عرفت الشاشة الفضية ممثلات أدّين دور الأم الطيبة على مدى سنوات، ككريمة مختار وأمينة رزق. لكنها عرفت أيضاً سيدات لعبن دور الأم القاسية، فالتصقت بهن هذه الصفة لدى المشاهد.
من هن أشهر الأمهات الشريرات؟ وما هي الأدوار الحقيقية التي لعبنها في حياتهن الشخصية؟
علوية جميل
لم يختلف أداء علوية جميل لدور الأم في أغلب أفلامها. رأيناها أماً قوية الشكيمة وصعبة المراس غالباً ما ترفض حبيبة ابنها أو حبيب ابنتها وتكون الحماة ذات الشخصية الحادة. كانت جميل أم الممثل حسن يوسف في فيلم "التلميذة"، وأوقعت بينه وبين حبيبته التي لعبت دورها شادية. وكانت عصمت هانم، الزوجة المتعنتة المحافظة في فيلم "مفيش تفاهم"، فتمنع زوجها العجوز حسين رياض من ارتياد المقهى ولعب الطاولة مع أقرانه، كما ترفض زواج ابنتها سعاد حسني من حبيبها الشاب حسن يوسف خلف الشاشة، وعلى عكس الأدوار الخالية من العواطف، كانت جميل زوجة لمحمود المليجي، بحسب موقع المصري اليوم، وعاشت معه حياة زوجية هادئة لم ينجبا خلالها الأطفال لكنها أنجبت أبناءً من زواج سابق. وقد اعتزلت السينما عام 1964 كي تتفرغ لحياتها معه حتى وفاته عام 1983.نبع الحنان الشريرة... أمهات الدراما المحذوفات من عيد الأم
دولت أبيض
هي أم الفنانة ماجدة في فيلم "المراهقات". تسمح للابن بما لا تسمح به للابنة، تجسيداً للفكر المجتمعي العربي ذي المعايير المزدوجة. فحينما تعرف الشخصية التي لعبت دولت أبيض دورها أن ابنها لن يذهب للاستذكار مع زميله كما يدعي، إنما هو في طريقه إلى السينما مع صديقته، تقبل بذلك. لكنها ترفض أن تذهب ابنتها إلى السينما ولو بمفردها أو بصحبة صديقتها. كذلك تبرز قسوة قلبها كأم على الشاشة في فيلم "غرام الأسياد" مع أحمد مظهر وعمر الشريف ولبنى عبد العزيز، وفي فيلم "موعد مع السعادة" مع فاتن حمامة وعماد حمدي. وكان الفنان عزيز عيد قد ضمّها إلى فرقته المسرحية، وانتقلت منها إلى فرقة نجيب الريحاني ثم إلى فرقة جورج أبيض، حتى تزوجا. لُقبت بكونتيسة المسرح، وكان اسمها الأصلي "دولت حبيب بطرس"، غيرته لتحمل اسم زوجها، صاحب الفرقة المسرحية الأشهر في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. وقد ذكر موقع مصراوي أنهما أسسا معاً دار سينما "الهونولولو" التي أكلتها النيران في حريق القاهرة في يناير 1952.ماري منيب
هي أشهر أم شريرة في تاريخ السينما المصرية، إذ كانت حماة فظة لزوج ابنتها كما كانت في "حماتي ملاك" و"الحموات الفاتنات" و"حماتي قنبلة ذرية"، وغيرها من الأفلام التي تعرضت لشخصية الأم التي تحب ابنتها بشكل مبالغ فيه ومن ثم تضطهد زوج الابنة أيضاً بشكل مبالغ فيه. ورغم قدرتها على التفريق بين أبنائها وأزواجهم، فإن منيب لا تفتقر إطلاقًا لخفة الظل التي عرفت بها في أدوارها الكوميدية. حملت ماري سليم حبيب اسم عائلة زوجها الممثل الكوميدي فوزي منيب، وأصبح هو اسم شهرتها فنياً حتى بعد طلاقها منه وزواجها من المحامي فهمي عبد السلام. قدمت منيب خلال 35 عاماً نحو 100 فيلم و 25 عملًا مسرحيًا، غالبيتها مع فرقة نجيب الريحاني.نجمة إبراهيم
بخلاف ارتباطها بأدوار الشر من خلال تأديتها شخصية "ريا" شقيقة "سكينة"، الثنائي الأشهر في تاريخ القتل في مصر، وهما السيدتان اللتان خطفتا نساء الإسكندرية وقامتا بقتلهن، عُرفت نجمة إبراهيم أيضاً بدور الأم الشريرة. وحين ظهرت على الشاشة كأم، رأيناها في فيلم "اليتيمتين" والدة فاخر فاخر، الشحاذة التي تؤوي في بيتها مجموعة من المتسولين والشحاذين وبائعي أوراق اليانصيب، وضمَّت إليهم خلال أحداث الفيلم فاتن حمامة، الكفيفة التي تاهت في القاهرة لدى البحث عن أختها. وعلى الرغم من الشر المطبوع على وجهها لدى تكرار تلك النوعية من الأدوار، فإن إبراهيم كانت "تخاف من خيالها" كما نشر موقع "المصري اليوم"، وكانت تستاء من نفسها حين تشاهد عروض أفلامها. وعلى الرغم من أنها قدمت أكثر من 50 عملًا سينمائيًا، فإن الجمهور ارتبط بها وخاف منها كـ "ريا" المجرمة القاتلة.نعيمة الصغير
إذا سألت أي شاب مصري في الثلاثين من عمره، من هي أمنا الغولة التي تتشكل في ذاكرتك منذ الطفولة؟ لن يذكر اسماً سواها: أمنا الغولة، في فيلم "العفاريت": نعيمة الصغير. لم تكن أم الأطفال الذين تختطفهم وتحتجزهم وتجبرهم على العمل في التسول في الفيلم الذي لعب بطولته عمرو دياب، لكنها كانت مثالاً للعقاب الشديد المتمثل في الحرق والضرب والحبس والتعذيب. فكانت أمنا الغولة لأطفال الفيلم ولجيل بأكمله. هنالك دور آخر لأم فظة لعبته كي تخيف الكبار، وليس الأطفال. فأدت الصغير دور نازلة، الحماة والأم الشديدة القسوة تجاه زوج ابنتها محمود عبد العزيز في فيلم "الشقة من حق الزوجة"، حتى تسببت بتطليق الزوجين. وكانت الجملة الضاحكة التي يشير بها محمود عبد العزيز إلى حماته "أنا شامم ريحة نازلة في الموضوع، هي الريحة يا كريمة". وربما لن يقتنع الجمهور الذي عاصرها كأم شريرة وقوية الشكيمة بأنها كانت قبل ذلك مونولوجست. وقد أدت شخصيتها الحقيقية، المونولوجست نعيمة الصغير، في أحد أفلام المخرج المصري يوسف شاهين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...