يوم الجمعة، 26 مايو، وبالتزامن مع "ليلة رمضان"، أطلق مسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش النيران على حافلات يستقلها عدد من الأقباط، كانوا في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا المصرية، ما أسفر عن سقوط نحو 26 قتيلاً و25 مصاباً، وهذا ما دفع الكثيرين إلى التساؤل: ألا يمكن للإرهابيين على الأقل احترام الشهر الفضيل؟
ولكن ما جرى هو العكس، فالتنظيم المتطرف احتفل بفعلته في بيان تبنى فيه قيام "جنود الخلافة بنصب كمين محكم لعشرات النصارى".
عدد كبير من الهجمات الإرهابية التي نفّذها داعش خلال السنوات الماضية تم خلال مناسبات دينية إسلامية، مثل شهر رمضان، وعيد الأضحى، والمولد النبوي الشريف. فقد حرص التنظيم على إحياء هذه المناسبات بالتفجيرات وبقتل مَن يعتبرهم "كفاراً"، بدعوى مضاعفة الثواب خلال هذه الأيام. ويرى الباحث في شؤون الإسلام السياسي والتنظيمات الجهادية أحمد بان أن حرص الكيانات الإرهابية على تنفيذ اعتداءات في المناسبات الدينية هو محاولة لاستنساخ التاريخ الإسلامي والغزوات والفتوحات التي قام بها الرسول محمد لتنفيذ نزوات ومعتقدات خاصة بهم، مذكراً بأن "غزوة بدر وفتح مكة كانا في شهر رمضان". ومن هنا، قال بان لرصيف22 إنه من الضروري تنقيح التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية من الوقائع غير الصحيحة، والتي يستغلها هؤلاء الإرهابيون لتبرير أفعالهم، "فهم ينشرون القتال بدل الرحمة، والسادية بدل التسامح، ويلصقونها بالإسلام لتبرير أمراضهم النفسية".
هدف معلن
حرص تنظيم داعش على تنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع المناسبات الدينية، جاء استجابة لأوامر زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي. فقد أصدر الأخير تسجيلاً صوتياً عام 2014 بعنوان "رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان"، حرّض فيه عناصره على تنفيذ عمليات إرهابية خلال شهر رمضان، بدعوى الفوز بثواب أكبر. وقال البغدادي: "ليس مِن عمل في هذا الشهر الفضيل ولا في غيره أفضل مِن الجهاد في سبيل الله، فاغتنموا هذه الفرصة، وسيروا على نهج سلفكم الصالح؛ انصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله، فهبّوا أيها المجاهدون في سبيل الله؛ أرهبوا أعداء الله، وابتغوا الموت مظانّه؛ فالدنيا زائلة فانية، والآخرة دائمة باقية، وأروا الطواغيت منكم ما يحذرون، فالهمة الهمة يا جنود الدولة الإسلامية، وطوبى لمّن فارق دنياه في رمضان، ولقي ربه في يوم من أيام المغفرة". الدعوة نفسها كررها أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش، في تسجيل صوتي بتاريخ 21 مايو 2016، دعا فيه أنصار التنظيم إلى شن المزيد من العمليات الإرهابية خلال شهر رمضان ضد الدول الغربية والولايات المتحدة وأوروبا. وجاء في التسجيل الصوتي: "ها قد أتاكم رمضان شهر الغزو والجهاد، شهر الفتوحات فتهيأوا وتأهبوا، لتجعلوه شهر وبال في كل مكان على الكفار". ودعا البيان إلى شنّ هجمات على الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء.ألا يمكن للإرهابيين على الأقل احترام الشهر الفضيل؟
تواظب التنظيمات الإرهابية على إحياء المناسبات الدينية بالتفجيرات والإرهاب، طمعاً بثواب تعتبره مضاعفاً
وقائع كثيرة
وقائع كثيرة تؤكد سعي التنظيم إلى تنفيذ عمليات إرهابية خلال المناسبات الدينية. في الأيام الأخيرة فقط نفّذ اعتداءات عدة أبرزها في العراق وأفغانستان. ومن أبرز الاعتداءات ذات الصلة التي نفّذها في السنوات الأخيرة:17 رمضان 2012: مذبحة رفح الأولى
في 17 رمضان 2012، ارتكب تنظيم بيت المقدس الإرهابي، قبل أن يبايع تنظيم داعش في نوفمبر 2014، على أرض سيناء المصرية ما عُرف إعلامياً باسم "مذبحة رفح الأولى"، التي راح ضحيتها 16 قتيلاً من جنود القوات المسلحة المصرية أثناء تناولهم وجبة الإفطار داخل نقطة حدودية في مدينة رفح.عيد الأضحى 2015: تفجير مسجد صنعاء
في 24 سبتمبر 2015، الموافق أول أيام عيد الأضحى، استيقظت العاصمة اليمنية على صوت تفجير مسجد البليلي، الذي يصلي فيه الشيعة، والقريب من كلية الشرطة في وسط مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك بعد أن قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في المسجد ما أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلاً.
وفي تبنيه للعملية، قال داعش إنها أتت انتقاماً للمسلمين من الحوثيين.
رمضان 2016: تفجيرات الحرم النبوي
في 29 رمضان 2016، ضربت السعودية عدة عمليات انتحارية، نفّذها تنظيم داعش، وكان أبرزها تلك التي استهدفت المدينة المنورة، وقت أذان المغرب، بالتزامن مع موعد الإفطار، في موقف سيارات تابع لمركز قوات الطوارئ بجوار الحرم النبوي في المدينة المنورة. وصرحت وزارة الداخلية السعودية حينها أنه مع حلول صلاة مغرب، بالمدينة المنورة، اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشريف عبر أرض خالية تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم إلى اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف فقتل وقتل معه أربعة من رجال الأمن، وأصيب خمسة آخرين.في عيد الأضحى: ذبح 19 سورياً بتهمة التجسس
أحيا تنظيم داعش عيد الأضحى الموافق 12 سبتمبر 2016، في مدينة دير الزور في سوريا، بذبح 19 شاباً سورياً بتهمة التجسس لصالح أمريكا والتحالف الدولي الذي ينفذ غارات جوية ضد معاقل التنظيم في سوريا والعراق. وبث التنظيم حينها فيديو ظهر فيه أحد عناصره وهو يرتدي ملابس بيضاء، ويعلق مجموعة من الشباب يرتدون ملابس حمراء، من أرجلهم، قبل أن يذبحهم كما يفعل الجزارون مع الأضحية يوم عيد الأضحى. وقال أحد عناصر داعش في الفيديو: "ضحّوا تقبل الله منكم، فإنّا مضحّون بعملاء الصليب".المولد النبوي 2016: تفجير الكنيسة البطرسية
بالتزامن مع احتفال المسلمين في مصر بالمولد النبوي الشريف، في 11 ديسمبر 2016، فجّر انتحاري تابع لداعش الكنيسة البطرسية بالعباسية، في مدينة القاهرة، مستخدماً عبوة ناسفة تزن 12 كيلوغراماً، ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً وإصابة 31. وقررت مؤسسة الأزهر الشريف إلغاء احتفالية المولد النبوى الشريف نتيجة الحادث الإرهابي حينذاك.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين