شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ما هو سعر

ما هو سعر "سندويشة الشاورما" في العالم العربي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 5 يناير 201801:38 م
هل باتت سندويشة الشاورما التي تقبض عليها بيديك لتلتهمها، رفاهية لا يقدر عليها الكثير من سكان العالم العربي الذين يعيشون تحت خط الفقر؟ الوجبة التي ارتبطت بالشارع، وعرفها سكان البلدان العربية، لا سيما أهل بلاد الشام، بعدما دخلت إلى مطبخهم عن طريق تركيا، باتت بعيدة عن نبضه وأفواه فقرائه، في ظل الغلاء الذي تعيشه معظم مدن العالم العربي. فهل مازالت متاحة لعائلة متوسطة الدخل تسكن في عاصمة عربية؟

إجابات مختلفة

اختلفت الإجابات وكذلك الأسعار، بين أقل من نصف دولار في بعض الدول وأكثر من 7 في غيرها. أجرينا اتصالات مع مطاعم متفاوتة المستوى، وسألنا عن تكلفة هذه السندويشة في العواصم العربية، والتي تكون في العادة أكثر من الأسعار المتداولة في القرى والمدن الصغيرة. Shawarma price3Shawarma price3

في سوريا

في سوريا، حيث أرهقت الحرب سكان المدن خلال السنوات الـ5 الأخيرة، بلغ متوسط دخل الفرد الشهري 40 دولاراً. لذا فإن مواطنين كثر يعتبرون ثمن سندويشة الشاورما باهظ، على الرغم من أن متوسط سعرها في العاصمة هو 0.7 دولار. وترى خلود الموسفي (30 عاماً)، والتي تسكن في دمشق وتعمل في التمثيل المسرحي، أن أسعار الشاورما تضاعفت لقرابة عشر أضعاف سعرها الأصلي، شأنها شأن معظم السلع والأشياء في سوريا. فهي تُباع اليوم بـحوالي 350 ليرة سورية بعدما كان سعرها 35ليرة، قبل بداية الحرب. وقد تبدل سعر صرف الدولار، والذي يساوي520 ليرة، في حين كان يساوي قبل الحرب50 ليرة سورية. وتعتقد الموسفي بأن الأوضاع الحالية التي يمر بها المواطن السوري من حروب ودمار إلى جانب غلاء المعيشة يحرم معظم أهالي الطبقة الوسطى من الترفيه بشكل عام، ومن تناول الشاورما ولو لمرة واحدة في الشهر، خاصة إذا تجاوز عدد أفراد الأسرة 4 أشخاص. وقد خلص تقرير أعدته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا التابعة للأمم المتحدة "الاسكوا" وجامعة سانت أندروز قبل قرابة عام، أن نحو 83.4 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما احتاج حوالي 13.5 مليون نسمة إلى معونات إنسانية في نهاية 2015.
هل مازال المواطن العربي قادراً على تناول سندويشة الشاورما؟

في لبنان

في بيروت يبلغ متوسط سعر سندويشة الشاورما حوالي 4 آلاف ليرة لبنانية أو ما يعادل 2.7 دولار، ويمكن أن يرتفع السعر في بعض المطاعم باهظة الثمن. ويرى عبد الرحمن عرابي (27عاماً)، والذي يعمل مراسلاً صحفياً في مدينة بيروت، أن أسعار سندويشة الشاورما مرتفعة بعض الشيء، ويزيد حجمها الصغير في غلائها. حيث يحتاج الشخص لأكل أكثر من واحدة لكي يشبع. وفي تقديرات أشار إليها البنك الدولي بداية العام الماضي، يعيش 40% من اللبنانيين تحت خط الفقر، في حين يعتبر الحد الأدنى للأجور في لبنان 675 ألف ليرة، أي ما يعادل الـ450 دولار شهرياً. وبحسب عرابي، فإن موظف الدولة االذي لديه أسرة من 4 أفراد، لا يستطيع أن يطعمهم الشاورما سوى مرة واحدة في الشهر بسبب غلاء المعيشة.

في الأردن

أبدى خالد (24 عاماً) والذي يسكن في عمان، استياءً كبيراً من فرض الحكومة "ضريبة مبيعات" بقيمة 16%، طالت الشاورما. حيث يبلغ متوسط سعرها في العاصمة عمان 65 قرشاً أردنياً، أي قرابة الدولار الواحد. وكما في لبنان، يشتكي خالد من صغر حجمها في معظم المطاعم قائلاً: "الإنسان الطبيعي يحتاج إلى 3 أو 4 من السندويشة العادية ليشعر بالشبع". تتراوح رواتب موظفي الحكومة بين الـ130 إلى 400 دينار شهرياً، أي ما بين الـ200 والـ600 دولار. وأكدت إحصائية رسمية صادرة عن الحكومة لعام 2013 أن نسب الفقر بلغت 20%، وهي في ارتفاع. يشك خالد، والذي رفض الإفصاح عن اسمه الكامل، في الأرقام التي تصدرها الحكومة ويعتقد أنها لا تطابق الواقع، فنسبة الفقر برأيه أعلى. وهو يرى أن الشاورما تبتعد عن أفواه غالبية الشعب بشكل تدريجي بسبب تدني الأجور وغلاء المعيشة، خاصة في العاصمة عمان.

في السعودية

متوسط سعر الشاورما في عاصمة المملكة العربية السعودية هو 5 ريالات، أي ما يعادل 1.3 دولار. ويكون سعر اللحم أغلى بقليل من الدجاج، وبالطبع يتفاوت السعر بحسب موقع المطعم ومستواه. تقول نور الضحى (30عاماً)، و التي تعمل موظفة في شركة أوامكو، أنه بإمكان الموظف متوسط الدخل أن يتناول الشاورما لأكثر من مرة في الشهر مع عائلته، إذا لم يتجاوز عددهم الأربع أفراد، خاصة في المدن الصغيرة، كمدينة رأس تنورة التي تسكن فيها. وقد ذكرت صحيفة الغاردين البريطانية في 2013 أن الحكومة السعودية لا تفصح عن مستويات الفقر في البلاد، وأضافت أن المدخول اليومي لأكثر من 3 ملايين مواطن لا يتجاوز 17 دولار، أي أنهم يعيشون دون مستوى الفقر.

الإمارات

في الامارات العربية المتحدة، يترواح أسعار سندويشة الشاورما في العاصمة أبوظبي ما بين الـ7 دراهم والـ15 درهم أي ما بين الـ2 إلى 4 دولارات. ورغم أن المركز الوطني للإحصاء في الامارات أشار في العام 2013 أن تسبة الفقر بين المواطنين هي صفر، ولا يعيش أي مواطن إماراتي يعيش في فقر مدقع. لكن بعض الاقتصاديين أكدوا أن هذه الأرقام تشمل أهل البلد فقط، حيث يسكن في الإمارات عمال أجانب يجدون صعوبة في توفير متطلبات الحياة. فعلى الرغم من ارتفاع الحد الأدنى للأجور في الإمارات، إلا أن غلاء المعيشة في معظم مدنها يضع بعض السكان في خانة الفقراء.

دول المغرب الغربي

في الجزائر، يبلغ متوسط سعر سندويشة الشاورما 250 ديناراً، أي ما يعادل 1.5 دولار. وبحسب إحصائية نشرها البنك الدولي أواخر العام الماضي، فإن نسبة الفقر جرت في العام 2011، وكانت قرابة الـ5.5%، في حين لم تتجاوز نسبة الفقر المدقع الـ0.5%.

أما في المغرب فيبلغ متوسط سعرها 20 درهماً، أي ما يعادل الدولارين. وقد أكدت إحصائية للبنك الدولي أن النمو الاقتصادي في المغرب، وعلى مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، ساعد في انخفاض معدل الفقر الكلي من 8.9% في عام 2007 إلى 4.2% في عام 2014.

وفي تونس، بلغ متوسط سعر السندويشة 4 دنانير، أي ما يعادل 1.5 دولار في العاصمة. إلا أنها أن معدل الفقر زاد بعد ثورة 2011، بحسب إحصاءات رسمية.

يعتقد البنك الدولي بأن نسبة التونسيين الذين يعيشون في فقر مدقع بين عامي 2013 و 2016 بلغت نحو 1.9% من عدد السكان، لكنه توقع أن يتراجع إلى 1.5% بحلول عام 2018.

ليبيا، الأرخص والأغلى في نفس الوقت

في ليبيا، والتي لم تتوقف فيها المعارك الداخلية منذ 2011، بلغ متوسط سعر سندويشة الشاورما في العاصمة أربعة دنانير، أي أكثر من نصف دولار بقليل، مما يجعلها الأرخص بالمقارنة مع باقي عواصم العالم العربي.

لكنها رغم ذلك بعيدة عن متناول غالبية الشعب. فقد أظهر تقريراً للأمم المتحدة أنه بحلول منتصف عام 2016، عانى نحو 435 ألف شخص من التشرد، وافتقر نحو 1.3 مليون للأمن الغذائي. كما يحتاج أكثر من ثلث السكان، البالغ عددهم 6.3 مليون، إلى المساعدات الإنسانية. مما يجعل الحديث عن تناول الشاورما، وغيرها من الأكلات، عبثياً لدى غالبية سكان ليبيا.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard