يُعتبر تشارلز فردريك وورث أول مصمم أزياء في العالم. كان خياطاً في القرن التاسع عشر، وله يعود الفضل بإخراج الملابس من إطار الحياكة التقليدية إلى عالم تصميم الأزياء.
زرع وورث بذور ثقافة باتت اليوم تتحكم في مفاصل متنوعة من حياتنا، فهو كان أول من كرّس (بحسب المُوثق عنه) فكرة تدخل الخياط في ذوق الزبون، واقتراح ما يناسبه بعدما كان الأمر يعتمد على تنفيذه ما يُطلب منه.
يعود وورث، ومعه كل من ثار في عالم الموضة، إلى الذهن اليوم مع دخول التكنولوجيا إلى عالم الأزياء. للوهلة الأولى، يظهر العالمان على النقيض من بعضهما. لكن الموضة، التي وصفتها كوكو شانيل بأنها "لا تتعلّق بالملابس فقط. لها أثر على كل شيء، في السماء وفي الشارع... والأفكار وبطريقة معيشتنا وبما يحدث حولنا"، تجد لها موطئ قدم شاسع في عالم التكنولوجيا.
بعد الحقيبة المذياع والفستان المشع والسوار الذي يسجل البيانات الشخصية والقلادة التي تتواصل مع الحبيب وغيرها، تنتقل تكنولوجيا الموضة إلى مستوى آخر.
يتحضر العالم هذا العام لاستقبال تقنية جديدة، هدفها تصميم "فستان بيانات" Data Dress خاص بكل مشتركة عبر تطبيق من غوغل يتابع تحركاتها وبياناتها، ويصمم لها ما يناسبها.
في عالم غوغل "H&M”
في ظل التطور الجارف الذي شهده العالم، أخذت شركات الألبسة الجاهزة توسّع نفوذها على حساب دور الأزياء "الهوت كوتور". لم يعد هناك اعتبار للخيال الفردي والذوق الخاص، بينما غلب مفهوم الذوق العام الموحّد تحت وطأة ضيق الوقت والكلفة المرتفعة وثقافة الاستهلاك. هكذا بات العالم ينتج اليوم أكثر من 150 مليار قطعة ملابس سنوياً، تحاصر أكثر من 85% من سكان الكوكب على حساب 15% ممن يمتلكون ترف تصميم ما يناسبهم، حافظت عليهم دور الأزياء. لكن لا يبدو أن البحث عن التميّز مرشح للاندثار مهما تبدّلت الظروف، فـ"الموضة تتلاشى، لكن الأسلوب أبدي"، حسب مصمّم الأزياء العالمي إيف سان لوران. ولأن الخيارات المتاحة اليوم في عالم الأزياء باتت محصورة إما بشراء ثياب مصنعة مسبقاً تفتقد للخيال والتميّز، أو التوجه نحو دور الأزياء لتصميم ثياب خاصة تُعدّ مكلفة للغاية، ظهرت فكرة "فستان البيانات"، وعبره ستتمكن النساء حول العالم من الحصول على فساتين صُمّمت لهن دون غيرهن."بشكل سحري، يمكن للفن والبرمجة أن يتضافرا... ليكن لكل فستان تمتلكينه قصة"... موضة المستقبل
فستان خاص بكِ وحدك، مستلهم من حياتك ويومياتك، ولا يتعدى سعره 99$... هذا ما تعد به موضة "الأزياء المبرمجة"يعود الفضل في هذا التطبيق إلى دار أزياء "Ivyrevel" الإلكترونية التابعة لـ"H&M" التي تعاونت مع غوغل لإطلاق تطبيق ينتج ثياباً خاصة مصنوعة من البيانات الخاصة بكل شخص. في الفيديو الترويجي الذي بثته الشركة، ضمن مشروع "الأزياء المبرمجة" (Coded couture)، يظهر إمكانية تحديد المناسبة الخاصة أكانت عشاء عمل أو سهرة مع الأصدقاء أو اجتماعاً صباحياً، وبالتالي الحصول على "فستان البيانات". تعرّف شركة "Ivyrevel" عن نفسها بأنها شركة تسعى لدمج الأزياء بالتكنولوجيا، فالأخيرة تمتلك القدرة على متابعة نشاطات الأشخاص ومعرفة ما يحبون القيام به وأي الأماكن التي يفضلونها، ثم تترجم ذلك في ثياب مناسبة لحياة كل شخص. وهنا يلعب غوغل دوره في عملية الاتصال، إذ اعتمدت الشركة على برنامج "Google awarness API" الذي يتفاعل بطريقة ذكية مع وضع المستخدم، عبر أطر مختلفة تتعلق بالموقع والمناخ والنشاط والظروف المحيطة والوقت وغيرها. يتم تجميع هذه الإشارات ومقاطعتها مع بعضها البعض، بما يتيح بناء استنتاجات خاصة بوضع المستخدم، تمكن التطبيق من صناعة الفستان. "نؤمن أن الموضة تعطي الشخصية حقها وتعزّز الثقة بالنفس. ولكن إيجاد قطعة فريدة يعد أمراً صعباً. لذلك قمنا، بالتعاون مع الأصدقاء في غوغل، بتطوير هذه الخاصية التكنولوجية التي تتيح لنا خلق تصاميم فريدة تنبثق من أسلوب الحياة التي تحياها. بشكل سحري، يمكن للفن والبرمجة أن يتضافرا... ليكن لكل فستان تمتلكينه قصة".
كيف يعمل التطبيق؟
تحدد المستخدمة نوع المناسبة التي تحتاج فيها للفستان، وعلى مدى أسبوع كامل يقوم التطبيق بمراقبة جميع نشاطاتها ويتابع نمط حياتها والطرقات التي تسلكها، كي يحوّل البيانات لاحقاً إلى فساتين فريدة وبأسعار معقولة، تقول الأخبار المتداولة أنها لن تتخطى سعرها الـ99 دولار. ويُشرك المسؤولون عدداً من مدونات الموضة العالميات في المشروع، مثل كنزا زويتن وأنجيلينا بليك وجاني ديلر وغيرهن. هؤلاء سينشرن خلال الفترة المقبلة فساتين بياناتهن، التي تظهر تخيّل التكنولوجيا لحياتهن. وكانت شركة "Bain and company" قد وجدت عبر استمارات طالت حوالي 1000 متسوق أن 25 إلى 30% كانوا معنيين بتصميم ملابسهم الخاصة. وإن كان من الصعب قياس نسبة اللجوء إلى التصميم الخاص وموارده الاقتصادية، فإن 25% من التسوق الإلكتروني للأحذية كان مستنداً إلى تصاميم خاصة، بمبلغ 2 مليار دولار سنوياً. ولا يُعتبر "فستان البيانات" الأول في مجال دخول غوغل عالم الأزياء. في أيلول العام الماضي، أطلق تطبيق "Shop the Look"، وفيه خاصية بحث تظهر صور المدونات في عالم الموضة، والماركات والمصممين وثيابهم وأكسسواراتهم. كما أخذت شركة "Project Jacuard" بالاعتبار صناعة أقمشة ذكية تتفاعل مع اللمس كشاشات الهواتف الذكية. جاكيت Levi's ستكون أول من يطبق هذه التكنولوجيا، إذ تحمل شريحة تتطابق مع شاشة الهاتف يمكنها تحديد خرائط غوغل والإجابة على الهاتف وأكثر. ومن المتوقع إطلاقها في ربيع 2017. قبل سنوات قليلة، أصدرت شارلوت سيلينغ كتابها الموسوعي الذي أرّخ لـ150 عاماً من صناعة الأزياء، وهو تاريخ تزامن صعوده مع صعود الحضارة العالمية وتأثرها وتأثيرها على كل مجريات السياسة والاقتصاد والفن والحياة العاطفية والاجتماعية. على مدى 500 صفحة و1000 صورة نادرة، تؤكد سيلينغ على تلك المقولة الرائجة في عالم الموضة "كل خطوة على منصة عروض الأزياء تغيّر العالم"، لتصل في الخلاصة إلى أن الموضة كانت باستمرار ذات خلفية اقتصادية - سياسية أولاً وفنية ثانياً وجماعية ثالثاً.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع