شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
ما سر ظاهرة

ما سر ظاهرة "العملقة" في دبي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 14 سبتمبر 201607:20 ص
الأكبر، الأطول، الأعرض، الأفضل، الأحسن، الأضخم... مصطلحات بصيغة التفضيل تستخدم لوصف مشاريع دبي في مختلف المجالات، الثقافية، الاجتماعية أو الاقتصادية. قد يرى البعض أن دبي تعاني من "جنون العظمة" في رحلتها نحو إتمام أكبر المشاريع وأكثرها ابتكاراً وحداثة، وأنها تسعى لأن تضع نفسها على الخارطة العالمية، وأن تنسي العالم صِغر سنها، وهي الإمارة الحديثة الولادة (54 عاماً)، لتلعب في ساحة الكبار، وأن تجعل الناس يغضون النظر عن أن الطريق نحو الديمقراطية لم ينته بعد. وما لا شك فيه هو أن عبارة "جنون العظمة" تحمل في طياتها تأويلات سلبية، إلا أن طموح قادة دبي أن تكون الإمارة رائدة وسباقة، جعل من هذا الجنون حافزاً ودافعاً إيجابياً لتحقيق ما اعتبره كثيرون أحياناً مستحيلاً. وقد بدأ الأمر بتحويل الصحراء إلى مدينة حديثة متطورة، مع ناطحات سحاب متنوعة لدرجة دفعت البعض إلى تشبيهها بمدينة نيويورك، وجعلت من هذا الميناء القديم مركزاً اقتصادياً ومالياً مهماً، يعج بالمناطق الحرة والشركات العالمية، ليصفها آخرون بسنغافورة الشرق الأوسط. يرى عصام كاظم، المدير التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن صعود دبي السريع على خريطة السياحة العالمية كمركز دولي للأعمال والسياحة، تزامن مع اكتمال تنفيذ عدد كبير من مشاريع البنية التحتية المتطورة، والمشاريع الضخمة، ومناطق الجذب السياحية المبتكرة. وقد لعبت كل هذه العوامل دوراً مهماً في المزيد من الارتقاء بمكانة دبي عالمياً، وهذا ما ساهم في دفع عجلة السياحة الداخلية وتشجيع الاستثمار، وعمل على تحفيز وتنمية الاقتصاد في الإمارة. واعتبر أن من بين المشاريع الكبرى التي ساهمت بقوّة في تنشيط القطاعين التجاري والسياحي للإمارة، مشروع خور دبي الذي منح الإمارة أفضلية تنافسية على مستوى المنطقة، واستكمال أعمال توسيع وتطوير ميناء راشد الذي أعقبه افتتاح الميناء والمنطقة الحرة بجبل علي، من دون أن ننسى افتتاح مشروع مركز دبي التجاري العالمي الذي يعتبر اليوم مجمعاً شاملاً متعدد الأغراض في المنطقة. ثم جاء افتتاح فندق برج العرب عام 1999 ليسهم في ترسيخ مكانة دبي كوجهة تشتهر عالمياً بمعاييرها الخاصة بالضيافة الفاخرة. ثم تبعه افتتاح "نخلة جميرا" عام 2006، ليقدم للعالم أضخم جزيرة اصطناعية. كما أسهم افتتاح مشروع "دبي مول" عام 2008 بتعزيز مكانة الإمارة كلاعب رئيسي في عالم تجارة التجزئة. وشهد مطلع عام 2010 افتتاح "برج خليفة"، أعلى بناء من صنع الإنسان.
يرى البعض أن دبي تعاني من "جنون العظمة"، ولكن الأكيد أن هذا الجنون شكل دافعاً إيجابياً لتحقيق ما يعتبر مستحيلاً
وبالتوازي مع التوسعات التي تشهدها دبي في عالمي الترفيه والأعمال، يضيف كاظم: "تستمر مساعينا باتجاه تطوير مكانة المدينة، وضمان وجود المزيد من عناصر الجذب التي توفر ما يكفي من عوامل التشجيع للسياح العرب والأجانب لزيارة دبي مرات متعددة". مشدداً على أن سمة التنوع تكتسب المزيد من الزخم مع كل مشروع يدخل حيز التشغيل الفعلي، إذ يرتفع معه سقف التوقعات بمزيد من التدفقات السياحية والاستثمارية.

أحدث المشاريع العملاقة

مع تنفيذ كل مشروع جديد إذاَ، يصبح سقف التوقعات والمشاريع المستقبلية أعلى وأكثر تحدياً. فالعام الجاري مثلاً، شهد افتتاح العديد من المشاريع التي تُعنى بالسياحة الترفيهية على غرار مشروع "آي إم جي عالم من المغامرات"،  ودبي أوبرا.

ورغم أن عام 2016 أوشك على الانتهاء، فإن المشاريع متواصلة. فيعدد كاظم المشاريع المرتقبة كافتتاح مشروع "دبي باركس آند ريزورتس"، أكبر مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط، التي تتكون من منتزه "ليغولاند دبي" وحديقة الألعاب المائية "ليغولاند ووتر بارك"، ومنتزه "موشنجيت دبي" المستوحى من شخصيات هوليوود الشهيرة من إنتاج شركات "دريم وركس أنيميشن" و"سوني بيكتشرز ستوديوز" و"لايونز جيت". ومنتزه "بوليوود باركس دبي"، المستوحى من الإنتاجات السينمائية البوليوودية. وكما تشهد المدينة افتتاح منتزه "سفاري دبي" الممتد على مساحة 119 هكتاراً، وهو يتكون من 8 مناطق تحتوي على نحو 10.500 من الكائنات والحيوانات من جميع أرجاء العالم، من بينها 350 فصيلة نادرة ومعرضة للانقراض. ويسلط كاظم الضوء على أن هذه المشاريع الترفيهية العملاقة والمبتكرة، من شأنها الارتقاء بمكانة دبي وسمعتها الإقليمية والدولية كوجهة سياحية عائلية مفضلة، كما ستزيد من نسبة التدفق السياحي على الإمارة، وتسهم في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020، التي تهدف إلى استقطاب 20 مليون سائح سنوياً مع بداية العقد المقبل". ولتحقيق دلك، تخبئ دبي في جعبتها العديد من المشاريع المستقبلية لضمان مكانتها كوجهة سياحية جاذبة للسياح من كل أنحاء العالم، وكمدينة تريد أن تقدم أفضل ما لديها لرفاهية القاطنين فيها. قد تكون اللائحة طويلة، لكن أبرز هده المشاريع هي: سوق السمك الجديدة في الحمرية التي تمتد على مساحة 120 ألف متر مربع، برواز دبي الذي يبلغ ارتفاعه 150 متراً وعرضه 93 متراً ليسمح لزواره بمشاهدة مناظر بانورامية لكل معالم المدينة، حديقة القرآن الكريم التي تحوي العديد من النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، منتزه "6 فلاغز" ومتحف المستقبل وجزيرة "بلوواترز"، وميدان وان وقناة دبي المائية ومول العالم ومركز الثريا للفلك… مشاريع عملاقة بانتظار السياح والمقيمين في دبي، إلا أنها لا تكتمل، بحسب كاظم، من دون العديد من المقومات الأخرى مثل بنيتها التحتية المتطورة، وخدماتها الفندقية التي تناسب جميع الشرائح، وشبكة محطات الطيران في الأسواق الرئيسية المرتبطة مباشرة بمطارات دبي، والخطط والرؤى المستقبلية لتطوير إمكانات الإمارة، وبناء علاقة قوية وموثوق بها بينها وبين قاطنيها وزوارها، كذلك بناء قاعدة جماهيرية عريضة من محبيها حول العالم". مهما كانت الظروف، وعلى قدر القيل والقال حول ما تسعى إلى تحقيقه دبي، يبقى أنها حتى الآن، على الرغم من الأزمات التي عصفت بها وأشدها الأزمة الاقتصادية عام 2008، أثبتت أن مشاريعها أكثر من حبر على ورق، وأنها من بين الأمثلة الناجحة القليلة في المنطقة العربية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image