"عندما نتحدث عن تمثيل منطقة الشرق الأوسط في وسائل التواصل الاجتماعي نشعر بفجوة حقيقية على تلك المنصات، إذا ما أردنا التعبير عن صخب أسرنا وأبناء عمومنا الممتدين ولقاءاتنا وسُفر طعامنا المشتركة، عندما نستخدم عبارات خاصة ونكات محلية، في عروض أزيائنا وفي كرة القدم وحول الشيشة وأثناء هرولتنا في وقت متأخر لأكل الشاورما".
بهذا الشرح يوضح تطبيق "هلا والله" أهمية انطلاقه لسدّ النقص في وسائل التعبير و"الإيموجي" على وسائل التواصل الاجتماعي كالواتس آب وغيرها، على اعتبار أن ما تختزنه حيواتنا العربية من طرائف وعادات وتقاليد ونماذج وعواطف جياشة يحتاج لتعبيرات خاصة تولي وجهنا الخاص حقه.
من هذا المنطلق، أبصر تطبيق "هلا والله" النور خلال هذا الشهر، بشكل عربي وشخصيات عربية، وبجهود كلّ من البحرينية ياسمين رسول واليابانية الأصل إريكو فاركي اللتان أرادتاه "احتراماً للعادات والتقاليد العربية"، ووسيلة "للتقاسم مع العالم أساليب العيش لدى العرب".
ثمة أكثر من الحجاب
في بطاقة التعريف عن التطبيق، يتوجه المسؤول عنه إلى كل شخص من جذور عربية وخليجية، وإلى كل من يعيش في المنطقة العربية بدعوة لاستخدام لغته البصرية للمشاركة والحب، وذلك عبر استخدام "الستيكرز" و"الإيموجي" بالعربية والإنكليزية.
يتيح التطبيق إمكانية مشاركة الصور والتواصل على "iMessage"، وإرسال الـGIFs إلى الأصدقاء والعائلة عبر نظامي أندرويد Android وآيتيونز itunes، ويوفر مجموعة من الملصقات الخاصة بـiMessage.
منذ انطلاقة خدمة واتس آب، طرأ العديد من التغييرات على رموز التعبير لتتلاءم مع اختلاف اللون والجنس والطبيعة، كما استقبلت الشركة العديد من الطلبات لإضافة رموز جديدة. انطلاقاً من النقص الخاص بالثقافة العربية والخليجية تحديداً، استلهمت الفتاتان فكرة تطبيق "هلا والله".
بالنسبة لرسول التي عاشت لسنوات عدة في الخارج، كان ثمة حاجة للتعبير عن ثقافتها عبر وسائل التواصل التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وكذلك الحال بالنسبة لفاركي التي تعيش منذ أكثر من ثماني سنوات في دبي.
تقول فاركي، في مقابلة مع "بازفيد"، إنها دائما ما تُسأل في بلادها عن المكان الذي تعيش فيه وثقافة الناس الذين تختلط بهم، وتعلق إن "الثقافة العربية تزخر بكنوز معرفية، لكنها تخلو من أيقونات المشاعر على الشبكة الإلكترونية. ومن هنا كانت الحاجة لهلا والله كتجربة ثقافية تعكس ثراء العالم العربي".
تلاحق العالم العربي العديد من الصور النمطية، وفي أحيان كثيرة يساء فهم هذا العالم كما يُساء تمثيله. قد يكون الحجاب، على سبيل المثال، أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نريد أن نضع لمسة عربية على رموز التعبير الإلكترونية. لكن الحجاب ليس شيئاً جامداً في العالم العربي، إذ تتغير أشكاله بين حجاب تقليدي وآخر، وبين قبعة أو منديل ملون. نجد كذلك امرأة غير محجبة لكنها محتشمة، وأخرى محجبة لكنها تتبع آخر صيحات الموضة.
توضح رسول في هذا الإطار قائلة "أردنا تقديم صورة لتنوع المجتمع بين المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين وغيرها من البلدان. هناك اختلافات كثيرة، فقد تكون منطقتنا صغيرة لكنها تزخر بالشخصيات الجريئة".
شيشة ونمر وقهوة مرة
بين الرموز نرى أشكالاً عدة للمرأة العربية، كما نرى رجلاً بكوفية وردية اللون يدخن الشيشة، وعجوزاً بالزي العربي التقليدي. كما يحجز التطبيق مساحة للنكات الداخلية التي قد لا يفهمها سوى العرب.
الشحاطة أو الشبشب هي "رمز أيقوني" للطفل العربي، فالأخير عندما يراها يفهم أنه مهدد بالعقاب وعليه أن "يشمّر ويهرب". توضح رسول أن الرسامين لم يفهموا بداية مغزى الملصق، فاضطرت أن تريهم مقطع الفيديو الذي يظهر فيه الصحافي العراقي وهو يقذف الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بالحذاء.
وفي ملصق آخر يظهر نمر وهو يطل من نافذة سيارة فارهة. قد لا يكون التعبير مفهوماً لشخص آت من خارج العالم العربي، لكن في المنطقة يرتبط مباشرة بتلك النكات الساخرة التي تستهدف الطبقة الثرية في الخليج، والصورة النمطية عن نمر راكب في سيارة رياضية فاخرة.
في هذا الإطار، تتكلم رسول عن هدف آخر للتطبيق وهو نزع الصورة الجدية الصارمة عن الثقافة العربية، وإظهار الجانب الساخر، المنتشر بكثرة والمظلوم في مناسبات عديدة.
وفي مكان آخر، يجسّد "هلا والله" روح العائلة العربية واجتماعها حول مائدة الطعام، ويعود عبر الملصقات إلى الوراء فيصور شبس عمان المفضل لدى الخليجيين والشاي الكرك وفنجان القهوة المرة. كما يحتفي بعبارات شائعة يستخدمها العرب (من المتدينين وغير المتدينين) كعبارة "إن شاء الله"، وعبارات أخرى تكون محط كلام كـ"يلا" و"حبيبي".
العائلة العربية والرقص الشرقي
تضم العائلة العربية النمطية على "هلا والله" كل من "الشيخة" وهي تلك التي تتابع الموضة وأخبار آل كارداشيان وتمارس اليوغا، كما تضم أحمد المهووس بالرياضة والذهاب في رحلة إلى الصحراء في نهاية الأسبوع مع مجموعة واسعة من الشباب ومتابعة كرة القدم والحفلات.
وفي العائلة أيضاً، وليد التقليدي الذي يحافظ على اللباس العربي ويحرص أن تكون كلمته النهائية والحاسمة ويمضي الوقت مع الأصدقاء ويدخن الشيشة، ولولو بمنديلها الأسود الذي يظهر نصف شعرها، وهي تتابع فنون الطعام من خلال مدونة خاصة بها وتحاول اكتشاف أماكن جديدة ومشاركتها مع الأصدقاء.
كما تحظى أشكال الغزل والـFlirting بمساحة خاصة في "هلا والله"، فبحسب رسول "الغزل جزء من ثقافتنا في الشرق الأوسط، رغم أن الكثيرين يعتقدون أن الشكل النمطي للنساء هنا لا يدرك هذه الفنون". تقول "أحد رموز الإيموجي المفضلة لدي هو المرأة المحجبة التي ترسل قبلة، يذكرني ذلك ببنات عمي وخالاتي، فكلهن تحجبن منذ التاسعة من العمر، لكن جميعهن يعرفن كيف يمرحن".
ولا ينسى التطبيق الرقص الشرقي، ففي الصورة المتعارف عليها على "واتس آب" مثالاً يوجد الراقصة بفستان أحمر، لكنها لا تعبر بشكل خاص عن أسلوب الرقص العربي. في المقابل، يقدم "هلا والله" الراقصة ببدلة شرقية وحركات عربية.
وفي أقسامه كذلك شق تحت اسم "حفلة"، يدعو من خلاله المستخدمين لمشاركته في الاحتفال، وفي الإعلان المعروض حالياً صورة لخليجي بالزي التقليدي يأكل التاكوس ودعوة إلى الاحتفال عبر "هلا والله" بالتاكوس الخليجي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 13 ساعةtester.whitebeard@gmail.com
Ahmad Tanany -
منذ 17 ساعةتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
Ahmad Tanany -
منذ 17 ساعةتلخيص دسم
Ahmad Tanany -
منذ 17 ساعةتلخيص دسم
Husband let me know -
منذ يومهلا
Husband let me know -
منذ يومهلا