ضجّ موقع فيسبوك في لبنان أخيراً بصور نشرتها فتاة لسائق تاكسي وهو يضع يده على عضوه التناسلي ويقوم بتصرفات غير لائقة في العلن، وأرفقت الصور بنصّ قالت فيه إنّ الرجل بتصرّفه هذا، تحرّش بها وبفتاتين كانتا تجلسان في المقعد الخلفي.
أثار منشورها هذا جدلاً واسعاً بين اللبنانيين على صفحتها، ودافع قسم كبير منهم عن المتحرّش ولامها هي.
علّقت إحداهنّ: "لا تجلسنَ إلى جانب السائق!"، فيما قال آخر: "الصورة تشير إلى أنه يتحرش بنفسه، النساء مصيبة، يعتقدنَ أنّهنّ ملكات جمال وجميع الرجال يتحرشون بهنّ. أنتِ تطلبين الشهرة فقط". وعلّق آخرون: "الرجل ربّما وضع يده في هذا المكان عن طريق الخطأ".
تشير ردود الفعل على المنشور إلى أنّ المعلّقين لا يعلمون تماماً ما هو التحرش الجنسي أصلاً، ولا يرون في تصرّف السائق أي خطأ أو عيب، ولا يصنّفونه في خانة التحرّش. لهذا السّبب، نقدّم لكم تعريف التحرّش الجنسي الذي يعتبر جريمة، وأشكاله بحسب ما جاء في موقع "خريطة التحرش".
"التحرش الجنسي هو أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها و/أو الأفعال ذات الطابع الجنسي، التي تنتهك جسداً أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد".
ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالاً مختلفة وقد يتضمن شكلاً واحداً أو أكثر في وقت واحد، نلخصها في ما يلي:-
التحديق أو النظر بشكل غير لائق إلى جسم شخص ما.
-
تعبيرات الوجه التي تحمل اقتراحاً ذا نيات جنسية (مثل اللحس أو الغمز).
-
الندءات (البسبسة)، والتصفير وأي نوع من الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية.
-
إبداء ملاحظات جنسية وإلقاء النكات أو الحكايات الجنسية.
-
الملاحقة أو التتبع
-
الدعوة لممارسة الجنس
-
الاهتمام غير المرغوب به
-
عرض صور جنسية
-
التحرّش عبر التعليقات والرسائل على الإنترنت
-
اللمس غير المرغوب به.
-
إظهار أجزاء حميمة أو الاستمناء أمام شخص ما دون رغبته.
-
التهديد بأي نوع من أنوع التحرّش الجنسي.
جزء كبير من اللبنانيين والعرب لا يعلم أصلاً ما هو التحرش، ولا أنّ "التلطيش" اللفظي يعدّ أيضاً تحرّشاً...
إن كنتِ تتعرّضين لأي نوع من التحرّش، لا تتردّدي أبداً في فضحه!أمّا ما يساعد الرجال على الاستمرار والتمادي في ممارسة التحرّش الجنسي، فهو غياب أي قانون خاص بالتحرش. يعاقب القانون اللبناني على الاغتصاب، إلا أنّه لا يحدّد أي عقاب على التحرش الجنسي الذي لا يصل إلى التسبب بأذى جسدي للمعتدى عليه. وتنصّ المادة 519 من قانون العقوبات على أنه "من لمس أو داعب بصورة منافية للحياء شخصاً دون الـ15 عاماً ذكراً كان أو أنثى، أو فتاة أو إمرأة لهما من العمر 15 عاماً أو أكثر دون رضاهما، عوقب بالسجن لمدة لا تتجاوز الستة أشهر". إلا أنّ القانون لم يحدّد تعريفاً لعبارة "اللمس المنافي للحياء" وذلك ما يترك تفسيرات مختلفة للقانون ولا يضمن أي حقّ للمعتدى عليه في حال لم يصل التحرّش إلى اغتصاب. لذلك، نرى أنّ النساء في لبنان يلجأنَ حالياً إلى مواقع التواصل الاجتماعي لفضح المتحرّشين بعد أن يلتقطنَ صوراً لهم. كما أنّ موقع "متعقّب التحرّش" يساعد على الابلاغ عن حوادث التحرش.
الدفاع عن المتحرّشين في العالم العربي
في جولة سريعة جداً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يمكن رصد أكثر من شخص يبرّر للمتحرّش ويلقي اللوم على الضحية في أكثر من واقعة في العالم العربي، وأكثر من شخص يتهجّم على المدافعين عن المتحرشين.المشاهير أيضاً
بعد اتهام المغني المغربي الشاب سعد المجرّد باغتصاب فتاة في غرفة الفندق الذي نزل فيه في العاصمة الفرنسية باريس، واعتقاله من قبل السلطات الفرنسية، تضامن معه عشرات الفنانين العرب، دون أي معرفة بالحقائق، وما إذا كان المجرّد فعلاً ارتكب جرم الاغتصاب أم لا، وأكّدوا براءته. ومن أبرز هؤلاء الفنانين:سميرة سعيد
زياد برجي
أصالة
كتبت على إحدى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: "سعد المجرّد من أهذب الشباب اللي قابلهم بحياتي... التقيت فيه بسهرات كتير والتقينا بسفر ودائماً كان فيه تريليون بنت حيموتوا يحكوا معه وكان دائماً تصرّفه غايه بالتهذيب... ورغم إنّي لا أؤمن بنظرية المؤامره إطلاقاً إلّا إنّي بصدّق إنّه فيه حدا تعبان من نجاح سعد المبهر... يا رب وبأقرب وقت يخلص حبيبنا من هالأزمة اللي تعبنا معه منها".أحلام
كتبت على إحدى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي: "الله يفرجها عليك ويفرّح قلب اميمتكش حبيبي". من غير السليم أن يتعرض الشخص الذي يتجرأ على فضح متحرش للهجوم، فهو موقف طبيعي في مواجهة أي تصرف ينتهك خصوصية أحد ما، ولا بد من العمل على التوعية على حقوق الأشخاص، وخصوصاً الفتيات والنساء، على أنّ أجسادهن ملكهن، وأنّ للتحرش الجنسي أشكالاً عديدة قد تكون لفظية، وليس فقط عن طريق اللمس أو التعدي المباشر. إن كنتِ تتعرّضين لأي نوع من التحرّش الجنسي، إليك بعض أبرز صفحات فضح التحرش في العالم العربي. فلا تتردّدي!رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...