يبرر البعض الجريمة التي نفذها شاب صومالي في جامعة أوهايو بحجة الإسلاموفوبيا.. ما رأيكم؟
تبرير الإرهاب أصبح موضة فكرية خصوصاً وسط بعض المنظمات الإسلامية في الغرب!لو جلسنا في جلسات المسيحيين لعلمنا أن معظم مسيحيي مصر سمعوا جملاً في طفولتهم مثل "يا عضمة زرقا، يا 3 ريشة، يا نصراني يا كافر، جهنم و بئس المصير يا أبن **** و****". وقد رصد المخرج الرائع عمرو سلامة هذه الظاهرة في فيلمه "لا مؤاخذة". ويا ليت معاناة المسيحيين تتوقف عند هذا الحد، فالتمييز ضدهم له صور عديدة. فمثلاً لا يمر عام واحد في مصر دون حرق أو هدم بعض الكنائس. ففي عام 2013 وحده تم الاعتداء على عشرات الكنائس بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة. والسؤال هنا: متى آخر مرة قرأنا في الصحف عن إرهاب جماعة جنود يسوع؟ بالطبع لم نقرأ لأنه لا توجد جماعة بهذا الاسم من الأساس. ورغم كل ما يعانيه المسيحيون فهم مميزون لو قارنّاهم بالبهائيين مثلاً. هل تذكرون ما حدث للبهائيين في عام 2009، عندما ظهر الصحفي جمال عبد الرحيم على قناة دريم مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج الحقيقة وقال إن البهائيين كفرة ومرتدون ويجب قتلهم في وجود ضيف بهائي من قرية الشورانية بسوهاج. بعد إذاعة الحلقة بساعتين، هجمت الأهالي على بيته وكل بيوت البهائيين الموجودة بهذه القرية وتكررت الاعتداءات في الأيام التالية حتى أحرقوا بيوتهم في محاولة لحرقهم أحياء وهم بداخلها ولكنهم هربوا، بينما وقفت الشرطة تشاهد المشهد. ومنذ ذلك الحين، لم يرجع البهائيون لقريتهم وخسروا بيوتهم وكل ممتلكاتهم. وإلى يومنا هذا، لم يحاسب أحد المحرّض علي العنف، الطائفي بامتياز المدعو جمال عبد الرحيم بل بالعكس تمت ترقيته. ولم يستنكر حزب سياسي واحد ما حدث للبهائيين بل أدار الجميع ظهورهم، وكأن البهائيين ليسوا بشراً. متى سمعتم عن آخر تفجير لانتحاري بهائي؟ أكيد لم تسمعوا، لأن ذلك لم يحدث.
هذا بالنسبة لمن يؤمنون بالأديان الإبراهيمية، أما عن أوضاع اللادينيين والملحدين الذين يعيشون في دول ذات أغلبيات مسلمة، مثل مصر أو السعودية أو باكستان، فحدث ولا حرج. فالواقع أنهم يتعرضون لأضعاف أضعاف التمييز الذي من الممكن أن يتعرض له المسلم في الغرب. ببساطة لأن المسلم في الغرب محمي بقوانين العلمانية التي تعطيه الحق في ممارسة دينه بل ومحاكمة من يمارس التمييز ضده أيضاً. أما في بلادنا، فيكفي فقط اتهامك بالإلحاد لتصير حياتك في خطر شديد. فالاتهام بالإلحاد كان السبب في قتل المدون عمرو باطويل في اليمن والتهجم على إلبير صابر وضربه ومحاولة قتله في مصر، وسجن وتعذيب المدون والكاتب وليد الحسيني في الضفة الغربية، والأمثلة عديدة لا تنتهي. وهنا نذكر عندما تهجم بعض الغيورين على الإسلام على مصري ملحد يدعى أحمد حرقان هو وزوجته. هرب أحمد وزوجته إلى أقرب قسم شرطة ظانين أن الشرطة ستحميهما ولكن بدلاً من حمايتهما تم ضربهما وإهانتهما بعنف شديد والتحرش بزوجته أمام عينيه لإذلاله. فهل صار أحمد إرهابياً؟ هل فجر نفسه في قسم شرطة لينتقم من أعداء الإلحاد؟ بالطبع لا! كل هؤلاء غير مسلمين، فماذا عن المسلمين؟ فلنتحدث قليلاً عن القرآنيين وهم المسلمون الذين يؤمنون بالقرآن فقط وليس السنة. هل سمعتم عنهم من قبل؟ بعضهم تم القبض عليه والتحقيق معه في أمن الدولة وبعضهم سُجن وبعضهم تعرض للتعذيب وبعضهم هرب إلى خارج مصر مثل الدكتور أحمد صبحي منصور المفكر الإسلامي المعروف. كل ذلك حدث فقط لأنهم قرآنيون دون أي سبب آخر. ماذا مثلاً عن الشيعة في بلد سني مثل مصر. الشيخ حسن شحاته هو أبلغ رد على كيف نعامل الشيعة في بلادنا. فالرجل تم سحله هو وثلاثة من رفاقه وضُربوا بالعصي الحديدية والخشب حتى قتلوهم جميعاً وهم يهتفون "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام". ولولا ضيق مساحة المقال لتحدثنا أيضاً عن كيف نعامل المسلمين السنة الذين يغردون خارج السرب، يكفي فقط أن نذكر أن باحثاً مثل إسلام البحيري قضى عاماً في السجن لأنه فسر الإسلام بطريقة تخالف الأزهريين، وأن الشيخ علي عبد الرازق أُقيل من منصبه في الأزهر لأنه كتب كتاب "الأسلام وأصول الحكم" الذي قدم فيه طرحاً مخالفاً لفكرة أختلاط الدين بالسياسة. والسؤال هنا للدكتورة الخبيرة في شؤون الأرهاب هو لماذا أقدم عبد الرزّاق الذي قدمت له أمريكا الحماية والأمان والتعليم المدعوم وفتحت أبوابها له على هذا الفعل؟ لماذا يعتبر جرح مشاعره "الافتراضي" مبرراً في نظرك لأن يتحول لإرهابي؟ ولماذا الإصرار على تجاهل كل المؤشرات التي تشير إلى تبنيه فكر داعش المتطرف؟ أما السؤال الأهم الذي لن تجيب عنه الدكتورة أبداً، فهو لماذا لم يتحول الملحدون والبهائيون والمسيحيون والقرآنيون الذين يعيشون في دول ذات أغلبيات مسلمة إلى إرهابيين، أسوة بعبد الرزاق، وهم الذين يتعرضون في هذه الدول لأضعاف أضعاف القهر والتمييز والقمع الذي يتعرض له المسلم في الغرب؟لماذا لم يتحول البهائيون والمسيحيون الذين يعيشون في دول ذات أغلبيات مسلمة إلى إرهابيين، وهم الذين يتعرضون لأضعاف أضعاف القهر؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...