تنفق الأسر المصرية مليارات الجنيهات سنوياً على الدروس الخصوصية، وبحسب بحث الدخل والإنفاق والإستهلاك لعام 2015 الذي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد بلغت نسبة الإنفاق السنوى للأسرة المصرية على الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية 39.4% من إجمالى الإنفاق على التعليم عام 2015.
وتنتشر الدروس الخصوصية في مراحل التعليم الأساسي والمرحلة الجامعية على حد سواء، ولكن هل يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تنقذ جيوب الأسر المصرية المنهوبة؟
المنظومة ضد التكنولوجي
لا يخفي إسلام الطالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، بعد كليته عن مواكبة التطور التكنولوجي ويشرح ذلك بأن كل دكتور يشترط عليهم شراء كتابه المطبوع، وهناك درجات يتم خصمها من المادة إذا امتنعوا عن شراء الكتاب. ويضيف إسلام لرصيف 22:" بالتأكيد سيحاربون أي فكرة تفيد الطلاب وتكون بديلة عن شراء الكتب، فإذا تم إنشاء تطبيق حاسوبي أو هاتفي للكلية فسيخدم آلاف الطلاب، وسيوفر مصاريف باهظة ننفقها على شراء ملخصات ودروس جاهزة تباع أمام الجامعة، فنحن لا نستفيد من حضور المحاضرات".كيف تهزم التكنولوجيا غول الدروس الخصوصية في مصر؟
لماذا تأخرت مصر في السير نحو التعليم الرقمي؟لكن من وجهة نظر إسلام، فإن الجامعة لن تتحمس لإيجاد هذا التطبيق، مشيراً إلى أنه التحق بمركز تعليمي يوفر دروساً خصوصية عن طريق أحد المعيدين بالكلية، والهدف من لجوئه لذلك هو وجود مصدر موثوق به يقدم المحاضرات والأجزاء المهمة من المنهج ويحصل من خلاله على امتحانات سابقة حتى يدرب نفسه عن طريق حلها.
تجربة ناجحة!
في محاولة لمواجهة غول الدروس الخصوصية، أطلقت مجموعة من الشباب المصري تطبيقاً جديداً للهواتف الذكية يحمل اسم "الدفعة" يهدف لمساعدة طلاب كلية طب الأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في سبيل أن تنقذهم التكنولوجيا من نظام تعليم يقتل فيهم الإبداع لمصلحة الحفظ والتلقين. درس الشاب مروان ممدوح هندسة الاتصالات بجامعة القاهرة، قبل أن يقرر التخلي عنها بعد ثلاثة سنوات لينتقل إلى دراسة طب الأسنان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. لكن في التجربة الجديدة لم ينس دراسته لهندسة الاتصالات فقرر أن يدمج بين الاثنين، طب الأسنان والتكنولوجيا، فعرض على مجموعة من زملائه أن يطلقوا تطبيقاً يهدف لمساعدة طلاب الكلية. يقول مروان: "حين التحقت بكلية طب الأنسان شعرت ببعض الفوضى. المحاضرات يتناقلها الطلاب على مجموعة خاصة على الفيسبوك لكن دون نظام. تضيع الملاحظات المهمة ولا يمكنك أن تجدها بسهولة. بعد ذلك، فكرت في إطلاق تطبيق "الدفعة" ليتمكن كل الطلاب من تحميله مجاناً ومن ثم يجدون عليه المحاضرات وكافة الملاحظات والشرح والفيديوهات المهمة بطريقة منظمة وسهلة في أي وقت ومن أي مكان". تطوع مع مروان خمسة من زملائه. تحمسوا للفكرة وأنفقوا عليها من مصروفهم الشخصي حتى خرجت إلى النور في العام 2016، وباتت لكل واحد من الفريق مهمة، فهذا يجهز المادة العلمية، وهذا يراجعها، وذلك يسوق للفكرة وهكذا. حقق التطبيق نجاحاً بين طلاب الكلية. كما تم إطلاق خدمة الفيديوهات التفاعلية ليشاهد الطالب وهو في بيته ممسكاً هاتفه الجوال أحد زملائه يشرح له أي جزء غير واضح في المنهج، وزاد عدد المتطوعين في التطبيق ليصل إلى 15 فرداً. كما وصل عدد من قاموا بإنشاء حسابات عليه إلى أكثر من 1000 طالب. وبات متاحاً على متجر الأندرويد والـ ios. ويشير مروان إلى أن نجاح الفكرة جعل بعض طلاب الكليات الأخرى في الجامعة يتواصلون معهم ويطلبون خبرتهم لمساعدتهم في إنشاء تطبيق خاص بكلياتهم، ومنهم طلاب كلية الطب. مضيفاً أن الفائدة من هذا النوع من التطبيقات يمكن أن تتعدى الطلاب وتصل للمجتمع كله، حيث يمكن لمن لم يلتحق بالكلية بسبب ظروف قد تختلف من شخص لآخر أن يدرس من خلال هذه التطبيقات عن بعد، دون الحصول على شهادة رسمية، وهناك فائدة بيئية مهمة وهي أنه سيتم توفير المذكرات المطبوعة التي تحوي الدروس والملخصات والتي تباع في المكتبات.تجاهل التطبيقات
يرى المبرمج المصري محمود علاء أن الدولة المصرية بشكل عام لا تتعامل بجدية مع التكنولوجيا وليس الجامعات وحدها. ويقول علاء لرصيف22:"أتعجب أكثر من أن كليات متخصصة في التكنولوجيا مثل الحاسبات والمعلومات وهندسة الاتصالات وغيرها من التخصصات، لا توجد فيها تطبيقات مفيدة، لماذا لا تكون مثلاً مشاريع التخرج النهائية لطلاب تلك الكليات هي تطبيقات تفيد باقي زملائهم؟" ومن وجهة نظر المبرمج الشاب، فإن التطبيقات قادرة على أن تكون معيناً حقيقياً للطلاب في فهم كل المناهج وفي الوقت نفسه تشكل استخداماً إيجابياً للهواتف. ففي كل الحالات، هناك جيل كامل أصبح مدمناً للتكنولوجيا. وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن النسبة الأكبر من المصريين تدخل للإنترنت من الهواتف وخصوصاً جيل الشباب، والأزمة الأكبر أنه حتى حين يتم عمل تطبيق مميز يكون هناك مشكلة في تسويقه، وبالتالي لا يصل للمستخدم المستهدف". يرى علاء أن صناعة التطبيقات حققت نجاحات كبيرة في المجالات التجارية، فتطبيق مثل "أوليكس" يستخدمه ملايين المصريين بهدف بيع وشراء منتجات مستعملة على الإنترنت، إلى جانب تطبيقات طلب الطعام السريع أو طلب سيارات أجرة. لكن حتى الآن لم تأخذ التطبيقات التعليمية حقها رغم أنها من الناحية الاقتصادية ستوفر مليارات الجنيهات التي يتم انفاقها على طباعة الكتب الدراسية، إذ تنفق الحكومة مليار ومئتي جنيه على طباعة الكتب سنوياً بحسب تصريحات لوزير التعليم، إلى جانب أنها ستوفر ملايين من الجنيهات تنفقها الأسر المصرية على الدروس الخصوصية.البداية من جامعة القاهرة؟
يقول الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة ستطبق من العام المقبل فكرة الكتاب الإلكتروني. ويشرح نصار لرصيف 22: "سيتم توفير أجهزة لوحية للطلاب بالتقسيط المريح، وسنبدأ باستبدال الكتب المطبوعة بنسخ إلكترونية، والهدف أن نستفيد من التكنولوجيا ونجعلها في خدمة الطلاب وفي الوقت نفسه لتقليل نفقات شراء الكتب على الطلاب، كما أن وجود جهاز لوحي مع كل طالب سيجعل فرصة إنشاء تطبيقات مفيدة للطلاب فكرة عملية وممكنة". وبحسب نصار، فإنه من المتوقع أن يستفيد من هذه الخطوة 100 ألف طالب كمرحلة أولى. ثم يزيد العدد مع زيادة الكليات التي سيتم تنفيذ الفكرة فيها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع