اختلفوا فى منهج مغامراتهم، لكنهم اتفقوا جميعاً على أن لمغامراتهم هدفاً. لنقترب أكثر من مجموعة من المغامرين العرب كي نعرف بعض أهدافهم من مغامراتهم ورحلاتهم الاستكشافية.
الإماراتي سعيد المعمري: الإسلام دين التسامح
المغامر الإماراتي سعيد المعمري (25 سنة، موظف)، يقول لرصيف22: "حبي للمغامرة بدٲ منذ الطفولة، فأنا من مواليد إمارة الفجيرة، التي تمتاز بالطبيعة الجبلية. هذا الميل إلى المجازفة أثر على حياتي الشخصية، وظهر في الإصرار والتحدي والتخطيط. هذا الحب غريزي منذ الصغر، قمت بتطويره والتدرب عليه وتهيئته من الناحيتين الجسدية والنفسية". وعن أهم مغامراته، أكد المعمري أنه تسلق ٲعلى 7 قمم في العالم: قمة إيفرست، أعلى قمة في العالم، والأعلى في آسيا، قمة اكونكجوا أعلى قمة في قارة أمريكا الجنوبية، وثاني أعلى قمة في العالم. قمة ماكينلي، ٲعلى قمة في قارة أمريكا الشمالية، وثالث أعلى قمة في العالم، قمة كليمنجارو أعلى قمة في قارة أفريقيا، ورابع أعلى قمة في العالم. قمة ٲلبروز، أعلى قمة في قارة أوروبا، وخامس أعلى قمة في العالم. قمة فينسون أعلى قمة في قارة القطب الجنوبي، وسادس أعلى قمة في العالم. وأخيراً قمة كراستون بريامد أعلى قمة في قارة أستراليا، وسابع أعلى قمة في العالم. ويضيف المعمري، أنه أجرى مغامرات استكشافية، منها كهف سون دونج في أدغال فيتنام، أكبر وأطول كهوف العالم، كهف الجنة في فيتنام، وكهف كروبيرا في جورجيا، أعمق كهف على وجه الأرض. أما عن مغامراته في الإمارات، فتمثلت في صعود أعلى قمة، وهي قمة جبل جيس، بالإضافة إلى صعود بعض الجبال، واستكشاف الأودية والكهوف، والرحلات الداخلية، وأطول رحلة غوص في العالم. وصرح أن كل ذلك من دون مدرب "لخدمة قضايا أؤمن بها، عن طريق رفع الشعارات في أعلى القمم". لافتاً إلى أن هناك رسالة يود إيصالها للعالم، وهي أن "الإسلام دين السلام، وأننا شعوب مُحبة للسلام والأمان والتسامح".سعود العيدي: المقدسات خط أحمر
المغامر السعودي سعود العيدي (25 سنة)، حاصل على بكالوريوس محاسبة، لكنه يعمل في مجال شغفه "سياحة المغامرة". يرى أن حياته هي ترحال مستمر للبحث عن الذات أكثر. وله تجربة في مخيمات اللاجئين في أوروبا امتدت 6 أشهر. وعن أهم المغامرات التي قام بها، يقول العيدي لرصيف22، إنه تسلق جبل كيليمنجارو (أعلى قمة إفريقية، 3 مرات، وقمة أكونكاقوا، أعلى قمة في أمريكا اللاتينية، إلى جانب المخيم الرئيسي لجبل إفرست مرتين، وأعلى قمة في بريطانيا وغيرها الكثير. وأهم أهداف المغامرة عند العيدي هو نشر ثقافة الرحلات ومحاولة حث الناس على التجرية، والاعتماد على النفس واكتشاف الذات. ويضيف: "كل ذلك بلا شك سينعكس على الشخصية، وسيغير الكثير بعد العودة من المغامرة". كما أنه يخطط للوصول إلى قمم أكثر في المستقبل. وقال العيدي إن رحلة المغامرة بدأت معه وهو في عمر 17 سنة: "ثم بدأت أنضج شيئاً فشيئاً، وما زلت في طور التعلم، في كل رحلة أكتشف أكثر أنني لا أعلم شيئاً". عام 2015، وقف العيدي على ارتفاع أكثر من 6100 متر، من أعلى مرتفعات القارة اللاتينية، ورفع شعار "اليوم هنا، وغداً في الأقصى". اختار العيدي أن يرفع هذا الشعار تحديداً ليرسل للعالم رسالة، مفادها أن "المقدسات خط أحمر لا يمكن التفاوض عليها"، وللفت أنظار العالم إلى القضية المقدسية والمقدسات. فالعيدي يرى أن إبراز القضية الفلسطينية واجب ديني ووطني وقومي، كما أنها رسالة لمن يعتقد أن الشعب السعودي لا يهتم إلا بالرفاهية، فهو جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، بحسب ما يقول.محمد القاضي: علم فلسطين في أعلى قمم جبال "الألب"
في أكتوبر 2014، غرس المغامر الفلسطيني محمد القاضي علم فلسطين على إحدى قمم جبال "الألب"، في يوم الأرض الفلسطيني. القاضي، رجل الإطفاء ذو الـ26 عاماً، الذي يعيش فى فرنسا، لا ينسى أبداً عشقه لبلده المحتل فلسطين. "حتماً يوماً ما سنعود"، هكذا قال القاضي لرصيف22، وأضاف أن كل مغامراته تأتي لخدمة القضية الفلسطينية في المقام الأول. القاضى ابن مدينة جنين الفلسطينية، يحرص على قضاء إجازاته في مدينة العقبة، ليشعر بروح فلسطين في أرجائها. وخلال إجازته الحالية رفع القاضي علم فلسطين في أعماق البحار، أثناء رحلة في البحر الأحمر. وقال لرصيف22: "قصة عشقي لهذا الوطن الجميل بدأت بقمم الجبال، والآن إلى أعماق البحار، لنثبت للعالم أن شعب فلسطين حي وبقوة ولن يقدر أحد على طمس هويتنا الفلسطينية". رسالة القاضي دائماً للفرقاء الفلسطينيين هي ضرورة التوحد خلف علم فلسطين الذي استشهد من أجله الآلاف، ومن أجله أيضاً يقبع الآلاف الآن خلف قضبان الأسر، بدلاً من السير خلف رايات الأحزاب والفصائل المختلفة.فاروق الزمان: الأذان من أعلى منارة في العالم
رؤية فاروق الزومان للمغامرة مختلفة بعض الشيء، فهو يسعى من خلال مغامراته لنشر كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، ورفع الأذان للصلاة بعد تسلقه قمة إفرست عام 2008. ويقول الزومان لرصيف22، إنه يريد أن يوصل رسالة للعالم أن الإسلام دين التسامح وليس الإرهاب كما يتم تشويهه عالمياً بعد الهجمات الإرهابية المنتشرة هذه الأيام، ويعاني منها العالم الإسلامي أصلاً. لذلك أصر على رفع الأذان في أعلى قمة إفرست وأقام الصلاة، في حين لم يقم أي إنسان بذلك في تلك البقعة من قبل".مغامرون عرب تسلّقوا أعلى قمم في العالم... ما هي الشعارات التي رفعوها هناك؟ويحاول الزومان تأسيس جيل جديد من المغامرين السعوديين والعرب، عن طريق تعليمهم مهارات الهايكنغ (المشي ليلاً بين الجبال)، بالإضافة إلى محاضراته في مجال التنمية البشرية. يوضح: "الجديد هو أنني آخذ شباباً عرباً إلى مناطق فيها مغامرات وتحديات، مثل الهايكنغ والتريكنغ (السير على الجبال)، والرافتنغ (الإبحار بالقوارب المطاطية) والطيران الشراعي". ويضيف: "همي هو تعليم هؤلاء الشباب العرب الطرق الذهنية لمتسلقي الجبال للتغلب على العقبات والتحديات التي قد تواجههم في رحلاتهم".
مكسيم شعيا: علم لبنان فوق قمة جبل إفرست
"لكل منا إفرست خاص به"، جملة قالها اللبناني مكسيم شعيا، الذي نجح عام 2007، في تسلق قمة جبل إفرست، ورفع علم لبنان على أعلى جبل في العالم، في رحلة استغرقت 47 يوماً. على الرغم من نجاحه في عمل الصيرفة، فإن الحلم بالمشاركة في سباقات رياضية، أو تنظيم هذه السباقات، استمر يراوده. وتحقق مع تأسيسه شركة "ڤي أو تو ماكس" المتخصصة باللوازم الرياضية، وتنظيم السباقات. شارك مكسيم في العديد من السباقات الرياضية في لبنان والعالم، ومثّل لبنان في الكثير من الدول. وفي أفريقيا، تعرّف إلى قدراته البدنية من خلال تسلّقه جبل كيليمينجارو، وقرّر ممارسة رياضة التسلّق. تكريماً له وتقديراً لإنجازاته تم إصدار طابعين بريديين من وزارتي الاتصالات والمال. ولأن الرياضي يحمل هموم وطنه، تطوع شعيا لمساندة جمعيات تحمل قضية إنسانية، منها Brave Heart، و"طفولة" و"سانت جود"، وسواها.مصريون يتجولون حول العالم على الدراجة النارية
[caption id="attachment_73883" align="alignnone" width="700"] نبيل الجيار[/caption] نبيل الجيار مغامر مصري يتجول حول العالم بـ"الموتوسيكل"، أجرى رحلتين، الأولى من مصر إلى جنوب إفريقيا، والثانية من أمريكا الجنوبية شمالاً، إلى ألاسكا. وذلك دعماً للسياحة المصرية، التي تواجه أزمات متتالية منذ عام 2011. وأكد الجيار فى برنامج "عيش صباحك" على راديو "نجوم إف إم"، أنه يحضر حالياً لرحلته المقبلة إلى شرق آسيا بعد عامين. أما شريف لطفي، وهو مغامر مصري أيضاً، فقد قطع 14 ألف كيلومتر بدراجة بخارية، رافعاً علم بلاده. إذ وصل في شهر يوليو 2016 إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، قادماً من أوشوايا جنوب الأرجنتين في طريقه إلى أونكوراج في ألاسكا. وهي مسافة تعادل تقريباً، المسافة نفسها التي قطعها بين مدينتي زيوريخ وطوكيو عام 2014. [caption id="attachment_73877" align="alignnone" width="700"] شريف لطفي[/caption]ناصر بن عبد الجليل.. العلم المغربي فوق أعلى قمة في العالم
في أبريل 2013، وضع المتسلق المغربي ناصر بن عبد الجليل الراية المغربية على قمة جبل إفرست. وهو أول مغربي يتسلق جبل إفرست، بعدما تسلق جبال "مون بلان"، أعلى قمم جبال الألب (4810 أمتار). ثم نكونكاغوا في التشيلي (7962 متراً)، وماكينلي في الولايات المتحدة (6194 متراً). وبعد وصوله إلى القطب الشمالي، في تحد جديد، قرر ناصر أن يساعد سكان المناطق الجبلية المغربية، الذين يعيشون ظروفاً صعبة في الشتاء. فالتزم بجمع أموال لتمويل بناء المركز الجديد للتميز "أماني"، في إملشيل. وعمل على التوعية في شأن ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها، وفقاً لما جاء في موقع "هبة برس" المغربي.عمر سمرة: مغامرة بنكهة إنسانية
المغامر المصري الذي ولد مصاباً بمرض الربو، فنصحه الأطباء بالجري، لينتهي به الحال فوق قمة إيفرست. غرس علم مصر في قمم الجبال، وانضم إلى قائمة الحاصلين على بطولة "غراند سلام" للمغامرين والمستكشفين. احتل عمر مكانة بين 33 ممن سبقوه في الحصول على هذه البطولة، ليصبح أول مصري وأصغر عربي يصعد إلى جبل إفرست، إذ بلغ قمة الجبل في 17 مايو 2007، وهناك رفع علم مصر ورسم صورة رمزية للأهرامات. وعن المغامرة، قال سمرة في لقاء مع المصور الأمريكي براندون ستانتون، صاحب صفحة Humans of New York: "لدى الناس تصور رومانسي عن المغامرات. لكن في الأصل، الشغف هو وقود المغامرة. حب الطبيعة والرغبة في المغامرة نفسها، هما ما يحركاني، لأدفع بنفسي إلى الخارج. أنا أُغامر لأكتشف ما هي حدودي، وأين تقع". المغامرة في حياة عمر سمرة، ليست في تسلق الجبال والمرتفعات فقط، ولكن في حياته الشخصية أيضاً. فقد ترك وظيفته في أحد بنوك "هونغ كونغ" كي يتفرغ لتحقيق حلمه. واستمرت أول رحلة له نحو سنة، تسلق فيها العديد من الجبال، وأهمها إفرست.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت