الاعتماد على المرأة في الترويج والتسويق للمنتجات ليس أمراً جديداً أو غريباً، ولكن الغريب أن يعتمد الترويج على الملابس المثيرة كـ"البكيني" أو "الهوت شورت" في مصر. Usher Girls هن فتيات يبعن أو يروجن لمنتجات غالية الثمن في المولات والقرى السياحية، معتمدات على جمالهن وملابسهن ودلالهن، ويزداد حضورهن في مصر.
كلمة Usher
تعني بالإنجليزية الحاجب أو الوسيط، أي الشخص الذي يقودك لمكان أو يعرفك بفكرة. لكن، ربما يختلف قليلاً عما تفعله الفتيات في هذا المجال على أرض الواقع، في مصر تحديداً. إذ ترتدي عدة فتيات ملابس مغرية: Hot Short أو Micro jupe وBody stomach أو Maillot، ويوزعن الأوراق التعريفية بمنتج ما، من دون أن يبذلن جهداً في التعريف به. فقط عليهن مبادلة الأشخاص الابتسامات والنكات كثيراً. وفي أوقات أخرى ليس عليهن سوى الرقص والغناء أو لعب الكرة مقابل أجر مغرٍ جداً. لا يمكن بالطبع التقليل من دور فتيات الأشر في تسويق المنتجات، ولا يمكن تعميم السلبيات. فكثير منهن يعملن بشكل احترافي لجذب الجمهور وترغيبه في المنتج، وإن انعكست نظرة سلبية عن المجال بسبب طبيعة الملابس التي يرتدينها ربما، أو أجواء العمل غير المعتادة في المجتمع المصري.بكيني ولهو ورقص
عن طبيعة عملها، تقول حسناء سمير (30 عاماً): "نقوم كفتيات أشرينغ، بتوزيع عينات مجانية، أو منشورات تعريفية بمنتجات معينة، ربما مساحيق تجميل أو مشروبات طاقة. ويكون هذا هو الجهد الأكبر، لكن في الغالب يقتصر عملنا على ارتداء البكيني ولعب كرة الشاطىء أو الرقص على أصداء الأغاني، كل هذا لجذب الجمهور فقط". لانا عادل (25 عاماً)، تقول عن تفاعل الجمهور: "أحب كثيراً جو الترويج على الشاطئ، فهو مبهج ورائع، لم أحضر مناسبة فيها بيع إطلاقاً، دائماً نلهو وسط تشجيع الجمهور. بأغانٍ ورقص وفتيات جميلات بسيقان عارية وصدور مفتوحة، كيف لا ينجذب الجمهور". وتضيف سمير: "النساء والفتيات أيضاً يتجاوبن معنا، يأتين ويلعبن ويرقصن ويبادلن المزح والأسئلة عن المنتجات وجودتها. أعرف أن عملنا بسيط، لكن التسويق الجيد في مجتمعنا، لا يحتاج إلا إلى فتاة جميلة مبتسمة بجسد عارٍ".تحرش وتجاوزات
تؤكد عادل تعرضهن أثناء العمل للتحرش الجسدي باستمرار، فجو الاحتفال والتزاحم أثناء اللعب أو الرقص، أو حتى توزيع المنشورات، بحسب ما تقول، لا بد أن يولد احتكاكاً مقصوداً أو غير مقصود. وتضيف: " لا مانع من التلامس، لكن يهمني أن لا يتطور إلى أسوأ من ذلك. فكثيراً ما أجد أيادي تلتف حول خصري، أو على كتفي، وربما يحدثني شخص وأجد عينيه تتفحصان جسدي، أرى ذلك طبيعياً وجزءاً من المجاملات المفروضة علينا". هالة علي (29 عاماً) تختلف عن زميلتيها، تقول: "حضرت الكثير من الفاعليات لشركات أشرينغ، الحراس الشخصيون يملأون المكان، ولا يسمح لشخص بمضايقة الفتيات. ولكن التلامس العادي، أراه طبيعياً على الشاطىء في مجتمع مثل مجتمعنا، من دون بيع أو شراء". وتضيف: "الاستغلال الجسدي الفعلي تتعرض له الفتيات من قبل المشرفين والمديرين داخل الشركة نفسها، أقر أن الأمر لا يتم قسراً، لكن الموضوع يتم في صورة عرض وطلب، وأعترف أيضاً أنه في حال رفض الفتاة تتعرض للكثير من المضايقات، لكنها لا تجبر على شيء وهذا جيد في رأيي". لكن حسناء سمير تشير إلى أن التحرش لا تتعرض له الفتيات من الرجال فقط، ربما من زميلاتها أيضاً. وتضيف: "نتحدث عن 6 فتيات داخل شاليه واحد بحجرتي نوم مدة أسبوع، الجو مغرٍ لعلاقات من ذلك النوع". تستطرد بابتسامة لا تخلو من الخبث: "كنت أستغرب هذه العلاقات ولا أفهمها في البداية، أما الآن فقد اعتدتها"."التسويق الجيد في مجتمعنا لا يحتاج إلا إلى فتاة جميلة مبتسمة بجسد عارٍ" جملة تقولها شابة مصرية تعمل Usher girl
ما الذي تقوله الفتايات اللواتي يعملن بالترويج للمنتجات باستخدام أجسادهن عن عملهن؟ جلسة مع Usher girls في مصروتقول: "كثير من الفتيات يستسهلن استغلال أجسادهن في علاقات جنسية مع المديرين، للوصول بشكل أسرع، أو جني أموال أكثر، وبالفعل هذا مجدٍ جداً في مجالنا، لكن الفتاة التي تبدي عدم اهتمامها بالمال، لا يمكن لشخص إذلالها أو إجبارها على أي تنازلات أو تجاوزات جسدية".
مجتمع متحرش بذاته
وعن تقبلها أو ربما تحملها للتحرش أثناء العمل، تقول عادل: "تتحمل المصريات الكثير من الصعوبات والسخافات في عملها يومياً أياً كان هذا العمل، فالمعلمة والطبيبة وحتى الطالبة يتعرضن للتحرش، ما بالك بفتاة بجسد شبه عار، تطلب منك شراء منتج؟ التحرش ضريبة واجبة علينا لا محالة، وعلينا أن نقابله بابتسامة، حتى محاولات الردع يجب أن تكون بلطف، خصوصاً إذا كان المتحرش صاحب العمل والمال". لكن هالة علي تقاطعها قائلة إن العيب في المجتمع الذي لا يعي شيئاً عن الحرية الشخصية، ولا يرى في المرأة سوى جسد مثير. وتقول: "أقصى أمنيات أي امرأة عاملة، أن يكتفي المتحرش بالتحرش اللفظي دون لمسها، وهذا يعني أن العيب ليس في لبسنا أو عملنا".لا خيارات
حسناء تختلف معهما، وتوضح: "لنكن صريحات، أوضاع البلد من سيىء إلى أسوأ، ولا يوجد فرص عمل، وحتى إن وجد، فالمقابل زهيد. وبالنسبة للفتاة فهي تدفع من كرامتها وجسدها ما لا يقل عن الجهد، فلم كل هذه المشقة دون عائد. عين الصواب ما نفعله، كثير من الفتيات العاملات في هذا المجال يعن أسراً كاملة، ولديهن التزامات، ولا يقبلن أي تجاوزات ولا يخضعن لها". ثم تضيف: "أعلم أن أجسادنا تستغل في العمل، لكننا نستفيد بالمقابل، وليس على جميع النساء حمل لواء الدفاع عن قضايا المرأة وسموها على الرجل. ليس لدينا عمل بديل، ولدينا مسؤوليات وعمل سهل في المقابل، لا مجال للاختيار على ما يبدو".شرط أساسي للعمل؟
ربما لم تعد التجاوزات الجسدية مجرد عرض أو خيار، بل باتت شرطاً من شروط التعيين، هذا ما توضحه هبة علي (27 عاماً)، التي تقول: "تواصلت مع أكثر من شركة أشرينغ من خلال الإعلانات على الإنترنت، وصدمت عندما طلبوا مني صوراً عارية تماماً قبيل إجراء مقابلة، وعرضوا علي راتباً مجزياً يصل إلى 600 و2000 جنيه في اليوم الواحد، مقابل علاقات جنسية مكتملة وغير مكتملة. هكذا بشكل صريح". وتضيف بحزن: "لا أعلم هل هذه الشركات حقيقية أم هي دعارة مقنعة". وتؤكد ذلك نوال أكرم (24 عاماً): "طلبت من صديقاتي مساعدتي في إيجاد عمل لحاجتي الشديدة للمال، إحداهن أعطتني حساب إحدى العاملات في شركة أشرينغ، كانت المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا العمل، واكتشفت أن هناك غروبات للأشرينغ على فيسبوك. عالم غريب، بقواعد مختلفة تماماً. فوجئت بطلب رؤية صدري من دون حمالة صدر على الكاميرا، أو إرسال صورة من دون وجه. ظننت أن ذلك من طبيعة العمل فوافقت، وأرسلت لها الصورة وبعدها أعطتني رقم مدير الشركة، وحين تواصلت معه لم أجد سوى الابتزاز الجنسي الصريح مقابل العمل وراتب مغرٍ". (كل الاسماء الواردة في هذا الموضوع مستعارة، حفاظاً على خصوصية المتحدثات، وبناءً على رغباتهنّ).رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...