شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
Candy Crush، حلاوة الإدمان

Candy Crush، حلاوة الإدمان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 3 يونيو 201604:39 م
Candy Crush Saga هي اللعبة الأكثر شعبية اليوم على Facebook. برنامجٌ يُحمّل على كافة الهواتف الذكية ليصبح في الجيب كقبضة حلوى من السكاكر. خلف تلك اللعبة الشهية يختبئ مخطط ابتكر لسحب المال من جيوب اللاعبين، ورميهم في خانة الإدمان على مذاق تلك السكاكر الملونة عند ملامستها. كيف تجعل تلك اللعبة، البسيطة كلعب الأطفال، ملايين الأفراد من حول العالم مدمنين عليها؟
Candy Crush Saga، هي لعبة سكاكر ملوّنة تكسب فيها النقاط عند جمع السكاكر معاً لجعلها تختفي. بعض السكاكر السحرية تنفجر في الشاشة، فتجمّع نقاطاً سريعة وتفرز شعوراً بالنشوة لدى اللاعبين. من الصعب تصديق أن مبدأ تلك اللعبة اللذيذة المجانية للتحميل قد جذب أكثر من 130 مليون لاعب من حول العالم، 45 مليون لاعب في الشهر الواحد، ما يعادل 30 مليار ضربة لعب. سرّ تلك اللعبة هو في بادئ الأمربساطة قوانينها، فخطوة تلوى الأخرى، يتقدم اللاعب نحوى جزءٍ متقدم وأكثر تعقيداً. إضافة إلى أن إمكانية تحميل اللعبة مجاناً على الهواتف يجعلها دائماً في متناول اليد، ومتاحة للّعب في أية لحظة من النهار، في المكتب، في السرير، مشياً على الطريق، خلال ساعة الغذاء، وحتى خلف مقود السيارة... إدمانٌ ينافس الإدمان على الدخان!


تسمعون كافة الأشخاص من حولكم يتحدثون عن Candy Crush، وعن المستوى الذي وصلوا إليه، ويتشاورون بين بعضهم حول الخطوات الذكية التي تساعد على تجميع نقاطاً أكثر. منهم من يعبّر عن إحباطه لأنه مرغم على الانتظار دقائق طويلة للحصول على حياة جديدة. بالضبط، حياة جديدة. إذا ما خسرتم في اللعبة 5 مرات، تخسرون حياتكم وعليكم انتظار مرور الوقت قبل أن تهبكم اللعبة حياة أخرى. ولكن ما لم يعرفه ملايين اللاعبين في بداية اللعبة، أن الهدف منها هو انتشال الأموال من محافظهم، بطريقة شهية إلى أقصى الحدود. كيف ذلك؟
منجمٌ من السكاكر الذهبية
حسناً، أي فردٍ على وجه الأرض ومهما كان عمره، يمكنه تحميل Candy Crush مجاناً. يلعب ويمرح ويتذاكى إلى أن يفشل أمام تركيبة من السكاكر تستفذ ذكاءه. إما أن ينتظر حينها 30 دقيقة لنيل حياة أخرى، أو تقترح عليه اللعبة دفع مبلغ صغير قيمته 0.99$ لتعطيه في المقابل حياة سريعة. تلك الحيلة الذكية غير المكلفة تُربح شركة King الإنكليزية التي ابتكرت اللعبة، 470000 يورو في اليوم الواحد، بينما ترمي اللاعبين في حلقة من الإدمان كلفت بعضهم عملهم. من لا يدفع أقل من دولار واحد لينال شعور النشوة ببضع لمسات؟ لا سيما أنّك لحظة تخسر حياة فيها، قد تذرف دمعة، تصاب بالإحباط، وتخسر دولاراً من جيبك.
وفق صحيفة The Telegraph، تحلم شركة King حالياً في دخول بورصة الولايات المتحدة بقيمة تفوق 5 مليارات دولار. كم أنت ذكية يا Candy Crush!
الضغط الاجتماعي
كلما دفعت أكثر كلما زادت فرصك في الربح. مبدأ لا يشبه اللعب، بل المقامرة في كازينو. عندما تدخل عالمها، أنت لا تعرف أنك ستتكارم على لعبة غير مجدية، وكأن أحداً ناولك فيشات للعب الروليت حتى تدخل في صلب الموضوع وتدفع كل ما لديك. تأتي علاقة Candy Crush بـ facebook لتجعل الإدمان أكثر جدياً. ما يحصل هو أنك في بداية اللعبة، ما إن تخسر آخر حياة بين يديك، وينفطر قلب اللعبة أمام عينيك، تقترح لك اللعبة أن تدعو أصدقاءك في فايسبوك لتحميل اللعبة، مقابل 5 قلوب تنبض فيك لإكمال اللعبة. تتصل بفايسبوك وتكمل المشوار الطويل الذي لن ينتهي قبل 400 جزء من اللعبة. تظهر على شاشتك صور أصدقاء فايسبوك والمستوى الذي وصلوا إليه والنقاط التي يجمعونها أكثر منك، فتشعر بخجل ممزوج ببعض الإحباط والغيرة، وتخرج دولاراً تلوى آخر، لإعادة الكرامة الاجتماعية إلى طريقها الصحيح.
النساء هن دوماً المخلصات
النساء بين 25 و55 عاماً، هن الأكثر وفاء لتلك اللعبة السكرية. أمهات، عاملات، مديرات، يمضين ساعات طويلة من النهار والليل يلعبن بسكاكر لا تؤذي بوحداتها الحرارية، وهي تعطيهن لذة مميزة تترافق مع صوت رجل جذاب يكافئهن بعبارات مثل sweet و delicious، كلما أحرزن النقاط بلمساتهن الدقيقة. صوت ذلك الرجل هو إدمانٌ بحد ذاته، يهمس عبارات لذيذة كأنها مخصصة للمرأة التي تلتقطه بين يديها، في خلفية موسيقية ساحرة، تجتذب الفرد على اللعب لساعات طويلة دون أن يدرك ذلك، فاصلاً نفسه كلياً عن البيئة التي تحيط به.
إذا كنت مدمناً على Candy Crush، أنت تفهم ما نعنيه. ربما قد حان الوقت لأن نمحي اللعبة من هواتفنا، إذا لم تقنعني بعكس ذلك… أما إن كنت لم تجرّب بعد شعور Candy Crush، فلا تفعل، لأنك ستنتهي معنا في إحدى المراكز العلاجية على إدمانها.



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard