عشر ثوان فقط، كانت الزمن الفاصل بين الإبقاء على كأس الاتحاد الإفريقي في استاد القاهرة الدولي، أو نقله مسافة سبعة آلاف كيلومتر إلى ساحل العاج.
خسر النادي الأهلي في مبارة الذهاب أمام سيوي سبور (2-1)، وعلى مدار 97 دقيقة إياباً، فشل في تسجيل هدف يضمن لمصر لقبها الأول في كأس الاتحاد. إلا أن عماد متعب كان له رأي آخر، وخاض سباقاً ضد الساعة، وضد صافرة الحكم، ليسجل هدفاً قاتلاً، ويحول الكوابيس إلى أحلام وردية، في لحظات ترفع الأدرينالين إلى أعلى مستوياته، وتؤكد أنها الأجمل في عالم الساحرة المستديرة.
ولأن هدف متعب يُعدّ واحداً من عشرات الأهداف القاتلة في الألفية الثالثة، نستعرض ههنا أبرزها.
استثناء وحيد، لا يمكن المرور بدون الإشارة إليه، هو نهائي دوري أبطال أوروبا المجنون عام 1999. ثلاث دقائق هي الوقت بدل الضائع الذي كان يفصل بايرن ميونخ عن التتويج باللقب، لكن السير أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد، زجّ بالبديلين شرينغهام Sheringham وسولسكيار Solskjaer، فنجح الأول في تسجيل هدف التعادل، والثاني هدف الفوز خلال 100 ثانية جعلت الألمان يقفون مذهولين أمام المعجزة التي حصلت على حسابهم.
في العام 2000، قلب بديلان آخران الموازين، ففي نهائي اليورو تقدمت إيطاليا على فرنسا بهدف ديلفيكيو Delvecchio، قبل أن يعدل ويلتورد Wiltord النتيجة في الدقيقة القاتلة (90)، ويقضي تريزيغه Trezeguet على الآمال الإيطالية في الشوط الإضافي بهدف ثان.
احتاج برشلونة في المباراة الأخيرة من الدوري الإسباني 2001، إلى الإعجاز البرازيلي للتأهّل إلى دوري الأبطال. التعادل كان يكفي فالنسيا ولا شيء إلا الفوز كان كفيلاً بأن يؤهل البارسا، إلى أن خَطَف ريفالدو الفوز بهدف خرافي ثالث له ولفريقه في الدقيقة 89.
تأخر الإنكليز الذين يحتاجون للتعادل فقط أمام اليونان، بهدفين لهدف في المباراة الأخيرة للتصفيات المؤهلة للمونديال الآسيوي، وقبل نهاية المباراة بثوان معدودة، فجّر ديفيد بيكهام حناجر جماهير الأولدترافود بركلة حرة من مسافة 30 ياردة، صعدت بإنكلترا إلى النهائيات.
خسر مانشستر يونايتد 2-1 أمام بورتو في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال 2004، وفي الإياب تقدم سكولز بهدف كان كفيلاً بالتأهل، لكن كوستينا سجل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة القاتلة، ليكمل مع مدربه مورينيو الطريق إلى الكأس.
خاض المنتخبان الألماني والإيطالي نصف نهائي ملحمي في كأس العالم 2006، وفي الدقيقة 119 حطم غروسو قلوب الألمان بهدف الفوز، قبل أن يتبعه ديل بيرو بهدف ثان بعد الانهيار.
أعاد التركي سميح سينتورك الروح لجماهير بلاده في ربع نهائي يورو 2008 عندما سجل هدف التعادل في مرمى كرواتيا في الثانية الأخيرة تماماً من الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع (122)، بعد أن حقق الكروات هدف التقدم في الدقيقة 119، لتحسم ركلات الجزاء بعد ذلك التأهل لمصلحة الأتراك.
لم تكن سداسية البارسا التاريخية لتتحقق لولا تسديدة إنيستا المجنونة في الثواني الأخيرة أمام تشلسي في إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2009. البارسا الذي تعادل على أرضه بدون أهداف، تلقى هدفاً في الدقيقة التاسعة إياباً، قبل أن يسجل النجم الإسباني هدف التعادل في الدقيقة 93.
خاضت الأرجنتين بقيادة مارادونا تصفيات كارثية قبل مونديال إفريقيا، ومع بقاء جولتين على النهاية، كان التانغو في المركز الخامس الذي يبعده عن التأهل المباشر، فأصبح اللقاء قبل الأخير أمام البيرو مصيرياً. تقدمت الأرجنتين مع بداية الشوط الأول وعادلت البيرو في الدقيقة 89، لكن المخضرم باليرمو أنقذ الأسطورة مارادونا بهدف الفوز الماطر في الثواني الأخيرة (93)، لتحافظ الأرجنتين على آمالها، وتتأهل رابعة بعد فوز أخير على الأورغواي.
في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال القارة السمراء، كان عماد متعب بطل هدف قاتل آخر. المنتخب المصري تقدم في المباراة الأخيرة على نظيره الجزائري بهدف واحد، وكان يحتاج إلى هدف آخر للتساوي بشكل تام مع أسود الصحراء، وهذا ما تطلب الاحتكام لمباراة فاصلة (تأهلت على إثرها الجزائر). كان لمتعب حينذاك شرف تسجيل الهدف في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.
في الجولة الأخيرة من منافسات الدوري الإنكليزي عام 2012، انتهت مباراة مانشستر يونايتد وسندرلاند بفوز الشياطين بهدف وحيد، وبات يفصلهم عن اللقب دقيقة ونصف الدقيقة، لكن الأرجنتيني أغويرو سجل هدفاً قاتلاً أهدى به إلى مانشستر سيتي لقب الدوري الثالث في تاريخه والأول منذ 44 عاماً.
بعد خسارة مريرة أمام تشلسي عام 2012، عاد بايرن ميونخ لنهائي دوري الأبطال مرة أخرى عام 2013، وتعادل بهدف لهدف في اللقاء الألماني الخالص أمام دورتموند، حتى الدقيقة 89 التي شهدت تسجيل روبن لهدف الفوز وإطلاقه رصاصة الرحمة على أبناء المدرب كلوب.
في نهائي دوري الأبطال 2014 حلت إسبانيا بدلاً من ألمانيا بفريقين، فتقدم أتلتيكو مدريد على كبير مدينته الريال بهدف وحيد حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، والتي ستظل عالقة في أذهان جماهير النادي الملكي زمناً طويلاً. سجل سيرجيو راموس في هذه الدقائق هدف التعادل الذي أدى إلى انهيار أتلتيكو وتلقيه ثلاثية في الوقت الإضافي، ضمنت للمرينغي الكأس العاشرة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.