أعلن فنان الجرافيتي الأشهر، “بانكسي” Banksy، إطلاقه فندقاً بالقرب من الجدار العازل الذي يفصل الأراضي الفلسطينية عن إسرائيل، في موقف سياسي واضح. يهدف The Walled Off hotel إلى جلب السياح، لرفع مستوى وعيهم في شأن حقيقة هذا الجدار ومدى تأثيره في حياة الفلسطينيين.
الخبر الذي انفردت به صحيفة الجارديان ولقي اهتماماً من وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، أوضح أن الفندق، وهو من 9 غرف وجناح واحد، قد يبدو قاتماً وعديم المنفعة للوهلة الأولى لزائريه، إذ يقع في مواجهة الجدار الفاصل، "المشهد الأسوأ في العالم"، بحسب مالكه، إلا أنه يقدم قيمة أعمق بكثير للمقيمين به، إذ يشكل تجهيزاً فنياً احتجاجياً، وكل غرفة فيه تتضمن موقفاً سياسياً.
في الوقت نفسه، حرص الفريق المشارك لبانكسي على التأكيد أن الفندق يعدّ مشروعاً تجارياً حقيقياً، وليس مجرد حيلة فنية للاحتجاج على الأوضاع السياسية.
الفندق الذي سيفتح أبوابه للجمهور هذا الشهر، يسعى أيضاً لخلق فرص عمل للفلسطينيين، وجذب السياح للمدينة التي يقوم اقتصادها على الحج ومشاهدة المعالم الأثرية، بعد أن عصفت بها القيود الإسرائيلية المشددة بين المناطق الفلسطينية والأراضي المحتلة.
جمهور إسرائيلي
ركزت الجارديان على أن السوق المستهدف للفندق ليس جمهور السياح الأجانب بشكل عام، بل شبّان إسرائيل الذين ربما يقضون عطلاتهم الأسبوعية في ملاهي تل أبيب، رغم أن وصولهم إلى بيت لحم غير قانوني. ويهدف الفندق إلى خلق جوٍ من الحوار والنقاش مع الفلسطينيين الذين يعملون فيه. عدا الغرف التسع، يضم الفندق متحفاً، وبيانو بار، ومعرضاً للأعمال الفنية. سيوفر المعرض للفنانين الفلسطينيين فرصة إقامة معارضهم والوصول لجمهور أوسع، من خلال أعمال ترتكز على فكرة مساوىء الاحتلال. وسيقدم الطهاة أيضاً الشاي في الظهيرة للراغبين في مشاهدة المكان ومعرفة لمحة عن الهدف من إنشائه.تصحيح الخطأ التاريخي
كان المكان ورشة للفخار قبل أن يتحول بسرية تامة إلى فندق يشبه أندية "نبلاء الإنجليز في عهد الاستعمار". محاولة من بنكسي للتذكير بالدور الذي لعبته بريطانيا في الشرق الأوسط، عند توقيع وعد بلفور الذي أسس لقيام إسرائيل قبل 100 عام، وما يعنيه اتخاذ قرار سياسي بهذا الحجم "من دون الالتفات فعلياً إلى تبعاته".هوية مجهولة
في إحدى صفحات الموقع المخصص للفندق، والتي تتضمن مجموعة من الأسئلة المفيدة للراغبين في التعرف على المشروع، يأتي السؤال الأول على الشكل التالي: هل هذه مزحة؟ يليه جواب بالنفي. عنصر المفاجأة المعتاد لدى بانكسي، الذي يعد اليوم أشهر فناني الشارع في العالم، وما زال يحافظ على سرية هويته. حمل العام 2003 انطلاقة قوية لأعمال بنكسي من لندن، إذ انطوت على قدر كبير من الكوميديا السوداء والانتقاد الساخر للحداثة والعولمة وقيم الرأسمالية والحرب.تعاطف مع القضية الفلسطينية
لبانكسي علاقة تضامنية مميزة مع القضية الفلسطينية، إذ زار فلسطين لأول مرة عام 2005 وعكف على رسم مجموعة من اللوحات المميزة على الجدار الفاصل الذي يعتبره "المشهد الأسوأ في العالم". ولم يقتصر بانكسي على ذلك، بل رسم مجموعة من اللوحات المميزة على جدران المنازل الفلسطينية التي دمرتها قوات الاحتلال، تعكس سياسات إسرائيل الإجرامية. وأحدثت لوحاته جدلاً كبيراً في فلسطين إذ منعت السلطة الفلسطينية محاولات لبيعها، بل عملت على اعتبارها إرثاً وطنياً.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...