أطلقت إمارة دبي هذا الأسبوع أول مهرجان للفن الثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط ضمن سعيها للتحول إلى "متحف مفتوح"، وذلك بمشاركة عدد من أشهر ممارسي هذا الفن في العالم، لاسيما مخترعه الأميركي كيرت وينر Kurt Wenner.
ومنذ يوم الأحد، عمل الفنانون على وضع أعمالهم الثلاثية الأبعاد بالطبشور أو الطلاء على الأرض، وذلك في منطقة سياحية على شاطئ الإمارة، فيما توافد الآلاف من السكان لمشاهدة الأعمال والتقاط صور لهم داخل الأعمال، بما يعطي انطباعاً بأنهم جزء من المشهد المصور.
وينظم المهرجان الذي أطلق عليه اسم "دبي كانفاس" Dubai Canvas ويستمر حتى السبت، ضمن مبادرة "براند دبي" Brand Dubai التابعة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وذلك بهدف تحقيق الرؤية التي أطلقها حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل مدينته إلى "متحف في الهواء الطلق".
وبدأت براند دبي منذ أشهر باستقدام الفنون إلى أماكن غير تقليدية، كمواقف السيارات تحت الأرض ومستوعبات الشحن والطرقات. ومن المتوقع أن تحول المبادرة مواقع أخرى مثل الجسور ومحطات القطارات المختلفة إلى أعمال فنية.
تقول مديرة إدارة الاتصال والابداع في المكتب الإعلامي لحكومة دبي نورة العبار "لقد حرص سموه (الشيخ محمد) على أن يتوجه لجميع الجهات والفنانين الموجودين في الإمارات وأن يطلب منهم تحويل دبي إلى متحف في الهواء الطلق".
وطغت أجواء احتفالية على منطقة مهرجان "دبي كانفاس" مع انتشار الفنانين والموسيقيين ومؤدي مختلف أنواع الفنون في الممرات التي تنظم فيها الفعالية. يقول عمر عدي، وهو سوري مقيم في دولة الإمارات أن المهرجان شكل "فرصة رائعة للفنانين لعرض فنهم، وللتعرف على الفن الثلاثي الأبعاد الذي لم نعتد عليه في الشرق الاوسط".
وركزت أعمال الفنانين الذين دعتهم إدارة المهرجان من الولايات المتحدة والمكسيك والبيرو وإيطاليا ودول أخرى، لاسيما دول عربية، على عناصر من الثقافة المحلية، مثل صيد اللؤلؤ والصقور والصحراء والعمارة العربية. يقول الفنان الإيطالي "كوبو ليكويدو" من أمام عمله الذي يحاكي سقوط لؤلؤة في حوض مائي، مع انعكاس لمدينة دبي على الماء "إن تجربتي في المهرجان كانت جيدة جداً لأني عملت مع زملائي الأكثر شهرة... لقد دعا هذا المهرجان أشهر فناني الفن الثلاثي الأبعاد في العالم". يعتبر ليكويدو أن هذا الفن الجديد يلقى رواجاً في سائر أنحاء العالم، وقد استفاد بشكل خاص من وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد اخترع هذا الفن في الأساس الفنان الأميركي كيرت وينر، الذي تحظى أعماله بشهرة منقطعة النظير بين زملائه. وقدم وينر أعمالاً جديدة في المهرجان، بينها رسم بالطبشور لسفينة إماراتية تقليدية تبدو خلفها مدينة دبي الحديثة. ويمكن لزوار المهرجان التقاط صورة لهم فوق الرسم تعطي انطباعاً بأنهم فعلاً على متن السفينة.
يقول وينر "من المؤكد أنه يوجد رؤية خلف هذه المدينة... إنها مدينة تم تصميمها بكل تفاصيلها وأنا أوافق على هذه الفكرة كمصمم، وأعتقد أن ذلك يقود لحياة أفضل". إلا أنه يعتبر أن رؤية دبي كانت معمارية بشكل أساسي، وهي تحاول الآن أن تدمج البعد الفني. ويضيف "أنا متحمس جداً لكوني هنا في هذا الوقت لأنني أعتقد أن دبي في طور اتخاذ قرار في هذا الإتجاه ومن الرائع أن أساهم في دعم هذا التوجه".
وتحولت دبي التي لا تحوي إلا القليل من النفط على عكس جارتها أبوظبي، على مدى السنوات الماضية إلى مركز رئيسي للمال والأعمال والنقل والسياحة في الشرق الاوسط. وفي ظل الفورة، بدا وكأن التنمية العمرانية والاقتصادية تطغى على باقي الأبعاد في المجتمع، لاسيما الثقافة. لكن أطلقت دبي في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي هزتها في 2009 مشروع دار للأوبرا، فيما تزدهر فيها أيضاً المبادرات غير الحكومية في مجال الفنون.
تصوير باميلا كسرواني
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...