بقدر ما كانت ومازالت الإدارة الأمريكية حريصةً على معرفة كل شيء عن العالم العربي وبقدر إمتلاكها معلومات عن المنطقة تفوق حتى تلك التي يملكها أبناؤها، فإن الشعب الأمريكي مازال بالكاد يعرف موقع العالم العربي على الخارطة.
ثمانية من كل عشرة أمريكيين في العام 2017 لا يستطيعون تمييز موقع المنطقة على خارطة العالم، وفقاً لنتائج المسح الذي نشره موقع Arab News، بالتعاون مع شركة You Gov المتخصصة باستطلاعات الرأي.
أجرت You Gov الاستطلاع على الإنترنت مع عينة من 2,057 مواطن أمريكي يعيشون في الولايات المتحدة. وكانت العينة ممثلة من حيث نوع الجنس والعمر والعرق والتعليم بهامش خطأ إجمالي بنسبة 2.2 %.
وشمل المسح 24 سؤالاً، تمحورت حول السلوكيات المتعلقة بالأخبار، والثقة في منصات الإعلام المختلفة، والاهتمام بالأخبار المتعلقة بالعالم العربي، ومعرفتهم بالمنطقة والاهتمام بزيارة هذا الجزء من العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، طرحت أسئلة عن صعود الإسلاموفوبيا، وعن آرائهم حول العرب الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة، ومعرفتهم بالتحالف الدولي ضد الإرهاب والبلدان التي كانت ضحية لهجمات داعش والدور المتصور لوسائل الإعلام في إبراز صورة حقيقية للعالم العربي.
خُمس الأمريكيين يعتقدون أن مدينة علاء الدين الخيالية جزء حقيقي من العالم العربي
30 % من الأمريكيين لا يرغبون نهائياً في معرفة أية معلومات عن الدول العربيةتكشف نتائج الاستطلاع، الذي أجري منتصف شهر مارس الماضي، عن أن معظم الأمريكيين لديهم معرفة ضئيلة جداً بالعالم العربي، في مقابل رغبة في المزيد من التغطية الإعلامية للمنطقة للتعرف عليها أكثر. فقد اعترف 65% من المجيبين بأنهم لا يعرفون إلا القليل عن العالم العربي، في حين قال 30% أنهم غير مهتمين بفهم ما يحدث في المنطقة ولا يرغبون نهائياً في معرفة أي معلومات عنها. وكشف أكثر من ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم أنهم لم يفكروا في السفر إلى العالم العربي، في حين يعتقد 39% من عينة المسح أن المنطقة مليئة بالأخطار. ويبدو أن ذلك يعود إلى هيمنة أخبار الحروب والصراعات والهجمات الإرهابية على نشرات وسائل الإعلام المحلية الأمريكية المتعلقة بالمنطقة العربية. وجاءت المملكة العربية السعودية كأكثر الدول العربية تم التعرف عليها بنسبة 84% من المستطلعة آراؤهم فيما حل العراق ثانياً بـ81%. وأكثر البلدان العربية التي تعرف عليها الأمريكيون هي البلدان التي تعيش حروباً وصراعات كسوريا واليمن وليبيا، من خلال المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام الأمريكية، أو دول الخليج كالسعودية والكويت من خلال العلاقات الاقتصادية وبما تشكله من سوق للكفاءات الأمريكية في المجالات العلمية والهندسة والإقتصاد.
مدينة علاء الدين الخيالية
تبدو نتائج الاستطلاع متوقعة، على الرغم من أنها كشف تدني مستوى الوعي لدى المواطن الأمريكي في علاقة بمنطقة لها تاريخ وحضور طاغيان في مشهد الأحداث الدولية، لكن الطريف في النتائج التي كشف عنها الاستطلاع هو اعتقاد 38% من المستطلعة آراؤهم الجازم بأن مدينة علاء الدين الخيالية هي مكان حقيقي وجزء من العالم العربي، بل ويذهبون بعيداً إلى الشعور بالسعادة في حال حظرت الحكومة الأمريكية سفر مواطني هذه المدينة إلى الولايات المتحدة لما يشكلونه من تهديد. وليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها مثل هذا الاعتقاد العجيب لدى الأمريكيين. في ديسمبر 2015 وقبل الانتخابات الأمريكية بعام كامل، أيد ثلث الناخبين في الحزب الجمهوري الأميركي تدمير مدينة "عقربا"، المدينة العربية الخيالية في فيلم "علاء الدين" الذي أنتجته شركة الإنتاج السينمائي الأميركية والت ديزني العام 1992 والمستوحى من قصة علاء الدين والفانوس السحري في قصص ألف ليلة وليلة. ويكشف هذا مدى تأثير السينما في تشكيل صورة العرب في ذهنية المواطن الأمريكي وكذلك الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المحلية. إذ يكشف الاستطلاع عن أن ثمانية من بين عشرة من المستجيبين يتابعون الأخبار الدولية، ولكن 24 % فقط منهم يتابعون أخبار العالم العربي. لكن نصف المشاركين قالوا إنهم يعتقدون أن وسائل الإعلام الأمريكية لا توفر تغطية كافية للمنطقة.أراء إيجابية حول الهجرة
على الرغم من أن قطاعاً عريضاً من الأمريكيين يعتقدون بوجود أخطار تهدد بلدهم قادمة من العالم العربي، بسبب الصورة السلبية وغير الموضوعية التي تبثها لهم وسائل الإعلام، فإن مواقفهم من مسألة الهجرة جاءت إيجابيةً. فوفقاً لنتائج الاستطلاع فإن 63% من العينة يعتقدون بأن المهاجرين العرب بذلوا جهوداً للاندماج في المجتمعات الأمريكية. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد وقع في بداية شهر مارس الماضي أمراً تنفيذياً حول حظر سفر مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد تعطيل القضاء لمحاولته الأولى، التي أثارت جدلاً. والأمر التنفيذي الجديد استثنى العراق الذي ورد في القرار السابق، وأبقى على الدول الست الأخرى، وهي إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن. ويبدو أن عزوف المواطن الأمريكي عن متابعة أخبار الدول العربية، لانشغاله في الشأن المحلي، وكذلك ضعف التغطية التي تقدمها وسائل الإعلام المحلية للمنطقة بتركيزها فقط على أخبار الصراعات والإرهاب ساهما في تعميق الفجوة بين المواطنين الأمريكيين والعالم العربي، حتى وصل بهم الأمر إلى الرغبة في تدمير مدينة علاء الدين الخيالية. وقال ستيفان شكسبير، الرئيس التنفيذي لشركة You Gov التي أجرت الاستطلاع، إن المواطنين الأمريكيين لهم رغبة في معرفة المزيد عن الشرق الأوسط. مشيراً إلى أن حوالي ثلث المستطلعين أعربوا عن رغبتهم في رؤية المزيد من التغطية الإعلامية حول الجوانب الاجتماعية والثقافية والعلمية في المنطقة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.