يجمع العرب اليوم على أن حال اقتصادات دولهم في تراجع مستمر. وكانت هذه السنة أسوأ من سابقتها، سواء بسبب تراجع أسعار النفط، أو نتيجة الاضطرابات الأمنية والحروب، أو بسبب التأثر بدول محيطة. وفي حين تتبارى دول العالم في رفع قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية وتنافسيتها التي تكون مؤشراً على نجاح حكوماتها في أداء مهماتها، كانت الدول العربية تتراجع على جميع الصعد التي تشكل تنافسية الاقتصاد. يبيّن ذلك تقريرُ التنافسية العالمية لعام 2016-2017 الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي، مصنّفاً فيه 138 دولة في العالم حسب قدرتها التنافسية. وأبرز ما خلص إليه التقرير أن انخفاض معدل انفتاح اقتصاد الدول على الخارج يهدد نمو اقتصادها ومعدلات الرفاهية، كما أن بعض سياسات التحفيز المالي لم تكن كافية للحفاظ على معدلات نمو اقتصادي جيدة، إذ يجب أن تقترن مع إصلاحات حقيقية في التنافسية، وأخيراً وجد التقرير أن الاستثمار في الابتكار يوازي أهمية الاستثمار في البنية التحتية وتطوير المهارات. ويعتمد مؤشر التنافسية العالمي على 114 عاملاً لقياس التنافسية. يتم تصنيف هذه العوامل ضمن 12 مجموعة أساسية تضم: المؤسسات، البنية التحتية، الاقتصاد الكلي، البيئة، الصحة والتعليم الأساسي، التعليم العالي والتدريب، كفاءة سوق السلع، كفاءة سوق العمل، تطور السوق المالي، الاستعداد التقني، حجم السوق، تعقيد الأعمال، والابتكار.

تصدرت الإمارات وقطر مؤشر التنافسية عربياً، وحلّتا بين أول عشرين دولة على صعيد عالمي

احتلّ اليمن المرتبة الأخيرة على مؤشر التنافسية العالمي مع انهيار بنيته التحتية بسبب الحرب

التنافسية في الشرق الأوسط

انعكس الاضطراب الأمني في بعض دول الشرق الأوسط مثل سوريا واليمن وليبيا على اقتصاداتها. وساهمت حالة الغموض في أسعار النفط في زيادة حالة الاضطراب وتدهور الاقتصاد في باقي الدول. وقد شهدت الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط انخفاضاً في نمو الاقتصاد وزيادة العجز المالي وارتفاع معدلات البطالة. فقد هبط معدل النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي من 5.2% إلى 2.5% ما بين عامي 2012 - 2016. ولم يقتصر تراجع النمو الإقتصادي على الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط بل شمل حتى الدول المستوردة مثل الأردن ومصر ولبنان والمغرب وتونس حيث تراجع من 5.4% إلى 1.9% وسطياً. ومع زيادة نسبة السكان من الأعمار الشابة يزيد الضغط على معدل البطالة. وتقدر الأمم المتحدة أن هناك 3.8 مليون شخص سيدخلون سوق العمل في المنطقة بحلول عام 2021. وتتقيد المنافسة في دول الشرق الأوسط بمستوى التنافسية المحلية وكذلك بانفتاح اقتصاداتها على التجارة الخارجية والاستثمار وهي معدلات منخفضة نسبياً. ويشير التقرير إلى أن الكفاءة والإنتاجية لاقتصادات الشرق الأوسط يمكن أن ترتفعا مع مواصلة الخصخصة وخفض الحواجز التنظيمية لدخول الشركات الأجنبية وتوفير البيئة المناسبة لإنشاء الشركات.

ترتيب الدول العربية

يدرس مؤشر التنافسية العالمي 138 دولة حول العالم، منها 13 دولة عربية. وتنوع أداء الدول بين التحسن نادراً والتراجع غالباً مقارنة بالعام الماضي مع ثبات في بعضها. ومن الدول التي شهدت تحسناً في ترتيبها على المؤشر: الإمارات العربية المتحدة، الأردن، المغرب، مصر، وإن كان بمعدل مركز واحد في أغلبها، أما الدول التي شهدت تراجعاً في ترتيبها على المؤشر، فهي: المملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين، وتونس. وحلّت سويسرا في المركز الأول للعام الثامن على التوالي واليمن في المركز الأخير. فما هي الدول العربية الأكثر تنافسية؟ Economic Growth 2016 Infograph