"ابنك باس بنتي"، شكوى قدمتها ولية أمر طفلة بإحدى المدارس الخاصة في مصر، ليأتيها الرد "اللي عنده معزة يربطها". أشعلت هذه الحادثة وسائل التواصل الاجتماعي بجدل حاد يعكس ذكورية فجة وتضخيماً مبالغاً للأمور.
بدأت الواقعة بتسريب رسالة صوتية مسجلة من والدة طفلة في إحدى المدارس الخاصة، تشكو من قيام تلميذ بتقبيل ابنتها، ورفعها شكوى على أسرة الطفل. تلاها تسجيل لرجل يقول بأن ابنه "حر" و"يبوس اللي عايز يبوسها" وأن "اللوم على الطفلة لأنها لو كانت محترمة لما سمحت له بذلك وكانت أخبرت الإدارة بما جرى".
وأوضحت الأم في رسالتها أن الطفل سبق أن ضرب ابنتها مرتين، ولكنها لم تطلب من أشقائها بالمدرسة ذاتها "ضربه"، وأشارت إلى أنها "منتقبة وزوجها ملتحٍ”، ولا يسمحان بتقبيل طفل لابنتهما التي لم تتخطَّ السابعة بعد.
وعلى الرغم من أن ملابسات الواقعة تبدو مختلفة عن ما رُوّج على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد نشر واحدة من أولياء الأمور في المدرسة توضيحاً على فيسبوك ينفي أن يكون التسجيل المنسوب لوالد الطفل حقيقياً.
إلا أن ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل وسائل الإعلام مع الحادثة تستحق التوقف عندها. تنوعت ردود الأفعال بين مواقف غاضبة من تصرف "والد الطفل" المزعوم، وأخرى ساخرة من "مبالغة" والدة الطفلة في "التهويل" وتضخيم الموضوع. وتضمنت التغريدات، عبر هاشتاغات #اللي_عنده_معزه_يربطها، #عبد_الرحمن، و#حوار_المعزة الكثير من النكات، و"نصائح" غريبة بنقل الطفلة من المدرسة “المختلطة”...
قبلة بين طفلين تثير جدلاً حاداً في مصر... ذكورية فجة وتضخيم مبالغ للأمور
انتقاد لأولياء الأمور
غرّد البعض ساخراً من تدني أخلاق الوالد: كما انتقدوا تضخيم الأم للواقعة بكثير من التعليقات الساخرة: واتهم آخرون الوالدين بـ"التطرف"استخفاف وسخرية
تداول كثيرون قراراً (افتراضياً) صادراً عن إدارة المدرسة ويقضي بفصل الذكور عن الإناث: ومال مغرّدون لإطلاق "الإفيهات": مستغلين لقطات شهيرة من الأفلام: وعبارات متداولة في المجتمع: في حين انتقد بعضهم الترويج المبالغ فيه للعبارة "غير اللائقة":انت مع مين؟
وعلى عكس تباهي البعض بإنجاب الذكور: أكد آخرون بأن الواقعة تعكس همجية في التفكير: وبينما انفعل البعض وطالبوا بردود أفعال جذرية كتعليم الفتاة الدفاع عن ذاتها: طالب شبّان بحقهم في "البوس":تضخيم الأمور
تعتبر انتصار السعيد، مديرة مركز حقوق المرأة ومناهضة العنف، أن الأزمة رغم تفاهتها، تعكس الكثير من المغالطات الفكرية والاجتماعية لدى الجانبين، والدة الطفلة ووالد الطفل. وتضيف السعيد لرصيف22: "الأمر لا يستحق الإثارة على وسائل التواصل الاجتماعي، فهو ليس تحرشاً جنسياً، بل مجرد تصرف طفولي عابر بين طفلين في الصف الأول الابتدائي"، مشيرةً إلى أن معالجة الطرفين الخاطئة دفعت لمزيد من التعليقات "المستفزة".فكر عقيم
وتتابع السعيد: "تعرضت الطفلة للضرب مرتين من الطفل ولم تحرك أمها ساكناً، لكن عندما تعلق الأمر "بالشرف" حسبما تظن، ثارت ثائرتها. أما والد الطفل فأخذته العجرفة بإنجابه "الولد" الذي لن يتأثر بأي علاقة نسائية حتى لو كان ناضجاً". وتختم: "الأولى بنا توعية أبنائنا في شأن أجسادهم وضرورة الحفاظ عليها للقضاء على ظاهرة تحرش الكبار بالأطفال بعد انتشارها بشكل مرعب".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.