تدق الساعة ويحين موعد العد التنازلي لتخريج الطلبة من الجامعة الأمريكية في دبي. وحسب تقاليدها يتم استضافة متحدث رسمي ليلقي خطاباً حماسياً على مسامع الخريجين والأهالي وآلالاف المشاهدين حول العالم.
يصادف هذا العام موعد تخريج الدفعة العشرين للجامعة. ولأن الرقم مميز وما يحدث في العالم من أحداث هو مميز كذلك، أعلنت الجامعة عن استضافتها لمتحدث يتناسب مع المناسبة، واختارت دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسات ترامب.
جاء هذا الخبر مفاجأة لطلبة الجامعة الذين أبدوا استياءهم من الضيف واعتراضهم عليه كمتحدث رسمي في حفل تخرجهم.
مقاطعة المتحدث
تفاوتت ردود أفعال الطلاب، والتي عبروا عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. فهناك من طالب باستبداله بمتحدث عربي، لحضور العديد من الشخصيات العربية التي أحدثت تغييراً في العالم. وآخرون اقترحوا مقاطعته إما بعدم مصافحته، أو عدم التصفيق له بعد انتهائه من خطابه، أو الهتاف الغاضب عند ذكر اسمه. بالإضافة لمجموعة من الطلاب الذين قرروا مقاطعة التخرج وعدم الذهاب إليه أصلاً. فيما حاولت مجموعة ثانية حشد عدد كاف من الطلبة لإقامة تخرج غير رسمي ومنفصل عن الجامعة واستضافة متحدث رسمي آخر. التزمت إدارة الجامعة والأساتذة بالتحفظ عن ذكر آرائهم بالنسبة للموضوع أو تبرير الأمر للطلبة الغاضبين، واستمر الطلبة بالاحتجاج الكلامي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك رداً على تصريحات ترامب الأب العنصرية. وقد علق أحد الطلبة بأن "دونالد ترامب الابن سيتحدث حول نشأته في أسرة غنية، وكيف كان مدللاً إلى أن أعطاه أبوه عملاً في شركته." وآخر قال بأن "ابن الشيطان سيأتي لحفل التخرج."اليوم المنشود
جاء اليوم المنشود وترقب الجميع ردات الفعل. لم يتغيب أي فرد عن التخرج الرسمي، ولا حتى المطالبون بالمقاطعة. وعندما اعتلى ترامب الابن المنصة تحدث بداية عن أهمية الحلم، ونبّه الخريجين إلى ألا يسمحوا لرؤية أي فرد في هذا العالم بأن تقف بطريق أحلامهم. وتحدث حول أهمية الفترة المقبلة بالنسبة للخريجين في تحديد هوية مسار حياتهم، فهذه فترة تجربة ليرتكب فيها الشخص أخطاءً يتعلم منها مستقبلاً، لأن الخطأ يليه وقت كاف لتصحيحه والتعافي من آثاره. وشدد على أهمية أن لا ينسى الفرد الاستمتاع بالحياة، لأنه لا يوجد زر للرجوع إلى الوراء أو الإعادة. وتطرق إلى تجربته الخاصة في اختيار مساره بعد التخرج، حيث قرر العمل ساقي مشروبات في حانة ولم يكن إقناع والده سهلاً، لكنه أصر على تجربة العمل في ما يراه هواية له. واقتصر رد فعل الطلبة على تصوير المتحدث الرسمي وإرفاق بعض التعليقات السلبية معه كالوجه الغاضب. وامتنع البعض أيضاً عن التصفيق بعد انتهائه من خطابه وسط استغراب العديد من عدم حدوث ردة فعل أكبر من ذلك، خاصة بعد البلبلة التي أثارها الطلبة بخصوص مقاطعة قدومه. كما أن معظم الطلبة قاموا بمصافحته عند تسلم شهاداتهم. وقد علقت إحدى الطالبات رافضة ذكر اسمها قائلة لرصيف22: "جعل كلمته منصة ليروج لسياسة والده"، وأضافت أن كلامه لم يلهمها بتاتاً.طلاب الجامعة الأمريكية في دبي: لماذا اخترتم ابن دونالد ترامب لكي يخاطبنا في يوم تخرجنا؟
"جعل كلمته منصة ليروج لسياسة والده"... عن اختيار الجامعة الأمريكية في دبي لدونالد ترامب الابن كمتحدث التخرجفيما قالت تالا حمداني (19 عاماً) أن شخصية ترامب الابن لم تكن ملهمة بما فيه الكفاية كي يتم استضافته إلى حفل التخرج. ورأت أن ما تحدث عنه كان ذا فائدة في بعض الأوقات، إلا أن هذا لا ينفي أنه لم يقم بأمور عظيمة في حياته تستدعي أن يتحدث إلى الطلبة.
إفطار الانتخابات
وكانت الجامعة قد نظمت قبل أشهر قليلة من التخرج إفطاراً في نوفمبر2016 للطلبة كي يواكبوا حدث الانتخابات الأمريكية مباشرة، حيث عُلّقت شاشات تلفاز في إحدى قاعات الجامعة، واستضافت ممثلين من القنصلية الأمريكية للتعرف عن قرب عن توقعات الطلبة لرابح الانتخابات: دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون. كما وضعت الجامعة صندوقاً للتصويت لجعل الطلبة يعيشون أجواء الانتخابات، وإن لم يحملوا الجواز الأمريكي. وفي ذاك الوقت، أيد معظم الطلبة وأساتذة الجامعة المرشحة كلينتون. إلا أن النتائج كانت مغايرة لتوقعاتهم، مما سبب امتعاض الكثيرين من النتائج. امتعاضهم هذا لم يأخد شكلاً جدياً كمظاهرات أو احتجاجات إذ لا يوجد في الجامعة أي أحزاب أو نواد للسياسة، ولم يزد عن مقالات كُتبت من أجل أغراض دراسية في قسم الصحافة.موقع إستراتيجي
يذكر أن الجامعة الأمريكية في دبي تأسست عام 1995، وهي مؤسسة خاصة تقدم التعليم الجامعي للطلبة من جميع أنحاء العالم لمن استوفى الشروط الأكاديمية للقبول. رئيسها هو د. لانس ديماسي الأمريكي من أصل إيطالي، ونائبه وزير التربية والتعليم السابق في لبنان د. إلياس بو صعب. وجود الجامعة في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في دولة الإمارات العربية المتحدة يجعلها مقصداً للطلبة من جميع الجنسيات والأعراق. كما يعد موقعها إستراتيجياً، فهي قريبة من مدينة دبي للإعلام وتتوسط العديد من المؤسسات الإعلامية كتلفزيون العربية وصحيفة الشرق الأوسط، بالإضافة لقربها من شركات عالمية كمايكروسوفت وديل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومينأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com