شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
حرب 67... هل صحيح أن الفريق الشاذلي احتل موقعاً داخل

حرب 67... هل صحيح أن الفريق الشاذلي احتل موقعاً داخل "إسرائيل"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 5 يونيو 201701:45 م

نشر موقع وور هيستوري أونلاين War History المتخصص في تاريخ الحروب مقالاً عن حرب يونيو 67 يروي ما قام به الفريق سعد الدين الشاذلي عندما اتخذ قراراً جريئاً وعبر بقواته شرقاً داخل "إسرائيل" قبل غروب يوم 5 يونيو، وظل لمدة يومين هناك. وبحسب المقال، أظهر الشاذلي جرأة في تلك الحرب وكان برتبة لواء ويقود مجموعة من وحدات وتشكيلات مختلفة مجموع أفرادها حوالي 1500 ضابط وجندي.

سعد الدين الشاذلي

سعد الدين الشاذلي

وبعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره في المطارات، صباح 5 يونيو، واجتياح القوات الإسرائيلية لسيناء، اتخذ الشاذلي قراراً جريئاً إذ عبر بقواته شرقاً داخل إسرائيل قبل غروب يوم 5 يونيو وظل لمدة يومين هناك إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب، فنفّذ الأمر وعبر إلى غرب القناة ليل 8 يونيو. وأكد الخبير العسكري اللواء عبد المنعم كاطو لرصيف22 ما ورد في هذا المقال قائلاً: "بالفعل حدث ذلك، فبعد مفاجأة الضربة الإسرائيلية في بداية حرب 67 تحركت مجموعة الشاذلي بشجاعة نادرة داخل الأراضي الإسرائيلية في صحراء النقب وظلت هناك حتى أصبحت الظروف ملائمة لانسحابها وهو الأمر الذي تحقق بأقل خسائر ممكنة".

قصة 1500 جندي مصري "​اختفوا" يومين داخل إسرائيل في حرب 67...

تفاصيل القصة

تفاصيل هذه الرواية جاءت في كتاب مصر الكبرى للصحافي المصري أحمد المسلماني. فتحت عنوان "1967.. الفريق الشاذلي يحتل موقعاً في إسرائيل" نقل عن الشاذلي قوله: "عندما اندلعت الحرب عام 1976 كنت ضابطاً برتبة لواء وكانت مهمتي قيادة مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة: كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتين من الصاعقة، وكان مجموع أفرادها حوالي 1500 رجل وكان الجميع يطلقون عليها "مجموعة الشاذلي". وخلال الأسابيع الثلاثة السابقة على الحرب، كلفت أولاً بمهمة في المحور الجنوبي ثم ألغيت ثم كلفت بمهمة ثانية في القطاع الشمالي ثم ألغيت ثم كلفت بالمهمة الثالثة والأخيرة وهي التمركز جنوب المحور الأوسط وعلى مسافة 20 كيلومتراً من الحدود الدولية، وذلك لمنع أي قوات للعدو تنطلق من مضيق "لصان والمعين" وعندما أنهيت استعدادي لتنفيذ هذه المهمة الأخيرة كنت قد قطعت حوالي ألف كيلومتر من التحركات التي أرهقت الجنود وكان لها تأثير سيئ على كفاءة المركبات والدبابات. في يوم 4 يونيو 1967 هبطت طائرة الهيلكوبتر في مركز قيادتي وبها ضابط اتصال أخطرني بأن المشير عبد الحكيم عامر سيعقد مؤتمراً للقادة في الساعة الثامنة صباح الغد في مطار فايد وطائرة الهليكوبتر ستتواجد عندك الساعة السابعة صباحاً لتنقلك إلى هناك. وفي حوالي الثامنة من صباح يوم 5 يونيو وبينما كان جميع القادة الميدانيين يتجمعون في مطار فايد بعيداً عن وحداتهم وبينما كانت طائرة المشير عامر في الجو، بدأت إسرائيل الحرب. مضت في قصف جميع المطارات وتدمير الطائرات وهي جاثمة على الأرض تماماً كما حدث في عام 1956، وقررنا العودة كل منّا إلى قيادته، لم أستطع العودة في طائرة الهليكوبتر بعد أن أصبحت للعدو السيطرة الجوية، فركبت مع اللواء عثمان نصار قائد الفرقة الثانية الذي أعطاني عربة أوصلتني إلى مركز قيادتي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر وطوال رحلة العودة، كنا نرى الطائرات الإسرائيلية وهي تجوب سماءنا ذهاباً وإياباً، من دون أن يكون هناك أي ظهور لطائراتنا بما كان يوحي بحجم الكارثة التي أصابت قواتنا الجوية.

بعد الوصول إلى مركز قيادتي، حاولت الاتصال بالقيادة دون جدوى، كان الاتصال مقطوعاً بيني وبين القيادة في سيناء، بل أيضاً بين قيادتي وبين القيادة العامة في القاهرة، فكانت المنطقة التي أتمركز فيها منطقة مفتوحة دون أي هيئات أرضية، وبالتالي فإنها قد تصبح فريسة سهلة لطيران العدو، وكان مضيق "لصان" الذي يقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات داخل حدود إسرائيل يوفر لي الحماية الجوية والأرضية، فقررت التحرك شرقاً واحتلال المضيق. وقبل غروب يوم 5 يونيو كنت أتمركز بقواتي داخل المضيق وفي خلال يوم 6 يونيو حاولت الاتصال بقيادة سيناء دون جدوي ولم ننجح في الاتصال مع القيادة العامة إلا في الثالثة من بعد ظهر يوم 7 يونيو، وكانت أوامر القيادة واضحة وصريحة "انسحب فوراً. العدو وراءك الآن". كان العدو خلال يومي 6 و7 يونيو يرصدني باستمرار جواً وبراً، وكانت طائراته تمر فوق المضيق الذي كان على شكل حرف L دون أن يقصف قواتي التي كانت في بطن الجبل فإذا أنا خرجت من المضيق نهاراً فسوف تكون فرصة ذهبية لطيران العدو لكي يدمر قواتي وليس لدي أي أسلحة فعالة ضده. ولهذه الأسباب قررت ألا أبدأ الانسحاب من المضيق إلا بعد حلول الظلام. وقد فعلتها وكنت صباح يوم 8 يونيو على مسافة 90 كلم شرق الإسماعيلية، وقد فوجئ طيران العدو باختفائي من المضيق صباح يوم 8 فأخذ يبحث عني إلى أن وجدني في هذا المكان، فأخذ يركز هجماته علينا واستمرت هجماته المتقطعة إلى أن نجحنا في عبور قناة السويس إلى الغرب بعد ظهر يوم 8 يونيو".

كذبة كبيرة؟

ولكن البعض ينكر صحة هذه الرواية، أو على الأقل، يشكك فيها بقوة. يقول الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم لرصيف22 إنه يشك كثيراً في حدوث هذه القصة التي لم يعرف بها من قبل. واتفق اثنان من المحاربين القدماء المصريين، شاركا في حرب 1967، وهما اللواء طيار حسن عبد الباقي واللواء شوقي كامل على استبعاد حدوث هذه الواقعة. وهناك من لا يكتفي باستبعاد حدوث هذه الرواية بل يعتبرها كذبة كبيرة، فتحت عنوان "الحقيقة الضائعة" كتب أحمد زايد في موقع المجموعة 73 مؤرخين والتي تعنى بالتدقيق في التاريخ الحربي المصري عن دور الفريق الشاذلي في حرب 1967. وقال إنه استند في موقفه إلى كتاب أصدرته هيئة البحوث العسكرية عام 1969 يتحدث في بعض صفحاته عن دور المجموعة الخفيفة التي كان يقودها الشاذلي. وأكد أن المجموعة 73 مؤرخين ترفض الرواية التي وردت بهذا الشأن وتعتبرها كذبة كبيرة وأسطورة لم تحدث ولا يحتاج إليها الفريق سعد الشاذلي لتعظيم نفسه، فلديه من الأعمال الإيجابية الأخرى ما يكفي. وقال زايد إنه طبقاً لكتاب هيئة البحوث العسكرية الصادر بعد النكسة مباشرة يتضح لنا عدم صدق رواية تقدم المجموعة الأولى الخفيفة داخل إسرائيل للأسباب التالية:

1- الأوامر العسكرية الصادرة من وإلى المجموعة الأولى الخفيفة تظهر عدم اقتراب المجموعة من الحدود الدولية لمسافة 10 كيلومترات على الأقل.

2- الأوامر اللاحقة من قائد المجموعة اللواء الشاذلي لم تتضمن أي تقدم أو اشتباك حقيقي مع القوات الإسرائيلية عدا تعرض المجموعة لغارتين جويتين فقط.

3- قوة المجموعة من لواء مدرع ثقيل (حوالي 90 دبابة) وكتيبتين من المشاة وكتيبة صاعقة لا يمكنها بأي حال من الأحوال التحرك في المنطقة الجبلية المتمركزة بها بسرعة وخفة كما توقعت القيادة نظراً لوعورة الطرق وعدم صلاحية عربات نقل الجنود للسير في الصحراء.

4- لم يثبت في المراجع الإسرائيلية الخاصة بحرب يونيو 67 (وما أكثرها) أن هناك معركة قد تمت في منطقة القصيمة مع دبابات مصرية من طراز جوزيف ستالين.

5- لم تذكر المصادر المصرية ما حدث بعد ارتداد المجموعة إلى الحسنة ووضعها تحت قيادة الفرقة الثالثة مشاة لكن التحليل المنطقي للأحداث يشير إلى أن اللواء المدرع الثقيل قد انسحب بعد أن ترك دباباته في الحسنة خاصة أن عربات الوقود الخاصة به قد دمرت في الغارة الجوية يوم 5 يونيو. ويشير إلى أنها لم تكن ضمن خطة الجيش لاستعادة الكفاءة بعد النكسة أي تشكيلات مدرعة من دبابات جوزيف ستالين في حين أن القوات المدرعة الإسرائيلية استخدمت بكثرة تلك الدبابات وظهرت في عروض عسكرية كثيرة بعد النكسة.

6- ثبت لدى المجموعة 73 مؤرخين من الحوار مع اللواء أحمد شوقي واللواء معتز الشرقاوي والمساعد حسني سلامة وهم من ضباط الكتيبة 43 صاعقة في تلك الأثناء أن المجموعة الأولى انسحبت انسحاباً غير منظم ولم يتم إبلاغ الكتيبة 43 صاعقة بأوامر الانسحاب وظلت الكتيبة بمفردها حتى تصرف قائدها السيد الشرقاوي بمفرده وأعاد الكتيبة إلى الضفة الغربية للقناة بسلام وبدون خسارة أي جندي وهي الكتيبة نفسها التي شاركت فصيلة منها في معركة رأس العش البطولية.

أسرى مصريون في حرب 1967

أسرى مصريون في حرب 1967

كيف يمكن لشخص أن يصدق رواية مفادها أن فرقة خفيفة تتكون من 90 دبابة وحوالي 1500 جندي بعرباتهم يمكن لها الاختباء في ظل جبل للهروب من الهجمات الجوية الاسرائيلية؟ ومضى يقول: "عموماً إن خريطة غوغل إيرث توضح الحدود الدولية وطريق القصيمة الحسنة الذي كانت تتحرك عليه المجموعة الأولى الخفيفة في حال تقدمها داخل إسرائيل، وفي هذه الخريطة يمكن أن نشاهد الأراضي الإسرائيلية بعمق حوالي 25 كيلومتراً إلى الشرق ولا يوجد بالمنطقة جبال ولا حتى جبال منخفضة الارتفاع".

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image