عثرت القوات العراقية الخاصة على مجموعة من الوثائق التي تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان يجري اختبارات لأسلحة كيميائية قاتلة على بشر أحياء، على غرار ما كان يفعله النازيون، وذلك في إطار مساعي التنظيم لتطوير أسلحة كيميائية جديدة.
الوثائق التي حصلت صحيفة التايمز الأمريكية على نسخة منها، وجدت في جامعة الموصل بعد تحرير المدينة مطلع الشهر الحالي، وتتضمن تفاصيل اختبارات بالأسلحة الكيميائية على من تصفهم الوثائق بـ"فئران التجارب البشريين"، والذين لقوا حتفهم إثر التجربة.
ويكشف تقرير التايمز أن تنظيم داعش نجح إلى حد ما في تطوير أسلحة كيميائية سهلة التصنيع، وكانت الموصل مركز تلك الأبحاث. علماً أن التنظيم استخدم الأسلحة الكيميائية لمحاربة القوات العراقية التي استعادت معظم المدينة، كما استخدم غاز الخردل في سوريا.
أسلحة بسيطة ومميتة
القوات البريطانية والأمريكية التي تحققت من صحة الوثائق تخشى من أن يكون التنظيم ينوي استهداف الغرب مستقبلاً بتلك الأسلحة، خاصة أن المواد المستخدمة لتصنيعها تدخل في تكوين مبيدات الحشرات ويسهل الحصول عليها في دول عدة من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن هذه المواد عنصران كيميائيان، هما كبريتات الثاليوم ومركب آخر مشتق من مادة النيكوتين. ومركب كبريتات الثاليوم متاح تجارياً كمبيد حشرات في العديد من الدول من ضمنها الولايات المتحدة، أما المكونات الرئيسية للمركب المشتق من النيكوتين فيمكن استخراجها من تبغ السجائر أو السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية.
وتوصي الوثائق بدس سلفات الثاليوم في الطعام أو الشراب لسهولة ذوبانه، مما يعزز مخاوف استهداف الغرب عن طريق الغذاء.
وثائق تكشف محاولة داعش تطوير أسلحة كيميائية... عودة لجرائم النازية وتجارب مميتة على أحياء
داعش كان يجري اختبارات لأسلحة كيميائية قاتلة على بشر أحياء في جامعة الموصل
عن طريق الفم أو الحقن
من ضمن من أجريت عليهم التجارب رجل يزن قرابة المئة كيلوغرام، وذلك عبر إعطائه مركب كبريتات الثاليوم في الطعام والماء. تذكر الوثائق أنه بعد يومين، ظهرت على الضحية أعراض من ضمنها الغثيان والحمى وتورم البطن والمخ، وتوفي بعد عشرة أيام.
أما العنصر الثاني وهو مركب مشتق من مادة النيكوتين، فقد تم اختباره عن طريقين هما الحقن واللمس. ويؤدي الحقن لفقدان الوعي خلال ثوان معدودة، تعقبه الوفاة في غضون ساعتين. أما عند تلطيخ جلد الضحية بهذا المركب، تشير الوثائق إلى فقدانها الوعي من دون تأكيد حدوث الوفاة.
وتظهر الوثائق المكتوبة باللغة العربية امتلاك التنظيم كمية وفيرة من المواد السامة تكفي حاجة التنظيم الذي يصف تلك المركبات بـ"السم المثالي للقتل"، لصعوبة اكتشافه ولتأخر ظهور الأعراض على من يتناولونه.
وتكشف الوثائق مقادير ووصفة تصنيع المركب القاتل المشتق من النيكوتين وإن كانت لا تذكر وجود أي ترياق فعال ضده، كما تكشف فاعلية ترياق يعمل ضد سم الثاليوم إذا تم تناوله خلال ست ساعات من تناول المادة السامة.
عودة النازية والمحرقة
خبير الأسلحة الكيميائية البريطاني هاميش دي بريتون جوردن Hamish de Bretton-Gordon وصف إجراء داعش لاختبارات بالمواد الكيميائية على الأحياء بأنه "يشبه المحرقة".
وأضاف: "إنها عودة مرعبة لجرائم النازية عندما اختبروا المواد السامة للأعصاب على الأحياء خلال الحرب العالمية الثانية، حين أجريت آلاف التجارب المميتة بغاز الخردل على السجناء في معسكر ساشينهاوزن Sachsenhausen القريب من برلين".
ويعتقد أن جامعة الموصل كانت مركزاً لتطوير الأسلحة الكيميائية المعقدة والتي أجرتها الدولة الإسلامية على مدار ثلاث سنوات، قبل أن تضطر لنقل تلك العمليات إلى مدينة الرقة السورية ثم إلى منطقة على الحدود بين العراق وسوريا.
ويعتقد الخبراء أن الجماعة استقدمت العديد من العلماء من حول العالم إلى جانب اعتمادها على متخصصي تطوير الأسلحة الكيميائية الذين عملوا سابقاً في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع