أقدم النائب اللبناني نقولا فتوش على لكم المواطنة منال ضو، الموظفة في قلم تسجيل الشكاوى في قصر العدل. فبعدما تقدّم إليها لتسجيل شكوى، استمهلته ريثما تسجل شكاوى سابقة. انزعج النائب ورفع صوته قائلاً إنه نائب ولا يستطيع الانتظار فتطور الإشكال ولكمها على رقبتها قبل أن يتدخل الحاضرون لتهدئة الوضع.
أثار الاعتداء موجة من ردود الفعل المستنكرة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما شجبته رابطة موظفي الإدارة العامة في لبنان ووصفته، في بيان أصدرته، بأنه صفعة للديمقراطية داعيةً إلى محاسبة النائب على ما ارتكبه.
هذه ليست المرّة الأولى التي يعتدي فيها نائب لبناني على أحد المواطنين. أشهر الأحداث الشبيهة التي حصلت في السنوات الماضية وقعت في 28 يونيو عام 1998 عندما تلقى الصحافي حسن صبرا صفعة من رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل إلياس الهراوي وذلك بسبب انتقاداته للرئيس. وفي العام 2011، اعتدى النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن ومرافقوه على حراس بلدية ذوق مصبح ثم اقتحموا مبنى البلدية على خلفية نزاع على شركة تريد إقامة جبالة باطون في المنطقة.
هذه الظاهرة منتشرة في البلاد العربية. في معظم الحالات، تمتنع الوسائل الإعلامية العربية التي تنشر أخباراً عن اعتداءات مماثلة، عن ذكر أسماء السياسيين المعتدين، وهذا يوضح درجة القمع الذي تمارسه السلطة السياسية في هذه البلدان على المواطنين.
ففي فلسطين، اعتدى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال أبو الرب، في ديسمبر الماضي، بالضرب على اللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في فندق جراند بارك Grand Park في رام الله خلال الاستعدادات لاستقبال وزير الخارجية الصيني. حينذاك أكد شهود أن أبو الرب وجه بضع صفعات للواء الرجوب قبل أن يسارع الحاضرون إلى احتواء الموقف الذي نشأ على خلفية تعرض أبو الرب، قبل شهرين من ذلك، لاعتداء على أيدي مرافقي الرجوب.
أما في مصر، فحدث أن وجه النائب عن الحزب الديمقراطي المصري، محمد القرشي، ضربة رأس للمصور الصحافي في جريدة "الشروق" فادي عزت أثناء تصوير الأول تظاهرة عمال شركة بتروجيت Petrojet. كان النائب القرشي قد طلب من عزت ألا يصور المتظاهرين بحجة أن تصويرهم سيشعل موجات الاحتجاج في البلاد، وعندما رفض عزت اعتدى القرشي عليه.
في موريتانيا، أوردت الصحف أن نائباً في البرلمان، من داعمي الرئيس محمد ولد عبد العزيز، اعتدى على سكرتيرة وزير البيئة بضربة من رأسه على وجهها. خلّفت الضربة كدمات على وجه السكرتيرة وحول إحدى عينيها. وقد حصل الإشكال بعدما منعت السكرتيرة النائب من الدخول إلى مكتب الوزير مؤكدة أنه مشغول. يملك هذا النائب سوابق، فهو سُرّح من المؤسسة العسكرية بعدما أطلق النار على مواطن موريتاني وقتله.
في الجزائر، قام عضو في المجلس الشعبي الوطني ونائب عن ولاية قالمة بالاعتداءعلى شرطي في مصلحة شرطة الحدود الخارجية في مطار هواري بومدين الدولي. فبعدما هدد شرطي المرور النائب بالاتصال بالمسؤول على أثر رفضه الخضوع للتفتيش، انهال النائب عليه بالضرب.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.