لم يرغب الكثيرون من سكان العراق، الذين يعيشون في بلد يمتلك من المرافق السياحية العشرات، بالبقاء في بلدهم، خصوصاً بعد عام 2003، حين تحسنت أوضاعهم المادية وانفتحوا على العالم بشكل أكبر عبر شبكات الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى.
يشكل العراقيون في بعض البلدان الإقليمية أرقاماً مهمة في السياحة. وقد يكون وجودهم في مقدمة مواطني البلدان الذين يزورون تركيا ولبنان ومصر، وغيرها من البلدان ذات الوجهة السياحية.
قبل أيام، عاد محمد الساعدي من تركيا بعد أسبوع سياحي، قال عنه: "إيجابي، أنا حريص على رؤية الجمال العُثماني على طبيعته".
وأوضح: "صحيح أننا نمر بأزمة مالية، لكن لا أعتقد أن مصاريف السياحة البسيطة التي لا تكلف الشخص الواحد 400 دولار أميركي، ستكون مؤثرة على حياتنا. ربما يتأثر البعض بها، لكن الغالبية سيستمرون بالسياحة".
ماهر عبد الكاظم، مرشد سياحي في شركة النيزك للسياحة والسفر ومقرها بغداد، قال لرصيف22 إن العراقيين يرغبون بالسفر إلى مصر لرخص الأسعار فيها، فمثلاً الـ100 دولار أميركي، التي لا تسد حاجة العراقي في الأسبوع، يمكنها أن تكفيه لأسبوع كامل. أما لبنان وتركيا فيذهبون إليهما لأن طبيعتهما جميلة".
وأضاف أن الشركة التي يعمل فيها تنظم رحلة أسبوعية عبر الجو إلى تركيا لـ250 مسافراً تقريباً، وهو رقم إيجابي، أي ما يعادل ألف مسافر شهرياً.
الأفضلية لإيران وتركيا
أصبحت تركيا منذ عام 2003، الوجهة الأفضل بالنسبة إلى العراقيين الراغبين في السياحة خارج البلاد. ونافست منذ ذلك حتى الآن إقليم كردستان العراق في ذلك. الحكومة التركية جذبت السائح العراقي بشكل أكبر عندما ألغت تأشيرة الدخول إليها قبل سنوات. لكنها أعادت العمل بها قبل أشهر، قبل أن تعود قبل أسابيع، بإعادة العمل بها لكن بشكل مجاني. وقال محمود الزبيدي، رئيس هيئة السياحة العراقية إن العراقيين يرغبون بزيارة 4 دول في الغالب، هي إيران وتركيا ولبنان ومصر، لذا أصبحت هذه الدول هي الوجهات التي تعلن عنها الشركات السياحية في العراق". ويمتلك الزبيدي إحصائية زيارة العراقيين لثلاث دول، فبحسب قوله، العراقيون الذين يزورون تركيا، نصف مليون سنوياً، أما الذين يزورون إيران فمليون ونصف المليون. لكنه لم يعط إحصائية دقيقة عن الذاهبين إلى لبنان، إلا أنه أشار نقلاً عن مسؤولين لبنانيين، إلى أن العراقيين يشكلون الرقم واحد في لبنان من ناحية أعداد السياح". في الأسبوعين الأخيرين، توجه الآلاف من العراقيين إلى جمهورية أذربيجان. فهي الوجهة الجديدة لهم بعدما استقبلت عدداً من العراقيين الذين قرروا عدم الذهاب إلى تركيا، بسبب ما شهدته من حراك عسكري وسياسي كبير. قبل أربع سنوات، كانت جورجيا وجهة العراقيين الجديدة، التي نافست تركيا وإيران لكنها لم تعجبهم، فلم تدم طويلاً. وعادوا للجارتين الشمالية والشرقية، فالسياحة إلى الجارة الشرقية (إيران) لم تنقطع، ويزورها آلاف من العراقيين شهرياً، خصوصاً المناطق التي توجد فيها مراقد دينية.نشاط شركات السياحة
وأوضح مرتضى الوائلي، الذي يعمل مع شركات عدة في العراق، كمرشد سياحي، لرصيف22 أن الشركات العراقية تتفق مع متعهدين في البلدان التي تنظم الرحلات إليها، ثم تجمع العدد المفترض أن يُكمل الرحلات، بعدها تعد البرامج لكل بلد ولكل مدينة. وأشار إلى أنه في العادة، تكون أرباح الشركة على المسافر الواحد 30 دولاراً أميركياً، وفي بعض الأحيان خمسة دولارات، وتقل الأرباح كلما زادت المنافسة بين الشركات وتنوعت البرامج.ليس من الصعب التكهن بالوجهة المفضلة للسياح العراقيين... هل حزرتموها؟ورغم أن العراق يعاني من أزمة مالية، فإن توافد العراقيين على شركات السياحة لم يتوقف. الشركات بدورها تقدم عروضاً خاصة، تشجع على السفر معها بمبالغ لا تزيد عن 500 دولار أميركي إلى تركيا مثلاً. وقال إسماعيل سعد (22 عاماً)، وهو يستعد للحجز والسفر إلى اذربيجان: "الشركات تجذبنا وتجبرنا على أن نسافر معها، فمبلغ 450 دولاراً مع الطيران وحجز الفندق والسياحة في أذربيجان لأسبوع كامل، شيء جيد، والمبلغ مقبول". وأضاف لرصيف22: "للأسف لم ير العراقيون البلدان الأخرى كثيراً، بسبب الحروب التي مروا بها، لكنهم يحاولون الآن أن يتواصلوا مع العالم، وأن يروا ما لم يروه سابقاً، حتى وإن ضغط البعض على ميزانية عائلته المالية مقابل السفر لبلد آخر". مرشد سياحي في شركة لم يرغب بالتعريف عن نفسه، يقول: "العراقيون يذهبون إلى البلدان التي يجدون فيها راحتهم. كثيرون منهم يرغبون بتركيا بحثاً عن النساء. أما إيران، فيذهب إليها في كبار السن للزيارة الدينية. وهناك قلة تذهب إلى إيران من أجل زواج المتعة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...