"من في قلبه رحمة تجاه الناس، لا بدّ أن يكون في قلبه رحمة تجاه كلّ مخلوق حيّ". بهذه الكلمات يلخّص محمد علاء الجليل علاقته بالقطط التي يعتني بها في محمية خاصة في مدينة حلب. الحصار، والقصف، والدمار، وكافة ظروف المعيشة القاسية، لم تمنع علاء من الاعتناء بتلك الحيوانات.
الموت المحيط بالمدينة، قد يجعل من خطوة علاء عملاً مستغرباً، وربما يراه البعض من غير جدوى. فكيف يجد أحدهم الوقت للاعتناء بالقطط حين تكون حياة البشر مهدّدة، وبيوتهم مهدّمة، ومصائرهم في مهبّ الريح؟ لكن قدرة علاء على إظهار العطف لمئات القطط الشاردة، واحتضانها، وإطعامها، والاعتناء بها، دليل على أنّ الحرب لم تنجح بتحطيم كلّ شيء، وأن هناك من لم يستسلم لليأس بالكامل بعد.
https://youtu.be/hgFiwMoytM8
قناة "بي بي سي" خصصت تقريراً للحديث عن تجربة علاء، وأسمته "رجل القطط". وفي شريط مصوّر لبرنامج "بانوراما"، يروي الشاب كيف بدأت القطط الشاردة وتلك التي تركها أصحابها في المدينة بعدما نزحوا، تتوافد إليه، منذ بداية الحرب، كأنها تقصده عمداً بحثاً عن مساعدة. بعض القطط تركها أصحابها في رعايته، كونه كان معروفاً بحبه لها. حين فتح علاء باب محميته التي كانت تستضيف نحو 20 أو 30 قطة قبل عامين، ولكن مع مرور الأيام، تجاوز عددها المئة.
Mohammad-Alaa-Aljaleel
يروي علاء قصة طفلة تركت قطتها في عهدته، قبل سفرها مع عائلتها إلى تركيا. يقول إن الفتاة كانت تربّي القطة منذ سنوات، وبكت حين ودعتها. ونظراً لتعلق الطفلة بقطتها، ما زال علاء حتى اليوم يصورها، ويرسل لها أشرطة فيديو عنها كي تطمئن عليها، فهي تعد نفسها بأنها حين تعود إلى بيتها في حلب، ستكون القطة بانتظارها. يقول أن معظم سكان المدينة نزحوا، ومن بينهم أصدقاءه، لذلك وجد في القطط أصدقاء جدد، وقرر أن يبقى معها مهما حصل.

بعدما نزح أصدقاؤه من حلب اتخذ محمد علاء الجليل من القطط أصدقاء جدد له
تستضيف محمية علاء أكثر من 100 قطة شاردة وأخرى تركها أصحابها في عهدته حين نزحواهذه ليست المرة الأولى التي يهتمّ فيها الإعلام الغربي بقصة علاء. ففي العام 2014، حين كانت محميته لا تزال صغيرة، خصه موقع "بازفيد" بتقرير مصوّر، أظهر القطط لعلاء في شوارع مسكان هنانو، حيث كان يطعمها كل يوم. وأفاد تقرير "بازفيد" أنّ علاء يعمل سائق سيارة إسعاف. وتظهر صور "رجل القطط" وهو ينقذ مسنين وأطفال من بين الركام في حلب، على صفحة خاصة على فيسبوك، تدعو إلى منحه جائزة نوبل للسلام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 19 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...