صحيحٌ كلنا نكذب، ولكن بعض الكذبات تغرز المسمار عميقاً في قضيةٍ ما. أن يستخدم المرء الدين بل السلطة الدينية ليحقّق مبتغاه، فهو يكذب كذبة كبيرة تسيء إلى صورة ذلك الدين ومعتنقيه. أن يلعب المرء دور الضحية التي يعتدي عليها الآخر بسبب هوية وانتماء ودين، فهذا مجرد كذبة قد تنقلب على الكاذب حتى يصدق فعلاً أنه الضحية. ياسمين هي مجرد مثالٍ لما بإمكان المسلمين (أو أي جماعة أخرى) أن يقوموا به بحق غيرهم من المسلمين، حتى يزيدوا موجة كره المسلمين أكثر فأكثر.
ففي الثاني من ديسمبر، نشرت المصرية الأمريكية ياسمين سويد على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قصة تعرضها للاعتداء من قبل ثلاثة شبان "بيض" وهم في حالة سكر داخل قطار مترو أنفاق محطة غراند سنترال، حيث حاول هؤلاء الشبان بحسب ياسمين نزع حقيبتها المدرسية وحجابها، وصرخوا في وجهها قائلين: "أنت إرهابية، عودي الى بلدك وانزعي عن رأسك هذه القماشة"، قبل أن تتمكن من الفرار وتحاول إعلام الشرطة. وسرعان ما انتشر الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي تاركاً الجمهور الكبير في حيرة وغضب.
أثارت تلك الحادثة حملة مطاردة من قبل شرطة نيويورك للمهاجمين "المفترضين" استغرقت أسبوعاً كاملاً، وبعدها تحولت الملاحقة إلى محاولة العثور على ياسمين التي هربت إلى منزل شقيقتها، تاركةً أفراد عائلتها ورجال الشرطة يائسين بعد تعذر العثور عليها.صحيحٌ كلنا نكذب، ولكن بعض الكذبات تنقلب ليس على الكاذب وحده، بل على كل المجتمع الذي يأتي منه
ياسمين هي مجرد مثالٍ لما بإمكان المسلمين (أو أي جماعة أخرى) أن يقوموا به بحق غيرهم من المسلمين...لاحقاً، قبضت الشرطة على ياسمين بتهمة تقديم تقرير كاذب، بعد أن أجرت التحقيقات اللازمة وحصلت على أشرطة الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة في محطة المترو. لم تجد الشرطة أي دليل يشير إلى صحة أقوال ياسمين، التي اعترفت أن القصة ملفقة، والهدف منها كان تفادي غضب والدها لأنها عادت بوقت متأخر إلى المنزل، بعد أن خرجت مع أصدقائها. وبحسب مصادر لصحيفة "نيويورك بوست"، فإن ياسمين تتعرض للضغوط من عائلتها التي لا يتقبل أفرادها أنها تأقلمت في "مجتمعٍ غربي" لا يتماشى مع تقاليدهم. وكانت ياسمين فد وصلت، حليقة الرأس ومن دون حجاب، إلى محكمة مانهاتن الجنائية حيث اتهِمت بتقديم تقرير كاذب وعرقلة أعمال الحكومة، لكنها أُطلقت في اليوم نفسه من دون كفالة. وهي قد تواجه عقوبة تصل إلى السجن لمدة عام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
7sab -
منذ 10 ساعاتمقال جميل اثر فيني كثيرا.. كنت ابحث على قوقل وادخلتني الصدفة الجميلة على هذا المقال وكان سبب في...
ايدار الداغستاني -
منذ 11 ساعةاعتقدت يومها ان الخوف الذي يسري في دماؤنا سيزول بعد الثورة .
اليوم و بعد اكثر من عشر سنوات من...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 16 ساعةاتفق معك يا محمد ويا سنابل أيضاً. تخصيص الكلمة الصحيحة للفعل هو أفضل بكثير من استخدام الألفاظ...
Mohamed Lamine Benslama -
منذ 17 ساعةأول من وظف كلمة تنمر بالمعنى الفضفاض الذي هي عليه اليوم، هم مترجمو الأفلام والسلسلات الأحنبية...
Tayma Shrit -
منذ 3 أيامالحمدلله ع السلامة، وتوصل بالسلامة، وترجع بالسلامة وتكتبلنا أشياء حلوة عن البلاد الي رح تروح عليهم
Humam Fd -
منذ 3 أيامجميل