفوق العرق الأبيض"، مشيداً بدعم النيوزيلنديين لطائفته المكلومة.

وقال الإمام: "نظرت ووجدت الحب والعاطفة في عيون آلاف النيوزيلنديين والبشر في أرجاء العالم"، مردفاً "الإرهابي سعى لتمزيق أمتنا بأيدلوجية شريرة، لكن ظهر، عوضاً عن ذلك، أن نيوزيلندا لا يمكن كسرها".

رفع الأذان في أرجاء نيوزيلندا، الجمعة، في إجراء استثنائي، أعقبه الوقوف دقيقتي صمت في تأبين ضحايا مجزرة مسجدي كرايست شيرش الـ50 قبل أسبوع.
رفع الأذان في أرجاء نيوزيلندا وفي جامعة أريزونا الأمريكية وميدان ترافالغار وسط لندن يثبت أن المحبة انتصرت على الكراهية بعد مذبحة مسجدي كرايست شيرش التي راح ضحتها 50 مسلماً

ولا يزال مسجد النور المنكوب مغلقاً إذ تجرى فيه أعمال صيانة لجدرانه المنخورة بالرصاص، وتنظيف أرضيته الملطخة بالدماء.

وبعد صلاة الجمعة، اقترب غير المسلمين من المسجد ووضعوا باقات الزهور واحتضنوا والتقطوا صور سيلفي مع المسلمين. كما ارتدت العديد من النساء، بينهن صحافيات ومصورات وشرطيات، في أرجاء البلاد غطاء للرأس تضامناً مع المسلمات.

وقالت كريستي ويلكنسون التي حضرت إلى "هاغلي بارك" مع صديقتين، وكلهن واضعات غطاءً رمزياً للرأس: "يمكنني أن اخلع الحجاب إذا شعرت بالخوف، هن (المسلمات) لا يستطعن".

وأضافت: "الرسالة التي أريد أن أرسلها، هي أنّ الكراهية ليس بوسعها أن تفوز".

التضامن يتخطى مسجد المجزرة

بعيداً عن المسجد وموقع التأبين، بدت مظاهر التعاطف مع المسلمين واضحة في أماكن مختلفة من نيوزيلندا، وشوهدت نساء بالعاصمة (ولنغتون) يرتدين الحجاب في طريقهن إلى العمل صباحاً.

وفرضت الشرطة حراسة أمنية على المساجد في جميع أنحاء البلاد منذ الهجوم، وقد انتشرت بكثافة، الجمعة، لطمأنة المصلين.

كما تضامن الآلاف حول العالم مع الضحايا في ذكرى مرور أسبوع عليها. ففي أستراليا المجاورة، التي أتى منها مرتكب المذبحة، وقف الناس في الشوارع والمحال تكريماً لضحايا الاعتداء.

كما رفع الأذان في جامعة أريزونا بالولاية الأمريكية، بالتزامن مع تأبين ضحايا المسجدين في نيوزيلندا. وكان الأذان رفع أيضاً، أمس الخميس، في ميدان ترافالغار وسط لندن، ووقف مشاركون دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا.

في الأثناء، دافعت نيوزيلندا، الجمعة، عن تعاملها مع أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده في تاريخها. وقال وزير خارجيتها ونستون بيترز إن رد فعل الشرطة تجاه مقتل أكثر من 50 شخصاً كان "فورياً".

وأضاف الوزير خلال مشاركته في جلسة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في تركيا،لمناقشة "الإسلاموفوبيا" أن"الجاني سيواجه القوة الكاملة للقانون النيوزيلندي وسيقضي بقية حياته في عزلة في السجن"، مضيفاً "بدأت شرطتنا أكبر تحقيق في تاريخنا".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard